الفجيرة اليوم /   تختلف عادات تكريم الموتى لتأمين حياة رغدة لهم في الآخرة من بلد إلى آخر، ومن أشد تلك العادات غرابة ما تلجأ إليه تايوان، فهناك يتم تصميم مجسمات ورقية تأخذ عدة أشكال، منها الأموال والفيلات والسبائك الذهبية، ثم يتجهون إلى القبور لحرقها. وفي السنوات الأخيرة، أصبحت تلك المجسمات مجارية للحداثة متجسدة في مجسمات أجهزة “آي باد” وهواتف محمولة وغسالات وسيارات وأجهزة تلفزيون وبطاقات ائتمان، ولجأت مجموعة من صانعي تلك المجسمات الورقية لتزويد الموتى بنوع من المستلزمات المترفة التي هي عادة حكر على الأغنياء في تايوان.

وقال رجل الأعمال تشن شو هسوان، من تايبيه، فيما كان يحضر جنازة عمه: “نؤمن بأن الأشخاص ينتقلون إلى عالم آخر بعد وفاتهم”. وأضاف تشن: “نأمل بأن يعيش حياة ثانية جيدة في ذلك العالم، لأننا أحضرنا دارا من ورق ونقوداً كثيرة حتى يتمكن من الحصول على وسائل تؤمن له عيشا كريما”. وممارسة حرق المجسمات الورقية مستمدة من العقيدة الطاوية، وهي الديانة الرئيسية في تايوان، وتقدّم خلالها الهدايا في الجنازات وفي المهرجانات الكبيرة لتكريم الأسلاف.

وقال تشن إن عائلته تنوي حرق المزيد من المجسمات لعمه خلال مهرجان تقليدي لتكريم الموتى، الجمعة، عندما يزور الصينيون قبور أجدادهم لترتيبها احتراماً لذكراهم. وتعتبر هان يين، البالغة من العمر 40 عاماً، والتي بدأت العمل في هذا المجال قبل 12 عاماً بعد وفاة جدها وعدم عثورها على المنزل المثالي له، أن تلك المجسمات ليست فقط لتكريم المتوفى لكنها تساعد الأحياء أيضاً في التغلب على خسارتهم.  وأضافت: “يمكننا الاستمرار في التعبير عن حبنا لهم، لن ننسى أحباءنا وهم أحياء في قلوبنا”.

وتقدم هان مجموعة من المستلزمات اليومية المتنوعة المصنوعة يدويا من ورق، من بينها الملابس والحقائب ومستحضرات التجميل وتبدأ أسعارها من 100 دولار، لكن هذه الأسعار قد تكون باهظة وفقاً للمجسمات وأحجامها وصعوبة تنفيذها. وذات مرة صممت مجسما لاستوديو سينمائي متطور لعائلة متوفى كان يعمل في مجال الترفيه بسعر 64 ألف دولار.

وتقول هان إنها ستعرض بعض تصاميمها في معرض عن ثقافة الجنازة في تايوان سيفتتح بباريس في يونيو/حزيران.

العين الأخبارية