أكد الدكتور عمر المرزوقي استشاري الجراحة العامة في مستشفى راشد أن نسبة الإصابة بسرطان القولون ارتفعت عما كانت عليه قبل سنوات، لافتاً إلى أن المرض كان يصيب الشخص فوق سن 40 سنة إلا أنه خلال السنوات القليلة الماضية بدأت تظهر إصابات بين الأقل عمراً، وقد أجرينا عملية في القسم لشاب عمره 27 سنة، موضحاً أن الكشف المبكر يساهم في الوصول لحالات الأورام الحميدة، التي تُدعى اللحميات، ويمكن استئصالها من دون جراحة للحيلولة دون تشكُّل خلايا سرطانية في القولون، كما أن الكشف المبكر يتيح كشف الخلايا السرطانية في مرحلة مبكرة بما يتيح إمكانية إعطاء المريض العلاج المطلوب في الوقت المناسب، ويحد من الحاجة إلى الجراحة والتدخلات الطبية الأخرى، ويساهم في تحقيق نتائج أفضل لدى المرضى.
وأفاد الدكتور المرزوقي في لقاء مع صحيفة «البيان» بأنه لا يوجد تفسير علمي لسبب زيادة إصابة الشباب بسرطان القولون، ولكن يعتقد أن هناك حالات يمكن إرجاعها إلى العامل الجيني الوراثي (إصابة فرد من العائلة بالمرض)، ولكن يبقى سبب الإصابة لدى الآخرين غير مفسر. وقد يعزى ذلك جزئياً إلى سوء التغذية مثل إدمان الشباب وصغار السن على الكثير من الوجبات السريعة والمصنعة، وهي أمور يعرف ارتباطها مع الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي بما فيها القولون. كما أن انتشار السمنة بين هذه الفئة العمرية قد يكون له دور في ارتفاع إصابتهم بالسرطان، ولكن هناك حالات من دون وجود تاريخ عائلي أو أي عوامل خطر معروفة، أو أسلوب الحياة الخام
نجاح
إلى ذلك، أشار الدكتور المرزوقي إلى أن قسم الجراحة العامة في مستشفى راشد حقق نسبة نجاح عالية جداً تفوق المعدلات العالمية المتعارف عليها في عمليات استئصال سرطان القولون بالمنظار الجراحي، ما وضع القسم في قائمة المراكز العالمية الأولى في هذا المجال، مؤكداً أن النتائج التي حققها القسم خلال العامين الماضيين والتي شملت 60 عملية لمرضى من مختلف الأعمار بمن فيهم مريض عمره 85 سنة فاقت النسب العالمية المتعارف عليها من ناحية المضاعفات أو الالتهابات وغيرها، ولفت إلى أن القسم أجرى من بداية العام الماضي ولغاية الآن 10 عمليات، منها 4 الأسبوع الماضي لمرضى من جنسيات مختلفة.
ثقوب صغيرة
كما أوضح أن استخدام المنظار في عمليات سرطان القولون يتم عن طريق ثقوب لا يتعدى طولها 1 سم، ويقوم الجراح عن طريق تلك الآلات بعمل الاستئصال بمساعدة كاميرا دقيقة يتم إدخالها البطن وتنقل صورة مكبرة على شاشة خارجية لكل التفاصيل الدقيقة داخل البطن. وتمكن تلك الكاميرا الصغيرة الجراح من رؤية الورم وكل الأعضاء بكفاءة، كما أنها يمكنها دخول أماكن ضيقة وصعبة على الجراح الوصول إليها عن طريق الشق الطولي.
وأضاف إن استخدام المنظار ساهم في انخفاض كبير في الشعور بالألم بعد العملية، ورجوع الأمعاء والقولون لسابق حركته وانتظام خروج البراز بصورة أسرع من الشق الطولي مع قابلية أسرع وأعلى للمريض للحركة بعد العملية إضافة إلى مكوث أقل بالمستشفى وفترة نقاهة وراحة من العمل أقل وانخفاض شديد في نسب حدوث التهابات بالجرح نظراً لصغر حجمه وانعدام حدوث انفجار للجرح نتيجة الالتهاب والذي يستلزم إجراء جراحة أخرى لإعادة إصلاح الجرح الطويل بالبطن.
وتابع الدكتور المرزوقي: معظم الحالات التي ترد إلى المستشفى تكون في مراحل متأخرة، لافتاً إلى أن اكتشاف المرض في مراحل مبكرة تكون نسبة الشفاء أعلى وأسهل للعلاج من المراحل المتأخرة.
رؤية دقيقة
أكد الدكتور عمر المرزوقي أن الدراسات والأبحاث التي تم إجراؤها على المرضى الذين خضعوا للاستئصال عن طريق المنظار أثبتت أن عملية الاستئصال تتم بنفس كفاءة الشق الطولي بل تزيد في الحالات التي تستوجب رؤية دقيقة، كما أن المريض يستفيد أكثر عن طريق المنظار، حيث إنه لا يتأخر عن تلقي العلاج الكيماوي والإشعاعي بعد العملية نتيجة لمشاكل التئام الجرح الطولي بالبطن، ويذكر أن التأخر في العلاج الكيماوي أو الإشعاعي بعد العملية يؤدي إلى نتائج سيئة تؤثر في حياة المريض.
البيان