شهد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الرئيس الفخري لجمعية الإمارات للتخطيط الاستراتيجي واستشراف المستقبل بحضور معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي فعاليات ” المؤتمر السنوي الخامس لجمعية الإمارات للتخطيط الاستراتيجي واستشراف المستقبل ” الذي جاء هذا العام تحت شعار ” التسامح في رؤى زايد ” .

حضر المؤتمر معالي الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي ومعالي اللواء فارس خلف المزروعي القائد العام لشرطة أبوظبي واللواء الركن خليفة حارب الخييلي رئيس مجلس التطوير المؤسسي بالوزارة واللواء عبدالله خليفة المري القائد العام لشرطة دبي واللواء سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة واللواء عبدالعزيز مكتوم الشريفي مدير عام الأمن الوقائي بالوزارة واللواء الدكتور عبد القدوس العبيدلي رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للتخطيط الاستراتيجي واستشراف المستقبل والعميد محمد حميد بن دلموج الظاهري الأمين العام لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وعدد من المدراء العامين ومديري الإدارات بوزارة الداخلية.

كما حضره سعادة أحمد شبيب الظاهري الأمين العام للمجلس الوطني الاتحادي وسعادة محمد سالم بن كردوس العامري عضو المجلس الوطني الاتحادي وسعادة الدكتور سعيد عبدالله المطوع عضو المجلس الوطني الاتحادي والشيخ محمد بن عبد الله المعلا أمين عام جمعية الإمارات للتخطيط الاستراتيجي واستشراف المستقبل وأعضاء الجمعية وعدد من المدعوين من أعضاء السلك الدبلوماسي والضيوف.

وتابع الحضور في بداية المؤتمر، فيلما وثائقيا، استعرض عددا من مقولات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ” طيب الله ثراه ” في تعزيز مفهوم التسامح كقيمة مجتمعية أصيلة التي هي أساس التواصل بين المجتمعات.

وكرم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية .. المجلس الوطني الاتحادي على استضافته لأعمال المؤتمر، كما كرم سموه المتحدثين بالمؤتمر وعددا من الشركاء الداعمين، وتسلم سموه من الطالبة أصول عمر السويدي كتابا من تأليفها على هامش التكريم يحمل عنوان ” قلم رصاص يكتشف وحبر يخطط ” .

وأكدت معالي الدكتورة أمل القبيسي أن التسامح أحد أبرز المبادئ التي زرعها القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ” طيب الله ثراه ” لدى شعب الإمارات، فصار ركنا أساسيا في توجهات قيادتها وسياساتها، ونحن نحتفي بـ ” عام التسامح ” نستلهم قيم زايد ومبادئه في التسامح والتعايش قيادة وحكومة وشعبا عبر منظومة قيم زايد.

وأشارت معاليها إلى أن المجتمع الإماراتي عرف بإرثه الأصيل في التسامح والتعددية الثقافية والانفتاح والتعايش، وهو النهج الذي سار عليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات حتى أصبحت الدولة في ظل التوجيهات السديدة لقيادتنا الرشيدة مثالا بارزا ونموذجا عالميا يحتذى به في تعزيز قيم التسامح والتعايش ما يلقى احترام وتقدير شعوب العالم كافة من خلال المبادرات العالمية التي تطلقها الإمارات لخدمة الإنسانية .

وأكدت أن رعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان المؤتمر السنوي الخامس لجمعية الإمارات للتخطيط الاستراتيجي واستشراف المستقبل، والذي عقد بمقر المجلس الوطني الاتحادي بأبوظبي، تحت شعار ” التسامح في رؤى زايد ” يدل دلالة كبيرة على اهتمام قيادتنا الحكيمة بنشر وتعزيز وترسيخ قيم التسامح، مشيرة إلى أن المؤتمر يلقي الضوء على مكانة قيم التعايش والتسامح في الفكر الاستراتيجي للقائد المؤسس، وهو القائد الفذ الذي كان واعيا تماما لدوره التاريخي في تشكيل مستقبل الدولة فكان حريصا على تنمية وتعزيز قيم التسامح والتعايش والسلام في العالم ومعاملة الجميع وفق قواعد العدالة والمساواة وكان حريصا على نشر القيم الإنسانية النبيلة، في ربوع الوطن والعالم.

وأشارت معاليها إلى المؤتمر الذي يعقد تحت شعار “التسامح في رؤى زايد” يمثل مقاربة منهجية ورؤية تخصصية عميقة لنهج التسامح في فكر القائد المؤسس، الذي غرس فينا منظومة متكاملة من القيم والمبادئ، فحضارات العالم وإرثها الإنساني لم تنهض وتحقق مبتغاها في التطوير إلا بقادة أفذاذ حملوا على عاتقهم قيمة التسامح كركيزة لتقدمهم، والانصات والتشاور مع الآخرين أسلوب عمل لبناء أممهم وتشييد أركان عمران حضارتهم وقد حبانا الله بمثل هذا القائد الفذ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ” طيب الله ثراه ” الذي جعل من التسامح أسلوب حياة.

وقالت ” إن من يقرأ كتب التاريخ جيدا، يدرك بسهولة أن القائد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، كان يمتلك بنية أساسية من الأخلاق والقيم التي ميزت قيادته أولا، ومن ثم الدولة التي أسسها ثانيا، فقد كان بطبعه محبا للناس جميعهم من دون تمييز ولا تفرقة، وكان يؤمن جيدا بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف، والعادات العربية الأصيلة، وامتلك قناعات راسخة تدعو للتسامح والتآلف واحترام الآخرين من جميع الأديان والأعراق والثقافات، وعندما أسس الدولة أدرك أن الانفتاح على الآخر حتمية لتحقيق حلمه ببناء دولة تضاهي الدول المتقدمة”.

ولفتت إلى أن الدولة اطلقت عددا من المبادرات العالمية خدمة للإنسانية، مثل : مركز مكافحة التطرف العنيف “هداية” وغيرها من المبادرات الرائدة في مجال التعاون والتكامل العالمي، وترسيخ قيم التماسك والترابط والاحترام في العالم أجمع، وتأكيد سماحة الأديان السماوية، والقيم الإنسانية المشتركة للتعايش في سلام وتعاون ووئام، وتجسيدا لتعزيز ثقافة الحوار بين الشعوب، وأخيرا انعقاد ” ملتقى الحوار العالمي بين الأديان حول الأخوة الإنسانية”، بحضور قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، وتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية على أرض الإمارات.

وأكدت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي على أهمية جعل قيم ومبادئ التسامح والأخوة الإنسانية التي تضمنتها وثيقة “الأخوة الإنسانية” دستور عمل في مؤسساتنا، والمدارس والجامعات، ومؤسسات الشباب والأسرة والطفولة، ومن الضروري أن تترجم مبادئ الأخوة الإنسانية إلى مناهج تربوية وتعليمية وسياسات وخطط وبرامج عمل.

وقالت معاليها أن الإمارات باتت تمثل قدوة عالمية ملهمة في مجال تكريس التسامح والتعايش على المستوى المؤسسي، من خلال إنشاء وزارة التسامح، وتطوير بنية تشريعية وقانونية تستهدف تجريم الكراهية وترسيخ التعايش، من خلال قانون مكافحة التمييز والكراهية الذي يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها ومكافحة كل أشكال التمييز ونبذ خطاب الكراهية عبر مختلف وسائل وطرق التعبير، بما يضع الأسس الراسخة للاحترام المتبادل والتعايش الإنساني، مشيرة في هذا السياق إلى احتضان أكثر من 200 جنسية من مختلف الديانات واللغات والثقافات والعادات يقيمون جميعا على أرضها في تعايش ووئام.

وأكدت أن كل ما سبق هو ثمرة للرؤية العميقة لقيادتنا الرشيدة التي وضعت استراتيجية واضحة للتسامح في دولة الإمارات فأنتجت المحبة والسلام، وأسست لتعايش فريد قل نظيره حول العالم، مشيرة إلى أن المجلس الوطني الاتحادي يشارك في أعمال المؤتمر من خلال ورقة عمل حول التسامح في التشريع الإماراتي قدمها سعادة سعيد المطوع عضو المجلس الوطني الاتحادي.

ويأتي المؤتمر، ضمن جهود تعزيز ونشر ثقافة الفكر الاستراتيجي وتعميقا للوعي الاستشرافي وسط المجتمع الإماراتي، كما يتميز هذا العام بتركيز محاور المؤتمر الخامس على الحديث حول ” التسامح في رؤى زايد ” خاصة ونحن في عام التسامح، وهذه تعد استجابة عملية لتوجيهات قيادة الإمارات الرشيدة نحو جعل هذا العام 2019 عاما للتسامح كقيمة سامية.

واستعرضت فعاليات المؤتمر أربعة محاور رئيسية شارك في طرحها كل من معالي الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي الذي تناولت ورقته ” القوة الناعمة في فكر زايد “، حيث استعرض بعضا من مناقب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وصفاته القيادية كما جاءت في كتاب من تأليف معالي ضاحي خلفان، وقدم أمثلة ومقولات من القائد الخالد في قلوب وأفئدة شعبه وأمته العربية، بينما تحدث عن ” الانفتاح الحضاري والتسامح ” سعادة سلطان الرميثي العضو والمقرر للجنة العليا لعام التسامح فيما قدم سعادة الدكتور سعيد المطوع عضو المجلس الوطني الاتحادي ورقة بعنوان ” التسامح في التشريع الإماراتي “، في حين استعرضت سعادة عفراء محمد الصابري، المدير العام لمكتب وزير التسامح، ورقة بعنوان ” الإمارات عاصمة التسامح ” .

وقال سعادة الدكتور سعيد المطوع في مداخلة له بعنوان ” التسامح في التشريع الإماراتي” إن مواد دستور دولة الإمارات الذي يعد المظلة الشاملة لجميع التشريعات والقوانين بالدولة، وبين أنه وفي شهر يوليو 2015، صدر مرسوما بقانون رقم 2 لسنة 2015 ” قانون مكافحة التمييز والكراهية ” يهدف إلى إثراء ثقافة التسامح العالمي، ومواجهة مظاهر التمييز والعنصرية، أيا كانت طبيعتها، عرقية، أو دينية، أو ثقافية، ويقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها، ومكافحة أشكال التمييز كافة، ونبذ خطاب الكراهية عبر مختلف وسائل وطرق التعبير، كما يحظر التمييز بين الأفراد أو الجماعات على أساس الدين، أو العقيدة، أو المذهب، أو الملة، أو الطائفة، أو العرق، أو اللون، أو الأصل.

واستعرض مبادرات المجلس في تعزيز تشريعات التسامح مبينا أن المجلس نظم في شهر ديسمبر 2016 في أبوظبي بالتعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي قمة عالمية لرئيسات البرلمانات تحت شعار ” متحدون لصياغة المستقبل “، بمشاركة برلمانيين وقادة سياسيين وممثلي حكومات وعلماء ورؤساء منظمات دولية وقطاع خاص ومجتمع وشباب ومخترعين، وصدر عن القمة ” إعلان أبوظبي ” الذي حمل عنوان ” متحدون لصياغة المستقبل، من أجل عالم أفضل “، مضيفا أن “إعلان أبوظبي” أكد التزام رئيسات البرلمانات بوضع رفاهية وسلام شعوبهن وازدهارها والحفاظ على تكامل وسلامة كل من كوكبنا والبشرية في صلب الأهداف الاستراتيجية البرلمانية وجعلها محورا أساسيا لجهود التنمية إلى جانب الاستجابة لمتطلبات جميع فئات الشعب بما في ذلك الذين يواجهون مشكلات اقتصادية واجتماعية.

وأشار إلى أنه تم الاتفاق في إعلان أبوظبي في مادة 7 على تعزيز التسامح والالتزام في المادة 12 اقتراح إلى الاتحاد البرلماني الدولي للنظر في إصدار إعلان برلماني دولي في شأن التسامح، بهدف تعزيز ودعم القيم الإنسانية والتسامح لدفع عملية السلام والأمن ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، موضحا أن المجلس حقق من خلال الدبلوماسية البرلمانية التي تعد أحد الأدوات التي تعضد السياسية الخارجية للدولة من خلال التواصل مع البرلمانات الدولية والإقليمية، العديد من الإنجازات التي تعزز مفهوم وقيم التسامح منها تنظيم معرض وندوة في البرلمان الأوروبي حول المساعدات الإنسانية بالتعاون مع مجموعة الصداقة الإماراتية الأوروبية في البرلمان الأوروبي بعنوان “من المساعدات الإنسانية للاستقرار” وكانت جهود دولة الإمارات في المجال الإنساني والاغاثي محل إشادة وتقدير من المتحدثين الرئيسين في الندوة ومن الحضور، وتم التأكيد على سياسة دولة الإمارات القائمة على تقديم المعونات والدعم للمحتاجين والدول كافة دون النظر لأي اعتبارات دينية أو عرقية أو طائفية.

وشهد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الرئيس الفخري لجمعية الإمارات للتخطيط الاستراتيجي واستشراف المستقبل، بحضور معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي توقيع مذكرة تفاهم وتعاون استراتيجي بين جمعية الإمارات للتخطيط الاستراتيجي واستشراف المستقبل ومؤسسة وطني الإمارات دعما للأجندات الوطنية وتحقيقا للأهداف المشتركة بحضور سعادة ضرار بالهول الفلاسي مدير المؤسسة.

وام