حذر أطباء من انتشار ظاهرة تدخين المراهقين والشباب للسجائر الإلكترونية، حيث ساهمت خفة وزنها وشكلها الذي يشبه ذاكرة التخزين «ميموري فلاش» في سهولة اقتنائها دون اكتشافها. بالإضافة إلى عدم وجود دراسات تثبت جدواها في المساعدة على الإقلاع عن التدخين التقليدي، بينما اعتبرتها منظمة الصحة العالمية خطراً يقود للإدمان ويسبب الأمراض.
وقال الدكتور شريف بكير، استشاري أمراض القلب في مستشفى المفرق، «إن التدخين بكافة أنواعه غير محبذ عند الكبار، وعندما يتعلق الأمر بفئة المراهقين والشباب، فالأمر هنا يتطلب وقفة جادة». وأضاف «عندما تبدأ هذه الفئة العمرية بتدخين السجائر الإلكترونية، بكل تأكيد سوف ينتهي الأمر بهم لتدخين السجائر العادية والمدواخ والشيشة».
وأوضح أن بعض الأطباء يعتبرون أن السجائر الإلكترونية هي الحل الأخف ضرراً للراغبين في ترك التدخين العادي، وذلك بعد خضوعهم لجميع أنواع العلاجات مثل بديل النيكوتين (اللصقة) والأدوية. مشيراً إلى أن مشكلة تدخين السجائر هي العادة والإدمان، والأسهل التخلص من الإدمان بعكس العادة والتي يمكن أن تخفف السجائر الإلكترونية منها.
وأشار الدكتور شريف بكير إلى أن المواد التي تحتويها السجائر العادية معروفة والمشكلة الأساسية التي تأتي من السجائر العادية هي المواد المخلوطة التي تحتويها وليس النيكوتين لوحده، حيث يعتبر ضرر النيكوتين أقل بنسبة 95% من المواد الأخرى التي تحتويها السجائر. لكن المواد التي يحتويها السائل الذي يتم استخدامه في السجائر الإلكترونية مجهول المصدر وغير معروف المواد، عدا النيكوتين المعروف وجوده فيه، لافتاً إلى أن السجائر الإلكترونية بدأت في عام 2002 وهناك حاجة لمرور 30 سنة على الأقل لمعرفة أضرارها وإلى أين تصل؟، وحتى الآن لم تظهر لها أضرار تُذكر.
وقال «من يقوم بصنع السجائر الإلكترونية هم نفس الشركات التي تصنع السجائر العادية، وحتى الآن لا نعرف أهدافهم، كما هناك تجارة بينهم وبين الشركات الإلكترونية» مضيفا «أن شركات التدخين تصرف في السنة الواحدة 13 بليون دولار على الدعاية، مما يعني أنهم قادرون على تعويض تلك الأموال من خلال الأرباح التي تدرها عليهم بيع السجائر بكافة أنواعها».
وذكر أن بعض الأشخاص الذين يتم علاجهم باستخدام السجائر الإلكترونية يصل لمرحلة تدخين النوعين من السجائر؛ العادية والإلكترونية مما يجعل علاجهم من التدخين أصعب عن قبل. موضحاً الفرق بين السجائر العادية التي تعمل على حرق النيكوتين «أول أكسيد الكربون» والذي يعتبر مسببا أول لسرطان الرئة، فيما تعمل السجائر الإلكترونية على تسخين النيكوتين فقط دون حرقه.
وأكد الدكتور شريف بكير أهمية تقنين السجائر الإلكترونية والمواد التي تحتويها، باعتبارها وسيلة من وسائل الإقلاع عن التدخين، وهناك تسجيل لتجارب ناجحة لمدخنين استطاعوا ترك التدخين عن طريق السجائر الإلكترونية.
وشدد على أهمية توعية الأهالي حول أشكال وأنواع السجائر الإلكترونية والتي تأتي بأشكال لا يمكن الشك بأنها سجائر، وفي حالة اكتشاف إدمان أبنائهم عليها، فإن عليم التوجيه لعيادات الإقلاع عن التدخين فهي غير صحية ومن المؤكد لها تأثير صحي سوف يظهر مستقبلاً. مشيراً إلى أن سنوات المراهقة تعد بالغة الأهمية لنمو الدماغ، والذي يستمر حتى مرحلة البلوغ، والشباب الذين يستخدمون منتجات النيكوتين بأي شكل من الأشكال، بما في ذلك السجائر الإلكترونية، معرضون للآثار الطويلة الأمد، نظرًا لأن النيكوتين يؤثر على تطور الدماغ، وخاصة أن استمرار استخدام السجائر الإلكترونية لا يمكن أن يؤدي فقط إلى إدمان النيكوتين، ولكنه يمكن أن يتطور الأمر لإدمان مواد أخرى تجلب المتعة لعقل المراهق. كما يؤثر النيكوتين على تطور دوائر الدماغ التي تتحكم في الانتباه والتعلم، تشمل المخاطر الأخرى اضطرابات المزاج والمشاكل في التحكم بالنبضات.
الاتحاد