كشفت مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي، عن الابتكارات المرشحة للفوز بتحدي محمد بن راشد العالمي للمبتكرين الصناعيين، وذلك بعد أن قام فريق مسابقة Solve (الحل) التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالتعاون مع المبادرة لاختيار 16 ابتكاراً من أصل أكثر من 1000 ابتكار شارك فيه المبتكرون من 83 دولة حول العالم عبر منصة الابتكار المفتوح على شبكة الإنترنت.

واختيرت الابتكارات الستة عشر بواقع 4 منافسين لكل تحدٍ من برنامج تحدي محمد بن راشد العالمي للمبتكرين الصناعيين، والذي يشمل أربعة تحديات تتعلق بالطاقة المستدامة، والفجوة الرقمية والقضاء على الأمية الرقمية، والتطوير الزراعي والقضاء على الجوع والمدن المستدامة.

وتنظم المبادرة فعاليات تمتد ليومين في كل من مركز خليفة للابتكار في جامعة خليفة في أبوظبي وفي مسرعات دبي المستقبل في بوليفارد أبراج الإمارات في دبي اليوم وغداً، يقوم من خلالها أصحاب الابتكارات باستعراض حلولهم أمام مجموعة من أعضاء لجنة التحكيم والرد على أسئلتهم، وذلك لتتمكن لجنة التحكيم من اختيار الابتكار الفائز بكل تحدٍ ضمن تحديات برنامج تحدي محمد بن راشد العالمي للمبتكرين الصناعيين. كما ستشهد الفعاليات العديد من جلسات النقاش، وورش العمل التي يشارك فيها خبراء الابتكار من العالم ومن الإمارات.

وتم اختيار الابتكارات المتأهلة بناء على قدرتها على التعامل مع هذه التحديات على أرض الواقع، وقابليتها للتطبيق على نطاق جغرافي واسع، وقدرتها على خدمة أكبر عدد من السكان في المجتمعات العالمية، مع التزامها بتحقيق الهدف الشامل للمبادرة، وتجسيدها لمبادئها العامة.

وستوفر المبادرة للفائزين جوائز مالية واستشارات فنية وفرصاً تدريبية مع مؤسسات عالمية تصل قيمتها إلى مليون دولار، وذلك لتوسيع نطاق حلولهم ونشرها في الأسواق التجارية. وسيتم الإعلان عن الفائزين في كل تحد خلال حفل توزيع الجوائز في الدورة الثانية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع، والتي ستعقد في مدينة إيكاتيرنبيرغ الروسية في شهر يوليو المقبل.

مجتمع متكامل

وقال بدر سليم سلطان العلماء، رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع، الجهة المشرفة على مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي: «تبنت هذه المبادرة رؤية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للابتكار كقوة دافعة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة، ويسعدنا أن تتلقى المبادرة العديد من الابتكارات المتميزة من بعض الدول الأقل نمواً مما يثبت قدرة مجتمعات هذه الدول على الابتكار والإبداع لتوفير حلول للقضايا التي تواجهها بشكل يومي، خصوصاً إذا ما توفرت لها المنصة التي تساهم في إطلاق طاقاتها وتزودها بفرصة التواصل مع حركة عالمية للمبتكرين».

توفير الحلول قالت سلوى سماوي مديرة القطاع الحكومي لدى مايكروسوفت الشرق الأوسط وأفريقيا، والتي انضمت إلى عضوية لجنة التحكيم لتحدي المدن المستدامة: «لقد سعدت كثيراً بالابتكار الذي تتميز به المشاريع المقدمة، وبالدعم الكبير الذي وفرته المبادرة لتستطيع هذه المشاريع توسيع نطاق تأثيرها الإيجابي وتوفير حلول لبعض أكثر القضايا إلحاحاً على المستوى العالمي، ولا شك في أن بعض الحلول تساهم في تحسين الظروف المعيشية لملايين السكان في الدول النامية ولا سيما في إفريقيا».

وقال كارمين باولو دي سالفو، أخصائي التنمية الريفية في بنك التنمية للدول الأمريكية، والذي انضم إلى عضوية لجنة التحكيم لتحدي التطوير الزراعي والقضاء على الجوع: «لا شك في أن الابتكارات المتنافسة تتميز بجودة عالية للغاية، وتغطي مجموعة واسعة من الموضوعات ذات الصلة الوثيقة بتنمية المجتمعات والاقتصادات الريفية في جميع أنحاء العالم».

الشركات الناشئة

وتجمع المبادرة بين تحدي محمد بن راشد العالمي للمبتكرين الصناعيين، والذي يهدف إلى إطلاق منصة ابتكار مفتوحة تعزز التنافس التعاوني بين الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة ورواد الأعمال لتوفير حلول صناعية فعالة للتحديات التي تواجه شعوب العالم، وبين جائزة محمد بن راشد للازدهار العالمي التي تمنح للشركات الصناعية التي تساهم في تحقيق الرخاء العالمي، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

ودعت المبادرة في الدورة الأولى من برنامج تحدي محمد بن راشد العالمي للمبتكرين الصناعيين كافة المبتكرين الصناعيين في العالم إلى البحث عن حلول لأربعة تحديات عالمية ملحة بما يؤدي إلى تحسين حياة البشر في المناطق الريفية والمنعزلة في الدول الأقل نمواً.

وحددت كل من منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو» والصندوق الدولي للتنمية الزراعية «إيفاد» والاتحاد الدولي للاتصالات «ITU» والمركز الدولي للتعليم والتدريب التقني والمهني «يونيفوك» التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو»، إضافة إلى مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين «UNHCR» وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «الموئل» وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة «الفاو»، القضايا العالمية التي شكلت الأسس الرئيسية لمجموعة التحديات التي تسعى المبادرة إلى توفير حلول عملية لها.

كما قامت مسابقة Solve (الحل) التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا «MIT» – بتصميم التحديات المستندة إلى هذه القضايا العالمية الملحة وتقييم الحلول المقدمة والإسهام في اختيار الحلول الفائزة بجوائز تحدي محمد بن راشد العالمي للمبتكرين الصناعيين.

وشكلت نتائج ورش العمل التي عقدت في القاهرة وبوسطن وفيينا الأسس التي تم الاستناد إليها في عملية صياغة تحديات برنامج «تحدي محمد بن راشد العالمي للابتكار الصناعي.

17 محكماً عالمياً

وقامت المبادرة بتشكيل لجنة تحكيم عالمية مرموقة تضم 37 من خبراء الابتكار العالميين من وكالات ومنظمات الأمم المتحدة، وشركات الصناعة والابتكار الرقمي العالمية، والمنظمات غير الحكومية، ومسرعات وحاضنات الأعمال والأكاديميين.

وانضم إلى لجنة التحكيم كل من أمير أمين هاجوس، وزير الصحة الإثيوبي، والدكتور مارجريت نيهان من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وريتشل كايت، لممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالطاقة المستدامة للجميع، وزاك بونجيوفاني، رئيس الشراكات العالمية والأسواق الناشئة في يوتيوب، وانخى داس، مدير السياسة العامة بالهند وجنوب ووسط آسيا في فيسبوك، وهيذر جونسون، نائب رئيس وحدة الاستدامة والمسؤولية المؤسسية في إريكسون، وكريستين دوجيرتي، نائب الرئيس للزراعة المستدامة في بيبسيكو، ومحمد أنيسور رحمن، مدير منتجات الألبان والمواد الغذائية في منظمة براك البنغالية.

الطاقة المستدامة

طاقة نظيفة لسكان المناطق الريفية

تلقى تحدي الطاقة المستدامة ما يتجاوز 300 ابتكار جاء معظمها من كل من الولايات المتحدة الأمريكية، والهند، ونيجيريا، وكينيا، والفلبين، والمملكة المتحدة، والإمارات، ومصر، وروسيا وفرنسا. وقد ترشح للتصفيات النهائية كل من الابتكارات التالية:

1 أيه تو بي لحلول الطاقة – الهند

يعمل هذا الابتكار على توفير حل لمشكلة استخدام الحرق كطريقة يتخلص بواسطتها المزارعون من القش في حقولهم، وذلك من خلال إيجاد طرق مستدامة لتحويل القش إلى منتجات مفيدة في توليد الطاقة النظيفة، ويهدف الابتكار إلى توفير قيمة مضافة لجميع الجهات المرتبطة بالعملية الزراعية وللمزارعين بشكل خاص.

وتقوم الشركة صاحبة الابتكار بجمع قش الأرز أثناء الحصاد في شكل كرات كبيرة، ثم يعالج القش ليتحول إلى جسيمات خشبية مضغوطة يتم استخدامها كوقود حيوي نظيف، وحققت المرحلة الأولى من تصنيع هذه الجسيمات نجاحاً في السوق، حيث تقوم الشركة بتوريدها إلى كل من شركة بيبسي وبعض شركات الصناعات الدوائية الكبرى.

2 «وايف تو أو» لتوليد الطاقة من المحيطات – أمريكا

يعاني مليار شخص من شح المياه الصالحة للشرب، وتتركز غالبيتهم في المناطق الساحلية في البلدان النامية. ومع أن تقنيات تحلية مياه البحر المعروفة تعتبر حلاً ممتازاً لتوفير مياه الشرب، إلا أنها تتطلب ربطاً قوياً وموثوقاً بالشبكة الكهربائية.

ونظراً لافتقار هؤلاء السكان إلى ربط قوي بشبكة الكهرباء وعدم قدرتهم على توفير الأموال اللازمة لبناء شبكة الكهرباء الخاصة بهم، ابتكرت شركة «ريزوليوت مارين» (Resolute Marine) حلاً فريداً لهذه المشكلة يتمثل في أول نظام في العالم لتحلية المياه باستخدام موج البحر (Wave2O).

ويتميز هذا النظام بسرعة وسهولة استخدامه، وعدم حاجته للطاقة الكهربائية، وقدرته على توليد كميات كبيرة من المياه العذبة النظيفة بتكلفة تنافسية.

ويوفر هذا الحل لملايين الأشخاص الذين يعيشون في المجتمعات الريفية والمعزولة فرصة الحصول على مصدر للطاقة النظيفة.

3 قوالب الفحم الحيوي النظيف لأغراض الطهي – كمبوديا

يتم إنتاج قوالب الفحم الحيوي النظيف من النفايات الحيوية وتمثل هذه القوالب بديلاً نظيفاً ومستداماً للفحم التقليدي المستخدم لأغراض الطهي. وتساعد إعادة تدوير النفايات الحيوية لإنتاج هذه القوالب في الحد من تصحر الغابات وتحسين الظروف الصحية المرتبطة بطهي الطعام في المجتمعات الريفية والمعزولة.

وتتسم هذه القوالب بقدر أقل من انبعاثات الغازات والدخان، وتستخدم لوقت أطول من الفحم الخشبي التقليدي، مما يوفر للمستخدمين منتجاً أكثر أماناً ونظافة وأقل كلفة.

4 متجر القرية (OffGridBox) – أمريكا

يوفر متجر القرية المياه النظيفة والطاقة المتجددة بأسعار معقولة للمجتمعات الريفية في الدول النامية. ويعتبر متجر القرية نموذجاً مستداماً من الناحية المالية، كما أنه صديق للبيئة من خلال توفيره الفرصة للمجتمعات الريفية والمعزولة للاستفادة من الطاقة الشمسية والاعتماد عليها في الحصول على متطلباتها من الطاقة بطريقة منخفضة التكلفة.

ويلبي كل متجر احتياجات 400 أسرة من الإضاءة والطاقة الكهربائية اللازمة لشحن هواتفهم داخل المنازل، بالإضافة إلى مياه الشرب النقية، وذلك مقابل 0.18 دولار فقط (أقل من نصف ما تنفقه الأسر حالياً على المصادر التقليدية الطاقة والمياه الملوثة).

الفجوة الرقمية

اتصالات منخفضة التكلفة للمناطق النائية

تلقى تحدي الفجوة الرقمية والقضاء على الأمية الرقمية ما يتجاوز 170 ابتكاراً. وترشح للتصفيات النهائية كل من الابتكارات التالية:

1 توفير الاتصال بشبكة الإنترنت بأسعار معقولة – كينيا

تعمل شركة «بي أو إيه إنترنت» على الحد من الفجوة الرقمية من خلال شبكة أبراج ذكية. وتعتمد هذه الأبراج على تقنية الواي فاي منخفضة التكلفة، والتي تخفض كلفة الاتصال بشبكة الإنترنت جذرياً، ما يجعل استخدامها في المجتمعات منخفضة الدخل والمجتمعات الريفية مجدياً على المستوى التجاري.

وتستخدم الشركة معدات منخفضة التكلفة تعتمد على شبكة الواي فاي لنشر الشبكات اللاسلكية في المجتمعات الريفية، والتي تقوم بتوفير اتصال بين المكان المعزول وبين أقرب نقطة تتوافر فيها ألياف شبكة الإنترنت. وبدلاً من بيع خدماتها للمستخدم مباشرة، تمكن الشركة العديد من الشركات الصغيرة المحلية من إعادة بيع خدماتها ما يسهم في نشر هذه الخدمات على أوسع نطاق ممكن.

2 مبادرة رومي (The Rumie Initiative) – كندا

تهدف مبادرة رومي إلى الحد من الفجوة الرقمية في المجتمعات، التي تعاني من محدودية أو انعدام القدرة على الاتصال بشبكة الإنترنت، وذلك من خلال توفير موارد تعليمية عبر الشبكة باستخدام تقنية رومي المبتكرة، بما في ذلك حاسوب رومي اللوحي وتطبيق رومي.

وتنطلق المبادرة من توفير ما تسميه «سحابة التعلم» (LearnCloud)، وهو عبارة عن مستودع للمحتوى الرقمي العالي الجودة والمحتوى التعليمي الذي يقوم بوضعه على شبكة الإنترنت مجموعة من المتخصصين في التعليم والمتطوعين مستخدمين لغات وسياقات متنوعة.

وتم البدء في إطلاق «سحابة التعلم» في العام 2015، بهدف إنشاء منصة تعاونية من شأنها توظيف مبادئ الاقتصاد المشترك في إحداث تأثير اجتماعي إيجابي. وتهدف «سحابة التعلم» إلى ربط المتطوعين الذين يرغبون في استخدام مهاراتهم بطريقة هادفة بالذين يحتاجون للحصول على مصدر مجاني للمعرفة والتعلم.

3 الاتصال بالإنترنت باستخدام الطاقة المتجددة – المملكة المتحدة

قامت شركة بافالو جريد (BuffaloGrid) بتطوير شبكة مراكز شحن الهواتف الذكية، التي تعمل بالطاقة الشمسية لتوفير خدمة شحن هذه الهواتف في المناطق التي تفتقر إلى إمدادات الطاقة الكهربائية.

وتمتلك الشركة حالياً مراكز شحن في نطاق ضيق (20 مركز شحن) في منطقة أوتار براديش في الهند، تتيح من خلالها لسكان هذه المنطقة من الحصول على مصدر محلي للطاقة المستدامة. وتخطط الشركة لتوسيع شبكتها من مراكز الشحن لتشمل مناطق جديدة في جنوب آسيا ثم على مستوى العالم.

ومع ذلك، فإن التغطية السيئة للبيانات المتنقلة في شبكات الاتصالات للمناطق النائية تمنع الشركة من تلقي أجر من مستخدمي مراكز الشحن، ما يقلل عدد المستخدمين لهذه المراكز ويحد من الوصول إلى المعلومات التي تسهم في تطوير الخدمة. وتخطط الشركة إلى دمج أجهزة الشبكات في مراكز الشحن، ما يمكنها من نشر هذه المراكز في المناطق النائية وتوسيع مواقع التشغيل وزيادة قابلية الخدمة للتوسع.

4 حل «جرام مارج» للاتصال المستدام – الهند

أطلق قسم الهندسة الكهربائية في المعهد الهندي للتكنولوجيا في بومباي مبادرة «جرام مارج»، والتي تركز على توفير شبكة إنترنت ذات نطاق عريض في المناطق الريفية النائية وغير المخدومة في الهند منذ العام 2012. وطور القسم نموذجاً أولياً منخفض التكلفة قادراً على الاستفادة من نطاق البث التلفزيوني لتوفير خدمات الاتصال ذي النطاق العريض بشبكة الإنترنت في المناطق الريفية.

كما عمل القسم أيضاً على تطوير تقنيات أخرى يمكن استخدامها مباشرة من قبل المستخدمين لتمكينهم من الاتصال بشبكة الإنترنت. وطور القسم أداة تخطيط لشبكات الإنترنت تستخدم برمجية تسمى BharatNet وتساعد في نشر شبكات الاتصال على نطاق واسع في المناطق الريفية.

وتهدف برمجية BharatNet إلى ربط 250 ألف مجلس قروي باتصال عالي السرعة بشبكة الإنترنت. كما نجح القسم أيضاً في التحقق من فعالية الأداة على أرض الواقع في مواقع تم اختيارها عشوائياً في الهند.

القضاء على الجوع

زيادة المحاصيل باستخدام الإنتاج المستدام

تلقى تحدي التطوير الزراعي والقضاء على الجوع ما يتجاوز 400 ابتكار. وترشح للتصفيات النهائية كل من الابتكارات التالية:

1 إنجا ألي للزراعة المستدامة – أمريكا

يعتبر هذا الابتكار أحد الحلول البسيطة والمثبتة علميًا والمستدامة لوقف تدمير الغابات الاستوائية المطيرة مع ضمان الأمن الغذائي للمجتمعات التي تسكن هذه الغابات

. ويتلخص الابتكار في زراعة أشجار حرجية من النوع «إنجا» والتي تتميز بقدرتها على تثبيت النيتروجين في التربة لتجديد أراضي الغابات المستنزفة نتيجة لقطع الأشجار وحرقها، مما يساهم في التخلص من آلاف الأطنان من الكربون، وتحسين الظروف المعيشية للمزارعين الذين يعيشون على الكفاف في هذه الغابات.

ويعتبر هذا الابتكار نظامًا بيئيًا متكاملًا يعيد ترميم الغابات المتضررة. كما أنه يمنع التآكل ويحمي مجمعات المياه والحياة البرية والبيئة البحرية، بالإضافة إلى تقوية أواصر صغار المزارعين بأرضهم والسماح لأفراد العائلة بأكملها بالعمل معًا بالقرب من المنزل والحد من اعتمادهم على قطع الأشجار وحرقها، مما يحافظ على استدامة الأرض الزراعية.

2 «ترو تريد» لصغار المزارعين – المملكة المتحدة

قامت «ترو تريد» (TruTrade) منصة إلكترونية على شبكة الإنترنت وعلى الهواتف الذكية بتحسين دخل صغار المزارعين من خلال ربطهم مع مشتري محاصيلهم في أسواق في مناطق جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى.

وتمكنت هذه المنصة المسماة (weSource) ربط 2400 مزارع في المناطق النائية ممن لا تزيد مساحة أراضيهم عن خمسة هكتارات بعشرين شركة لشراء المحاصيل في كل من أوغندا وكينيا. ويستخدم فريق «ترو تريد» هذه المنصة لإتاحة الفرصة لعشرات الآلاف من صغار المزارعين بتوريد محاصيلهم للمشترين المحليين والإقليميين والدوليين.

وتوفر «ترو تريد» كافة الخدمات اللوجستية لربط المزارعين بالمشترين، بالإضافة إلى توفير خيارات دفع رقمية مباشرة يحصل من خلالها المزارعون على قيمة محاصيلهم فور تسليمها، وتمكينهم من تتبع مصدر المحاصيل التي يشترونها.

3 «سافي سارفي » لإنتاج الأسمدة – كينيا

يستخدم ابتكار «سافي سارفي» (Safi Sarvi) تقنية طورها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لتمكين القرى الصغيرة من إنتاج أسمدة عالية الفعالية تسد حاجات مزارعيها دون الحاجة إلى منشأة تصنيع كبيرة. وبالتالي، يصبح من الممكن لصغار المزارعين إنتاج هذه الأسمدة بشكل مربح وبكميات قليلة باستخدام الموارد المتاحة والعمالة المحلية.

ويتكون النظام من مجموعة من المعدات صغيرة الحجم وقليلة التكلفة التي يمكن وضعها على الجرارات والعربات الصغيرة ويمكن نقلها من مزرعة إلى أخرى ليتمكن المزارعون من تحويل المخلفات الزراعية إلى أسمدة أولية في فترة زمنية قليلة لا تتجاوز الساعتين دون الحاجة لأي مصدر للطاقة.

ويتم بعد ذلك تحويل هذه الأسمدة الأولية إلى أسمدة عالية الفعالية من خلال إضافة بعض المواد قليلة التكلفة إليها. ويقلل هذا النظام كلفة الخدمات اللوجستية اللازمة لإيصال الأسمدة عالية الجودة إلى المزارعين من خلال إنتاج الجزء الأكبر منها محليًا.

كما يتيح النظام للمزارعين التحكم بنوع السماد لإنتاج أسمدة ملائمة لظروف التربة في مزارعهم. وتحسن هذه الأسمدة الخالية من الكربون محاصيل المزارعين وترفع دخلهم بنسبة تصل إلى 30%، دون ارتفاع في تكلفة الأسمدة.

4 «سبونش» لتوليد المياه النقية من الهواء- هولندا

يساهم ابتكار «سبونش» في حل مشكلة نقص المياه في المناطق الساحلية الجافة في جميع أنحاء العالم عن طريق توليد المياه النقية من الهواء، حيث قام فريق «سبونش»، من خلال التعاون مع جامعة أيندهوفن للتكنولوجيا في هولندا، بتصنيع نسيج ذكي قادر على التغير مع انخفاض أو ارتفاع درجات الحرارة وتوليد المياه النقية من الهواء.

ويتميز النسيج بقدرة كبيرة على امتصاص بخار الماء المتوفر في الهواء مع انخفاض درجات الحرارة، حيث تتضخم أليافه ليصل حجمها إلى أربعة أضعاف الحجم الطبيعي. ومع ارتفاع درجات الحرارة، ينكمش النسيج طاردًا المياه النقية التي امتصها إلى الخارج. ويمكن استخدام النسيج أيضًا في ري المحاصيل والأشجار.

المدن المستدامة

توظيف التكنولوجيا للحد من انتشار الأمراض

تلقى تحدي المدن المستدامة ما يتجاوز 200 ابتكار جاء معظمها من كل من الولايات المتحدة الأمريكية، والهند، ونيجيريا، والفلبين، ومصر، والإمارات، وتنزانيا، والأردن، وكينيا، وأسبانيا. وقد ترشح للتصفيات النهائية كل من الابتكارات التالية:

1 منصة للإبلاغ عن الأمراض المعدية – أمريكا

يهدف ابتكار (E25Bio) للحد من انتشار الأوبئة في المدن من خلال الكشف عن أخطر الأمراض المعدية والإبلاغ عنها بطريقة مبتكرة. فقد تم تطوير جهاز مصغر لفحص الدم يمكنه اكتشاف العدوى في غضون دقائق. ولا يتطلب هذا الجهاز التبريد، أو الاستعانة بخدمات مختبر مركزي، كما يمكن استخدامه من قبل أي شخص دون الحاجة إلى كادر طبي.

ويتيح ذلك للمستخدمين إجراء الفحص بشكل شخصي وبكلفة منخفضة، كما يمكن توزيع جهاز الفحص على سكان المناطق المزدحمة. ويمكن للأفراد الذين يكتشفون اصابتهم بالوباء استخدام تطبيق الهاتف المحمول (E25Bio) لتصوير نتائج الاختبار والحصول على توضيح بسيط لوضعهم الصحي.

2 فلاتر مياه ورقية تحتوي على الفضة – المكسيك

يعتبر (Folia Filter) فلترًا مضادًا للميكروبات يتميز بانخفاض سعره وسهولة استخدامه دون الحاجة إلى مصدر كهربائي. ويحتوي الفلتر على جزيئات فضة متناهية الصغر (جزيئات النانو) تقوم بقتل البكتيريا والفيروسات، فيما تتولى مسام الفلتر الورقية الكبيرة تصفية المياه من الطفيليات الكبيرة.

ويعتبر هذا الفلتر الورقي الحل الوحيد الفعال ومنخفض التكلفة وعالي الجودة الذي يستهدف 2.1 مليار شخص من الأسر الفقيرة التي تنفق حاليًا 20 مليار دولار على استهلاك المياه المنزلية، ولا يتراوح بين 2 إلى 10 دولارات في اليوم.

ومن خلال الاستفادة من تكاليف الإنتاج المنخفضة وكمية الإنتاج الكبيرة، يمكن لشركة (Folia Water) بيع هذه الفلاتر بسعر تجزئة يبلغ 0.20 دولار لكل 20 لترًا، أي ما يعادل سنتاً واحداً فقط لكل لتر.

3دورات مياه «جارف» – الهند

تعتبر شركة «دورات مياه جارف» مؤسسة اجتماعية توفر حلول الصرف الصحي الذكية للمجتمعات المحرومة في المناطق الحضرية وشبه الحضرية في الدول النامية. وتضم منصات الشركة دورات مياه ذكية ومرافق للاستحمام ومرفقاً لتوفير مياه الشرب وخدمات غسيل الملابس وأكشاكاً لبيع منتجات العناية بالصحة ومنتجات النظافة الأساسية. وتتميز دورات مياه الشركة الذكية والمتنقلة والمصنعة من الفولاذ بمتانتها وإمكانية تنظيفها بشكل آلي.

حيث تقوم مجسات إنترنت الأشياء بجمع بيانات حول الاستخدام وأداء دورات المياه وسلوك المستخدم بشكل فوري. كما أنها تنشّط التنظيف الآلي وتنظيف الأرضيات اعتمادًا على نسبة الرائحة الكريهة فيها.

ويمكن عرض البيانات الخاصة بهذه الدورات على شبكة الإنترنت ليتمكن المختصون من مراقبتها. وهذه الدورات سهلة التركيب وتقلل من وقت البناء بنسبة 92%. كما تعمل هذه الدورات باستخدام الطاقة الشمسية وتستغل هذه الطاقة لتحليل المخلفات العضوية في الموقع مما يقلل من انبعاثات غازات الكربون.

4 تطبيق «أدا هيلث» لتشخيص الأمراض – أمريكا

قام مجموعة من الأطباء في البداية بتطوير تطبيق «أدا» لتحسين عملية تسجيل أعراض المرض الذي يعاني منه مراجعو عياداتهم. ثم عمل فريق الأطباء مع مجموعة من خبراء الذكاء الاصطناعي لمدة سبع سنوات لتطوير تطبيق ذكي متطور للتشخيص الطبي.

ويربط برنامج الذكاء الاصطناعي بين مجموعة معقدة من الأعراض المعروفة والتي يبلغ عددها 12 ألف عرض، وبين 10 آلاف مرض قد تسببها. ويساعد التطبيق المرضى على تشخيص حالتهم الصحية والتعامل معها من خلال تقييم الأعراض التي يعانون منها، بالإضافة إلى تزويدهم بنصائح حول ما يتوجب عليهم القيام به، وتمكينهم من إرسال نتائج التشخيص إلى أطبائهم.

ويعمل التطبيق البسيط الذي يقوم بإجراء محادثة مع المريض مدعمة بقدرات الذكاء الاصطناعي على توجيه المستخدمين، ويستخدم التطبيق خمس لغات، كما يتجاوز عدد مستخدميه 5 ملايين شخص من مختلف أنحاء العالم، قاموا بإجراء أكثر من 9 ملايين تشخيص.

البيان