وافق الاتحاد الأوروبي على برنامج يسمح لبعض اللاجئين من الأساتذة الجامعيين بالتدريس في الجامعات.

وانطلق البرنامج في دول عدة بينها فرنسا وبريطانيا وبلجيكا وإيطاليا.

تقول سوزان عدلو، وهي كردية في الثالثة والثلاثين من منطقة حلب في شمال سوريا، “هذه مرحلة تطور جديدة بالنسبة لي. ففي وسعي أن أقول الآن إن بإمكاني الحصول على المنصب نفسه كأي فرنسي آخر حتى لو أنني لم أولد هنا”.

وبات أربعة أساتذة جامعيين آخرين في المنفى مثلها يدرسون لساعات قليلة منذ أكتوبر 2018 في جامعة كليرمون-فيران في وسط فرنسا في إطار برنامج “كو-لاب”.

ويشارك 23 أستاذاً من 19 اختصاصاً يراوح بين الصحافة والتصميم، في هذا المشروع الأوروبي في خمس جامعات في لندن وروما وبروكسل (جامعتان) وكليرمون فيران في فرنسا.

واضطرت سوزان عدلو إلى هجر بلدها في يوليو 2014 مع زوجها وعادت إلى كليرمون حيث تابعت دراستها. وهي مكلفة منذ يناير الماضي بتقديم حصة دراسية من 20 ساعة بعنوان “من الهجرة إلى الاندماج”.

وتقول سوزان عدلو، التي تدرس الفرنسية كلغة أجنبية في جمعية أيضاً، “الطلاب الفرنسيون يتمتعون بالثقافة والفضول. هذا مثير للاهتمام لأن بإمكانهم المناقشة وطرح معلوماتهم في هذا المجال”.

ويقول فينسان كوكوس الطالب في السنة الثانية حقوق “لقد عاشت ما تعلمنا إياه وهي تتمتع بالبعد الضروري لتحدثنا عنه. نحن بعيدون عن الصور النمطية واللغة المستخدمة هنا وهناك في البرامج التلفزيونية وشبكات التواصل الاجتماعي وهذا يغير كل شيء”.

وتؤكد طالبة أخرى في السنة الثالثة إعلام ديلفين اورتو “التجربة مثيرة جداً. فمع الاعتداءات، تمرر صورة سلبية للمهاجرين الذين أتى بعضهم بسبب المصلحة أيضاً. توفر سوزان نظرة أخرى. فهي شابة لا تفارقها الابتسامة مع أنها هجرت كل شيء وانطلقت إلى عالم مجهول. هذا يتطلب شجاعة”.

والهدف الرئيسي لهذه الدروس هو القضاء على هذه الأفكار النمطية بالتحديد.

وتقول رباب خضير (46 عاماً) وهي من حلب أيضاً “نريد أن نظهر أن المرأة الشرقية ليست فقط خاضعة وفقيرة لكنها مثقفة أيضاً”.

وقد درست رباب اللغة الإنكليزية في الجامعة قبل أن يطلب منها الحلول مكان مدرس في مدرسة تكميلية وأخرى ثانوية في المدينة. فالتدريس في الجامعة يعطي دفعاً في مجال العمل.

وتقول سيسيليا براسييه-رودريغيس، التي تقف وراء البرنامج في جامعة كليرمون، “لا يمكن تأمين لقمة العيش مع 20 ساعة تدريس فقط لكن هذا قد يساهم في الدمج في المجتمع من خلال دخولهم سوق العمل”.
واختارت براسييه-رودريغيس المرشحين مع فرض شروط صارمة. وتوضح “لا يحصلون على العمل فقط لأنهم لاجئون. فكان ينبغي أولاً أن يتمتعوا بالمؤهلات الكافية للتدريس”، مشيرة إلى أن ذلك يجعل التلاميذ يكتشفون “بعداً دولياً”.

وتقول “هم يتوجهون إلى الخارج لاكتشاف الآخر في حين أن لديهم الموارد في ديارهم. للعمل في بيئة متعددة الثقافات، ينبغي تعلم العمل مع أشخاص مختلفين. وهنا سيوفر الأساتذة هؤلاء نظرتهم الخاصة”.

وفي ختام هذه التجربة الأولى، ستضع الجامعات المشاركة “دليلاً بالممارسات الفضلى” للسماح بتوسيع هذا البرنامج العام المقبل ليشمل مؤسسات أوروبية أخرى.

الاتحاد