أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية عن مساعدات إنسانية لليمن بقيمة 200 مليون دولار لتوفير الاحتياجات الغذائية للشعب اليمني الشقيق في إطار حملة منسقة من المساعدات الإنسانية العاجلة الهادفة إلى تخفيف معاناة الشعب اليمني الشقيق وتلبية الاحتياجات الأساسية في قطاعات الغذاء والتغذية والصحة ودعم المعيشة في اليمن على مدى الأسابيع المقبلة.
وتشمل هذه المساعدات 140 مليون دولار لتوفير الاحتياجات الغذائية العاجلة من خلال برنامج الغذاء العالمي و40 مليون دولار لعلاج سوء التغذية الحاد لدى الأمهات والأطفال والإصحاح البيئي من خلال منظمة اليونيسيف و20 مليون دولار لمكافحة وباء الكوليرا وتأمين المحاليل الوريدية من خلال منظمة الصحة العالمية.
تأتي هذه المبادرة الإنسانية المشتركة بين البلدين بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة تأكيداً على الدور الإنساني الذي توليه دول تحالف دعم الشرعية في اليمن اهتماماً كبيراً وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وأوضح معالي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في تصريح صحفي بهذه المناسبة، أن دول التحالف وفي مقدمتها المملكة والإمارات تسعى جاهدة لرفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق جراء الأزمة الإنسانية الصعبة التي يمر بها بسبب عدم احترام الميليشيات الحوثية لمبادئ اتفاقية ستوكهولم وما صدر عنها من توصيات وما تقوم به من استغلال للأزمة الإنسانية وتحويلها للكسب العسكري والسياسي.
وأكد معاليه أنه إيماناً من كلا من المملكة والإمارات بأهمية تنفيذ برنامج عاجل مع الشركاء الاستراتيجيين في الأمم المتحدة وبالأخص برنامج الغذاء العالمي ومنظمة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية لتخفيف المعاناة الغذائية وسوء التغذية والصحة والإصحاح البيئي في اليمن بما يضمن منع حدوث أي مجاعة أو تفشي أوبئة ناتجة عنها. فلقد تم تصميم هذا البرنامج المشترك بما يضمن سرعة التنفيذ والوصول إلى المناطق الأكثر احتياجاً في اليمن. وجاء التركيز على وجه الخصوص للفئات الأكثر حاجة على الرعاية ألا وهي المرأة والطفل.
وقال إن هذا البرنامج يعد واحداً من العديد من البرامج الضخمة التي تنفذها كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة عبر منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني اليمني بالإضافة إلى ما يقوم به مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي من مشاريع نوعية تلبي الاحتياجات الإنسانية ذات الأولوية القصوى في اليمن.
من جانبها، أكدت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي أن استقرار اليمن وازدهاره من أولويات دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية.
وأوضحت معاليها أن هذا الدعم الموجه سيركز قسم كبير منه على المرأة حيث تحتل الأمهات والنساء عموماً مكانة عالية ضمن برامج المساعدات الخارجية نظراً لدورهن البارز والمحوري في تقديم المساعدات بكفاءة وتعزيز بناء النسيج الاجتماعي.
وأشارت معاليها إلى الصعوبات التي تعرقل وصول المساعدات إلى اليمن بسبب المعوقات التي يضعها الجانب الحوثي والتي تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها لتخفيف المعاناة الإنسانية وعدم احترام الاتفاقات التي تم التفاوض بشأنها كاتفاق ستوكهولم للسلام.
وقالت معالي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي إنه تم اختيار هذا التوقيت لتقديم هذا الدعم من أجل تلبية الاحتياجات العاجلة والحرص على توصيل المساعدات خلال الأسابيع القادمة لتمكين الشعب اليمني الشقيق من تلبية احتياجاته وصون كرامته من خلال السعي للمحافظة على تقاليده الراسخة وممارسة العادات المتوارثة بتناول الوجبات الجماعية خلال شهر رمضان المبارك.
وأضافت ريم الهاشمي “سنعمل مع وكالات الأمم المتحدة من أجل إيصال تلك المساعدات إلى كافة أنحاء اليمن الشقيق. كما أننا نرغب في بدء عملية إعادة بناء البنية التحتية وتعزيز اقتصاد اليمن الشقيق”.
ودعت معاليها إلى احترام اتفاقات السلام والبدء في بناء مستقبل مشرق وزاهر في اليمن. وقالت “إننا نتطلع إلى تقديم المزيد في أقرب وقت”.
وفي الإطار ذاته، أكد معالي الدكتور الربيعة ومعالي ريم الهاشمي التزام كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بدعم الشعب اليمني في كافة مدنه ومحافظاته بما يضمن العيش الكريم له.
وأوضحا أن هذه المبادرة تأتي إضافة إلى ما التزمت به الدولتان لدعم اليمن بمبلغ مليار دولار أميركي ومبلغ 250 مليون دولار الذي قدمته دولة الكويت والذي تم الإعلان عنه في مؤتمر المانحين بجنيف في السادس والعشرين من شهر فبراير الماضي حيث تعد هذه أكبر منحة في تاريخ الأمم المتحدة.
يذكر أن إجمالي ما قدمته دول التحالف وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة دعماً لليمن على مدى الأعوام الأربعة الماضية يزيد عن 18 مليار دولار أميركي.

المصدر: وام