الفجيرة اليوم /
يُقال إن روما تمنح زوارها فرصة للاستمتاع بمعالم التاريخ والفنون الفريدة من نوعها في كل زاوية تقريبا من المدينة. نعم بكل تأكيد، فقد سنحت لي الفرصة لعيش هذه التجربة مؤخراً، حيث أنه من المستحيل ألا تشعر بجاذبية الماضي عندما تقضي بعض الوقت في العاصمة الإيطالية، كيف لا وهي مقر إحدى الإمبراطوريات الكبرى، وموطن بعض المواقع المعمارية الأكثر إثارة في العالم. استغرق الأمر أكثر من 2700 عام لبناء مدينة روما كما هي الآن، فهل من الممكن استكشاف معالم “المدينة الخالدة” في غضون ساعات أو أيام؟ الجواب هو أنك قد تنجح في زيارة أبرز المواقع الأثرية فيها، لكنك ستكتشف في نهاية رحلتك أنك لا زلت بحاجة لقضاء المزيد من الوقت هناك، على الأغلب.
تفخر روما بتراثها، كما تجمع في معالمها بين القديم والجديد، وتعتبر محجاً يأتيه الزوار من كل بقاع الأرض للاستمتاع بمشاهدة كنوزها الفنية من عصر النهضة، والكنائس المزينة برسومات ألمع الفنانين مثل مايكل أنجلو وغيره. تنقسم روما إلى عدة مناطق تضم أهم المعالم القديمة مثل مسرح الكولوسيوم، المنتدى الروماني، البانثيون (معبد الآلهة) وغير ذلك. بالنسبة لي، لم يكن من السهل أبداً رؤية جميع مناطق الجذب السياحي في هذه المدينة بغضون أيام قليلة، لذلك كان يجب التخطيط جيداً لاكتشاف هذه المدينة الرائعة.
إليكم مجموعة من أفضل الأماكن السياحية التي لا يجب أن تُفوّت في روما:
الكولوسيوم
يرى البعض أن من زار روما ولم يزر الكولوسيوم فقد فاته الكثير، باعتباره أحد أهم الرموز السياحية في روما والعالم. يعتبر الكولوسيوم أحد أكبر الهياكل التي تعود الى الامبراطورية الرومانية، كما أنه من أعظم الأعمال المعمارية والهندسية الرومانية، وقد كان مكان انعقاد المسابقات وقتال المصارعين قديما.
المنتدى الروماني
تذكرة واحدة ستتيح لك الدخول إلى الكولوسيوم والمنتدى الروماني وهضبة بالاتين. فجنبا إلى جنب مع الكولوسيوم، قد يكون المنتدى الروماني أكبر علامة على روعة الإمبراطورية الرومانية التي يمكن رؤيتها اليوم، إلى جانب عدد كبير من المعابد المتواجدة هناك. المنتدى الروماني كان يقع في مركز مدينة روما القديمة، ويعتبر مركزاً للعديد من الأبنية الحكومية الرومانية الهامة آنذاك. تقع العديد من أقدم أبنية روما التراثية فيه، وكانت تقام فيه الاحتفالات الشعبية والانتخابات الحكومية. وقد تحوَّل فيما بعد إلى ميدانٍ عامٍّ يجتمع فيه سكان روما بأعدادٍ كبيرة لأغراضٍ تجارية وسياسية وقانونية ودينية.
هضبة بالاتين
هي إحدى هضاب روما السَّبع، وتُعدُّ إحدى أقدم أجزاء روما القديمة، عاصمة الإمبراطورية الرومانية. تقع الهضبة فوق المنتدى الروماني القديم، وتعتبر مكان مراقبة رائع لسيرك ماكسيموس، وأفضل مكان للاستماع للروايات والأساطير بشأن نشأة واسم روما.
البانثيون
أفضل مبنى روماني أثري محفوظ إلى الآن، كان أصلاً مبنيا كمعبد لجميع آلهة روما القديمة. هو الآن أقدم مبنى بقبة ما زال قائماً في روما، وأحد أشهر مباني المدينة. يجب أن يحتلّ الصدارة في قائمة الأماكن التي ينبغي زيارتها في “المدينة الخالدة.”
السلالم الإسبانية
عبارة عن درج واسع يعج دوما بالسياح وسكان المدينة الراغبين في الراحة والاستمتاع بأجواء روما الأصيلة. تعتبر مكاناً رائعاً للجلوس والاستمتاع بالأجواء ومناظر المدينة الخالدة، وهي تصل بين ساحة piazza di spagna الشهيرة صعوداً إلى كنيسة Trinità dei Monti.
نافورة تريفي
فونتانا دي تريفي أو نافورة تريفي هي النافورة الأكثر شهرة في روما ويمكن القول إنها من بين الأجمل في هذه المدينة. يقصدها السياح بحثاً عن فرصة لتحقيق الامنيات، إذ يقال إن من يلقي بها عملة نقدية “تتحقق أمنيته” ويعود لروما من جديد. وتُلقى عملات مالية بقيمة حوالي 3000 يورو يومياً فيها، حيث تُجمع كل ليلة وتُصرف من أجل أعمال خيرية.
متاحف الفاتيكان
تكون قصور الفاتيكان من عدة مبان متصلة ببعضها البعض تحتوي على أكثر من 1000 غرفة. داخل هذه القصور هناك شقق، وكنائس، ومتاحف، وقاعات اجتماعات ومكاتب حكومية. وتشكل متاحف الفاتيكان، والأرشيف، والمكتبة، والحدائق، والمكاتب الأخرى ما تبقى من القصور.
جزء كبير من مجمع قصر الفاتيكان مخصص لمتاحف الفاتيكان المبهرة التي تضم مجموعة هائلة من الأعمال على مر القرون. ستجد المعارض كيفما نظرت في المتاحف هناك، عبر الأسقف والجدران والأعمدة… وجوهرة هذه المتاحف قد تكون كنيسة سيستين، التي تضم بعضاً من أعظم أعمال مايكل أنجلو، وهي أيضا موقع للكنيسة البابوية، حيث يصوّت الكرادلة على من سيكون البابا القادم، وعند الوصول إلى الإجماع، يتصاعد الدخان الأبيض من مدخنة الكنيسة.
كنيسة القديس بطرس
تعتبر ثاني أكبر كنيسة مسيحية في العالم بعد كنيسة ياموسوكرو في ساحل العاج. استغرق بناء البازيليكا الجديدة 120 سنة، فيما استمرت أعمال البناء والنحت والرسم والفسيفساء لمدة 200 عام تقريباً. قبة الكاتدرائية صُممت بواسطة مايكل أنجلو، ويبلغ طولها 400 قدم وقطرها 138 قدماً. أسفل البازيليكا، توجد عدة غرف دفن بابوية، بما في ذلك تلك الخاصة بالقديس بطرس (البابا الأول).
وفي ساحة القديس بطرس يجتمع المؤمنون لسماع البابا يتحدث ويلقي الخطب من شرفته. للساحة شكل بيضاوي كبير بمساحات مثيرة للإعجاب، حيث يبلغ قطرها 240 متراً وعمقها 320 متراً، ويحيط بها 284 عموداً بأربعة صفوف. حظيت خلال السنوات الماضية بفرصة زيارة عدة مدن حول العالم، ولا أعتقد أنني أبالغ إذا ما قلت إن زيارة روما العظيمة لا يمكن تفويتها، وأنها بكل تأكيد يجب أن تكون على رأس قائمة الأماكن التي تخططون لزيارتها.
CNN Arabic