الفجيرة اليوم /   حذرت وزارة الصحة ووقاية المجتمع من مخاطر شراء الأدوية من المواقع الإلكترونية، أو الاعتماد على ادعاءاتها، ومن تناول مكمل غذائي من خميرة الأرز الحمراء، بزعم القدرة على تنظيف الشرايين، وأكدت أن المنتج غير مسجل في الوزارة، وغير معروف المواصفات، وأن جميع المعلومات المتداولة عنه مضللة، وغير علمية وتؤدي لمخاطر صحية على مرضى الكوليسترول وضغط الدم.

ورصد فريق التفتيش الإلكتروني، التابع للوزارة، انتشار مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، لرجل بملامح آسيوية يتكلم بلغة إنجليزية ويستعمل مفردات عربية، يروج لمنتج طبيعي يحوي خميرة الأرز الحمراء، مدّعياً قدرته على تنظيف الشرايين، والتخلص من الكوليسترول والدهون وضغط الدم العالي والوقاية من الجلطة القلبية، ويسهم بتحسن الدورة الدموية، وارتفاع النشاط البدني وتحسّن الذاكرة ونمط النوم، وذلك بعد استعمال المنتج لمدة شهر.

وأوضح الوكيل المساعد لسياسة الصحة العامة والتراخيص في الوزارة، الدكتور أمين حسين الأميري، أن ترويج استخدام مكملات غذائية مجهولة المصدر، وغير مرخصة من الهيئات الدوائية العالمية والجهات الصحية بالدولة، يعتبر أمراً غير مقبول أخلاقياً وطبياً، وقد تترتب عليه مخاطر صحية، نظراً لعدم وجود دراسات وبيانات كافية عن المنتج ومواصفاته.

وحذر بشدة أفراد المجتمع من المخاطر الجسيمة، الناتجة عن قيام بعض زوار مواقع التواصل الاجتماعي بشراء مثل تلك الأدوية والمكملات الغذائية عبر الإنترنت لتصلهم إلى باب منزلهم، تماماً مثلما يشترون الساعات والملابس والأجهزة الإلكترونية. وقال إن شراء الأدوية عن طريق الإنترنت ظاهرة موجودة في جميع دول العالم، مشيراً إلى أن الوزارة لديها إجراءات مشددة، للحد من دخول هذه المكملات لسوق الدولة، ومنها وجود موظفين تابعين للوزارة مع موظفي الجمارك في مطارات الدولة ومنافذها، وعند ضبط أي منتج منها عن طريق أجهزة التفتيش تحول إليهم، ومن ثم يتم إتلافها.

وحذّر الأميري من مغبة تداول مثل هذه المنتجات غير المسجلة، إلا بعد التأكد من وزارة الصحة ووقاية المجتمع، وهي الجهة المنوط بها الإعلان عن الأدوية المعتمدة على مستوى الدولة. وقال إن مواقع التواصل الاجتماعي بيئة إيجابية، لكن قد تستغل لبعض الادعاءات الكاذبة، ويسعى البعض وراء زيادة عدد المتابعين باستغلال ما يشغل الناس من علاجات للأمراض المزمنة، وغيرها، بعيداً عن الأدوية المعتمدة والمرخصة، وللأسف تحظى هذه النوعية من المعلومات بصدقية لدى بعض أفراد المجتمع، وتتم مشاركتها أو نسخها ونشرها في المنتديات ومجموعات التراسل الاجتماعي، نظراً لسهولة التعامل مع تطبيقات «سوشيال ميديا».

ونبه الأميري إلى أن هذه المعلومات المضللة، التي تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، تهدد بفقدان ثقة المجتمع بالعلاجات الإكلينيكية المعتمدة من الهيئات الصحية العالمية، التي صرفت عليها شركات الأدوية سنوات من الأبحاث ومليارات الدولارات، وخضع اعتمادها لمئات التجارب والاختبارات، كما تصرف وزارة الصحة ميزانيات ضخمة على توعية المجتمع بعدم الانسياق وراء هذه الإعلانات المضللة، التي قد تتسبب بتوقف المريض عن تناول الأدوية أو تعديل الجرعات الدوائية، دون الرجوع لممارسي الرعاية الصحية، وبالتالي تسيء إلى سمعة البرامج والأدوية المستخدمة في دولة الإمارات، كما تقلل ثقة المريض بالمنظومة الدوائية والأدوية المستخدمة.

وأكد الأميري تعرض مروجي هذه المعلومات المضللة للمساءلة من قبل السلطات المختصة في الدولة، لأن ذلك يمس الأمن الصحي في الدولة، حيث إن إنتاج الشائعات أو تداولها، من شأنهما المساس بالنظام الصحي، ويعتبران مخالفة معلوماتية، وأكد أن وعي المجتمع في الدولة ضد الشائعات المضللة في مجال الأدوية والمستحضرات الطبية، يدعم جهود التوعية التي تقوم بها وزارة الصحة ووقاية المجتمع، والهيئات الصحية. وفي حال رغبة أفراد المجتمع بالتأكد من أي معلومات، تخص سلامة المنتجات الصحية المسجلة في دولة الإمارات والتعاميم الصادرة عنها، فعليهم التواصل مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع عبر البريد الإلكتروني [email protected]، أو عبر رابط إلكتروني في موقع الوزارة.

الإمارات اليوم