الفجيرة اليوم /  كشف استشاري جراحة العيون في مستشفى دبي، رئيس اللجنة العلمية في جمعية الإمارات الطبية الدكتور عبدالله النقي عن أن اسم الدواء المبتكر لعلاج العمى الناتج عن ضمور الشبكية الوراثية، والذي أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن تسجيله في الدولة قبل أيام هو Luxturna، ويعتبر طفرة في عالم الأدوية على مستوى العالم، ويستفيد منه الأطفال وصغار السن تحديداً.
وأوضح النقي أن هذا الدواء عبارة عن معالج جيني لأمراض وراثية في الشبكية، عن طريق إدخال الجين الناقص في الشبكية، وهو مخصص لعلاج مرضين معينين فقط وليس لجميع أنواع العمى، الأول للأشخاص الذين يولدون عمياناً، واسم هذا المرض LCA أو Leber’s Congenital Amaurosis، وهو مرض فقد البصر الوراثي، إذ يولد الطفل أعمى نتيجة خلل وراثي في الشبكية، والمرض الثاني هو العشى الليلي وهو وراثي أيضاً.
وأضاف أن الدواء يحدث تحسناً ملحوظاً في الرؤية وفقاً لنتائج التجارب، ولم يكن هناك أي دواء آخر لهذا المرض، فالطفل يولد أعمى ويعيش فاقداً للبصر كل حياته.
* حقن وليس قطرة
وحول طريقة أخذ الدواء، أشار إلى أنه عبارة عن حقنة وليس قطرة، يتم حقنها في العين خلال عمل جراحي، لافتاً إلى أنه يعتبر أغلى دواء في مجال طب وجراحة العيون في العالم على الإطلاق، إذ بلغ سعر الحقنة الواحدة والتي تستخدم لعين واحدة 425 ألف دولار حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية، أي ما يعادل أكثر من مليون ونصف المليون درهم، ما يعني أن شفاء عينين من العمى الوراثي يقدر بثلاثة ملايين درهم.
وبيّن النقي أن هذه الحقنة ستعطى من قبل الأطباء المختصين في مجال جراحة الشبكية في مستشفيات الدولة فقط، مشيراً إلى أن الدواء لن يتوافر في الصيدليات والمستشفيات مثل أي دواء آخر في الدولة، إذ ليس له عمر تخزيني، بل سيتم تحضيره في أمريكا وإرساله إلى الدولة، بناء على طلب الطبيب بعد تشخيصه للحالة المرضية والموافقة على إجراء العملية له بسبب سعره الباهظ.
* ظهور النتائج الأولى
وكانت وزارة الصحة ووقاية المجتمع أعلنت الأربعاء الماضي عن إجراء تقييم من كافة الجهات الصحية في الدولة ممثلي اللجنة العليا للتسجيل الدوائي لأحد الأدوية الجينية المبتكرة لعلاج العمى الناتج عن ضمور الشبكية الوراثي، الذي تم اعتماده وتسجيله لتكون دولة الإمارات من أوائل الدول في العالم.
وتابع النقي «تمت الأبحاث العلمية الخاصة بهذا الدواء في مدينة فيلادلفيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وظهرت النتائج الأولى للفحوص في أغسطس عام 2017، وتمت الموافقة على الدواء في أكتوبر من العام ذاته من هيئة الدواء والعقاقير الأمريكية، وأصبح متوافراً للعلاج للمرة الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية في مارس 2018.
ووفقاً لأحدث الإحصاءات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإن كل واحد من 75 ألف طفل في العالم يولد لديه مشكلة فقد البصر الوراثي، ويشكل المرض 5 في المئة من إجمالي جميع أمراض الشبكية الوراثية بشكل عام .

صحيفة الرؤية