استحوذت القضية الفلسطينية والاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة، اليوم الجمعة، على اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية التي ستعقد في العاصمة التونسية تونس الأحد.
وشدد وزراء الخارجية العرب على أن القضية الفلسطينية ستبقى قضية العرب الأولى.
وأكد إبراهيم العساف وزير خارجية السعودية، في الكلمة الافتتاحية للاجتماع، أن “خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أطلق على القمة (السابقة) مسمى قمة القدس مترجماً ما توليه قيادة المملكة وشعبها من اهتمام بقضية العرب الأولى التي على رأس أولوياتها أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة وعلى رأسها إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية مجدداً رفضنا القاطع لأي إجراءات من شأنها المساس بوضعها التاريخي والقانوني”.
بدوره، أكد خميس الجهيناوي وزير الخارجية التونسي المكانة المركزية للقضية الفلسطينية لدى الشعوب العربية والإسلامية والقوى المحبة للسلام.
جاء ذلك في كلمة الوزير التونسي خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري الذي عقد في مقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس بعد تسلمه رئاسة الاجتماع من وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف ممثل الرئاسة السابقة للقمة.
وقال الجهيناوي إن القضية الفلسطينية سظل على رأس أولويات تونس خلال رئاستها للقمة لتوفير الدعم للشعب الفلسطيني واسترجاع حقوقه وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف وفقاً للقرارات الدولية ومبادرة السلام العربية، وعلى أساس مبدأ حل الدولتين.
وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية كمال حسن علي، اليوم الجمعة، إن قرارات اقتصادية ستصدر عن القمة العربية من بينها توفير 500 مليون دولار لفلسطين.
وقال حسن، للصحفيين قبل اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة، إن القادة العرب اتخذوا قراراً بدعم الاقتصاد الفلسطيني بمنح تمويلات لصندوقي القدس والأقصى بـ500 مليون دولار ودعم المؤسسة الفلسطينية للتمكين الاقتصادي.
وبخصوص الجولان، أكد الوزراء العرب سيادة سوريا على الهضبة، رافضين قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الهضبة المحتلة.
وقال وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف في كلمته “أجدد رفض بلادي التام واستنكارها للإعلان الذي أصدرته الإدارة الأميركية بالاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة”.
وتابع العساف “الجولان أرض عربية سورية محتلة وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة… الإعلان مخالفة صريحة لميثاق الأمم المتحدة”.
ونبه إلى أن “الإعلان ستكون له آثار سلبية كبيرة على السلام في الشرق الأوسط”.
واحتلت إسرائيل الجولان عام 1967 وضمته عام 1981 في خطوة لم تعترف بها الأمم المتحدة ولا الدول الأعضاء فيها.
وأوضح وزير خارجية تونس خميس الجهيناوي، في كلمته، أن بلاده تؤكد “رفضها قرارات الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتل لمخالفته للقرارات الدولية”، مؤكداً أنه “قرار لاغ ولا أثر قانونياً له، و(…) لا يترتب عليه أي التزامات”. وأضاف “سنعمل على تطويق كل التداعيات المحتلمة لهذا القرار”.
وجاء في كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط “نقول بصوت واضح إن الجولان أرض سورية عربية محتلة بواقع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن”.
وأضاف أبو الغيط “إذا كان الاحتلال جريمة كبرى، فإن شرعنته خطيئة وتقنينه عبث بمبادئ العدالة”.
وتستضيف تونس القمة العربية الثلاثين بعد غد الأحد.
الاتحاد