أعلنت وزارة التسامح عن تنظيم المؤتمر الدولي “مفهوم التسامح في النظم والتشريعات والقوانين” الاربعاء المقبل فى ابوظبي وذلك بالتعاون مع المركز الدولي للقانون والدراسات الدينية بجامعة بريغهام يونغ بالولايات المتحدة الأمريكية ،وكلية القانون بجامعة الإمارات العربية المتحدة بمشاركة خبراء دوليين من كافة أنحاء العالم في مجال القانون الدستوري وحقوق الإنسان.
ويهدف المؤتمر الذي بحث كافة التشريعات والأفكار المتعلقة بالتسامح والكرامة الإنسانية من المنظور القانوني والفلسفي والديني إلى إعداد تصور عام لاستراتيجيات تنفيذية للأطر التشريعية المحلية والدولية وتسليط الضوء على المبادئ الواردة في وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك والتي قام بتوقيعها مؤخرا في أبوظبي، فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر وقداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية ،وإعلان بونتا ديل إستي بشأن الكرامة الإنسانية للجميع في كل مكان، لتتحول إلى أطروحات قانونية يمكن لكافة دول العالم الاستفادة منها من خلال التشريعات والقوانين على المستويين المحلي والعالمي.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح إن تنظيم الإمارات لهذه النوعية من المؤتمرات العالمية المتخصصة إنما يؤكد مكانة الدولة كعاصمة عالمية للتسامح، موضحا أن الكم الكبير من الخبراء العالميين المشهود لهم بالكفاءة والموضوعية في المؤتمر يؤكد قدرة المؤتمر على الخروج بنتائج وتوصيات يمكن أن تكون مفيدة للمشرعين حول العالم فيما يتعلق بالقوانين والتشريعات التي تعزز قيم التسامح والتعايش واحترام الآخر ونبذ العنف والتطرف، وحماية الكرامة الإنسانية.
وأضاف معاليه أن المؤتمر تحتضنه أبو ظبي على مدى يومين ويطرح خلاله عشرات الأوراق البحثية والجلسات المتخصصة التي تركز على طرح كافة التشريعات الأممية والمحلية، كما تطرح التجارب العالمية والتشريعات المحلية والقوانين الحالية المنظمة، معبرا عن أمله بان يخرج المؤتمر برؤية شاملة تعزز حقوق الإنسان وتحترم السيادة الوطنية لكل دولة مع الحرص على تعزيز الكرامة الإنسانية.
وأوضح معاليه أن تنظيم وزارة التسامح بالتعاون مع جامعة الإمارات وجامعة بريغهام الأمريكية لهذا المؤتمر الدولي يأتي ضمن محاور عمل الوزارة التسامح وخاصة البندين الرابع والخامس وهما إثراء المحتوى العلمي والثقافي للتسامح من خلال ما تتمخض عنه جلسات المؤتمر وأوراق العمل يمكن أن تشكل إثراءا لهذا المحتوى، إضافة إلى المساهمة في الجهود الدولية لتعزيز التسامح وإبراز الدور الرائد للدولة في هذا المجال.
وأشاد معاليه بالدور الكبير الذي تقوم به القيادة الرشيدة – لتعزيز قيم التسامح محليا ودوليا ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حيث تجسد دولة الإمارات العربية المتحدة في ظل قيادتهم الحكيمة واحة التسامح والتعاون الإنساني على مستوى العالم.
ويطرح اليوم الأول للمؤتمر كافة الموضوعات التي سيتم مناقشتها من خلال عدة محاضرات وأوراق عمل، ويبدأ المؤتمر بعدة كلمات عامة حيث يقدم الأستاذ الدكتور: كول درهام مدير مؤسس، المركزالدولي للدراسات القانونية والدينية بكلية بريجهام للقانون بالولايات المتحدة الأمريكية كلمتة حول “الكرامة الإنسانية والتسامح كعنوان رئيسي للموضوعات المطروحة خلال المؤتمر”، ثم يتناول السيد جان فيجل المبعوث الخاص للحريات الدينية خارج الإتحاد الأوروبي، المفوضية الأوروبية موضوع “الأخوة والكرامة الإنسانية: الجذور والثمار لحقوق الإنسان” وبعده يتحدث السيد تور ليندهام المركز النرويجي لحقوق الإنسان ويطرح “التسامح والإحترام، والكرامة الإنسانية من خلال البحث عن أرضية مشتركة في مجال حقوق الإنسان”، ثم يتحدث معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح، في الكلمة الافتتاحية الرسمية للمؤتمر ليطرح الخطوط العريضة والأهداف المرجوة من المشاركين فيه.
وتتناول أول الجلسات العامة للمؤتمر “التجربة الوطنية الإماراتية حول التسامح” من خلال أطروحات يقدمها القاضي أحمد سعيد النقبي رئيس محكمة بمحكمة ابوظبي الاستئنافية الاتحاديه ويتناول “تطبيق القوانين والقواعد الإتحادية المتعلقة بالتسامح”، ثم يتناول الأستاذ الدكتورمحمد الدقاق، مستشار قانوني، وزارة الخارجية الحراك القانوني والتشريعي لدولة الإمارات “من قانون خطاب الكراهية 2015 حتى إعلان أبوظبي”.
أما الجلسة العامة الثانية فتطرح موضوع “حقوق الإنسان وحرية الدين والإعتقاد” الجزء الأول، وتبدأ الجلسة بأطروحة حول “الكرامة وحرية الدين والإعتقاد: منظورات مقارنة” يقدمها الأستاذ الدكتور جيرارد روبرز،أستاذ القانون العام، القانون الكنسي، وفلسفة الدولة والقانون الدستوري بجامعة تريور، وزير العدل في ولاية راينلاند بالاتينات الألمانية، ثم يلقى الأستاذ الدكتورماركو فنتورا، أستاذ القانون بجامعة سيينا، ومدير مركز الدراسات الدينية، فونداتسيوني برونو كيسلركلمة حول “الدين، الإبتكار، والمشاركة: تحديات المجتمع المتسامح”، فيما تطرح الدكتورة جنان بستكي، أستاذ مساعد في القانون الدولي بكلية القانون، جامعة الإمارات العربية المتحدة رؤية شاملة حول “الحريات الدينية، الحد من خطاب الكراهية، وتعزيز التسامح :دراسات مقارنة”.
أما الجلسة العامة : الكرامة وحقوق الإنسان وحرية الدين والإعتقاد – الجزء الثاني فتتناول “مفهوم الكرامة الإنسانية في سياق القوانين الدولية لحقوق الإنسان” يقدمها الدكتور محمد الموسى أستاذ مساعد في القانون الدولي بجامعة الإمارات العربية المتحدة،ثم يتحدث الأستاذ الدكتور عامرالحافي أستاذ الدراسات الدينية بجامعة آل البيت، وباحث أكاديمي في المعهد الملكي لدراسات الأديان بالأردن عن “التسامح في النصوص الدينية”.
أما فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر فيركز على تعزيز الكرامة والتسامح عن طريق القانون: نحو مبادرات قانونية عملية” ويقدمها الأستاذ الدكتور كول درهام الذي يقوم بتشكيل مجموعات عمل تركز على وضع عدة مبادرات عملية حول التشريعات المتعلقة بالتسامح، وتستمر جلسات هذه المجموعات على مدار اليوم وتنتهي بالجلسة الختامية التي تقديم النتائج وتحديد الإجراءات اللازمة للمضي قدما في تعزيز قيم التسامح والكرامة الإنسانية.
وام