الفجيرة اليوم / يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي رموز الـ«إيموجي»، أو الرموز التعبيرية، بنوع من المزاح والمرح وحسن النية، للتعبير عن عاطفة أو موقف معين، دون أن يدركوا أنها قد تتحول إلى أداة للانتقام إذا تدهورت العلاقة بين المرسل والمستقبل، وساءت النيات، إذ ينظر القانون إلى هذه الرموز بوصفها عبارات تتضمن معنى تحدده الظروف التي أرسلت خلالها، فإذا ثبت أنها أرسلت في مناخ من الخلافات، فقد يجد مرسلها نفسه مداناً بتهمة السبّ والشتم.
وقد يصل الأمر إلى حد الاتهام بالتحرش الجنسي، إذا كان الـ«إيموجي» المرسل عبارة عن «وردة حمراء»، أو التهديد بالقتل إذا كان الـ«إيموجي» سكيناً أو سلاحاً. حدث هذا الأمر في ساحة القضاء بالدولة، حينما نظرت قضية اتهم فيها موظف آسيوي بالسبّ والقذف، لأنه وضع علامة إعجاب (لايك) على صورة يظهر فيها مجموعة من الأشخاص في صفحة على «فيس بوك»، وعلق على الصورة بوضع «إيموجي» على هيئة «ثعلب».
وكانت التهمة التي وجهها إليه صاحب الصفحة هي السبّ والقذف، لأن صورة الثعلب توحي بالمكر والخداع.ورأى قانونيان أن البعض يفتعل المشكلات من خلال رفع دعاوى كيدية، للانتقام من صديق أصبح عدواً، أو للحصول على تعويض مالي بحكم قضائي، بسبب استلامه «إيموجي» هزلياً من صديق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد وقوع خلافات بينهما. وقال المحامي الدكتور حمد الدباني، لـ«الإمارات اليوم»، إن البعض يستغل الـ«إيموجي» للانتقام، عندما تنقلب الأحوال وتختفي المودة من القلوب، لتمتلئ بمشاعر الكراهية والرغبة في تحطيم الآخر، أو إذلاله، ويصبح الأمر أسهل في حال تضمن الـ«إيموجي» المرسل صورة كلب أو ثعلب أو خنزير، لأن هذه الرموز تحمل دلالات سلبية شديدة الوضوح.
وأوضح أن المحكمة تقضي بالغرامة، في حال ثبت لها أن المدعى عليه أرسل الـ«إيموجي» كنوع من السب والشتم، وهو أمر تحدده طبيعة العلاقة التي ربطت الطرفين سابقاً. وأوضح الدباني أن القضاء ينظر في الموقف بين المدعي والمدعى عليه، قبل إرسال الـ«إيموجي» الهزلي. وفي حال كان إرساله لاحقاً على وقوع خلاف بينهما، فقد يعتبر اتهاماً، أما في حال إرساله قبل نشوب الخلاف، فيعتبر نوعاً من المزاح، ويعتبر الاتهام «كيدياً». وشرح الدباني أن العلاقة بين الطرفين قد تكون قوية، إلا أن وقوع خلاف بينهما قد يدفع بأحدهما إلى استغلال الموقف، والبحث بين الرسائل عن الـ«إيموجي» المرسل له من الطرف الآخر، لرفع دعوى ضده.
بدورها، ذكرت المحامية حنان البايض أن الاستخدام السلبي للرموز التعبيرية الـ«إيموجي»، عبر مواقع التواصل الاجتماعي والـ«واتس أب»، قد يعرض صاحبه للمسؤولية القانونية، خصوصاً إذا تبدلت المواقف بين الأشخاص من المحبة إلى العداوة، وتحول الـ«إيموجي» الهزلي إلى طريقة لتوجيه الإساءة.
وأوضحت أنه إذا كان هناك خلاف بين مرسل الـ«إيموجي» ومستلمه، فقد يؤخذ قرينة ضد المرسل، ودليلاً على أنه تهديد بالقتل، خصوصاً إذا تضمن سلاحاً أو سكيناً، وقد يعتبر سباً في حال إرساله ضمن صورة كلب أو خنزير أو حيوان آخر. كما أنه قد يعتبر نوعاً من التحرش في حال أرسل شخص وردة حمراء أو قلباً إلى فتاة لا تربطه بها أي صلة.
الإمارات اليوم