الفجيرة اليوم / تواصلت، الأحد، فعاليات وندوات ملتقى القاهرة الدولي السابع للإبداع الروائي العربي، والذي تُنظَّم دورته الحالية تحت عنوان “الرواية في عصر المعلومات”، وتختتم فعالياته الأربعاء المقبل. وأكدت الناقدة الدكتورة إيمان الزيات في مداخلتها، ضرورة ضبط بعض المصلطحات التي يمكن أن تحدث خلطا في الفهم.
وفرقت “الزيات” بين الأدب الرقمي، الذي يقوم على تدوين رقمي بالأساس، وبين الأدب التفاعلي، الذي يستدعي وجود بعض الروابط الإلكترونية، التي تجعل القارئ يختار نهايات الأعمال عن طريق الضغط على (هايبر لينك) معين، وبين الأدب الإلكتروني الذي يتعامل مع الواقع الإلكتروني بصفته جزءا من الواقع. وأشارت في ورقتها إلى ظاهرة التداخل بين الأجناس الأدبية بصفة عامة؛ حيث ترى أنه صار واقعا وحقيقة ثابتة واتجاها فنيا راسخا، بل تجاوز ذلك ليصبح عند بعض الأدباء غاية يسعون إليها ليتميزوا بها. وأشارت إلى أن التداخل بين الفنون في الرواية العربية ليس بالأمر الجديد المصاحب للقفزة الإلكترونية، وضربت مثالا بـ(المسرواية) وهي الرواية التي استفادت من آليات الكتابة المسرحية، وغير ذلك من الأمثلة.
ودارت معظم الأوراق البحثية التي تم إلقاؤها في الندوة الأولى والندوتين التاليتين بالتوازي، حول أثر وسائل الاتصال في البناء الروائي، وآثار التطور المعلوماتي في مسار الرواية العربية، وفرضه لبعض الآليات الجديدة لتدوين الأدب، وكذلك تناولت أثر الفنون البصرية عموما، والفن السينمائي خصوصا على البناء الروائي.
وقالت الناقدة المغربية الدكتورة كريمة بوحسون: “الطفرة العلمية والمعلوماتية على الرواية لا تنحصر في الأحداث وحبكتها والشخصيات وقدراتها، بل تتجاوزها إلى البنية السردية للنص”.
وتناولت بعض نماذج من الرواية الأفريقية التي صنعت واقعا افتراضيا موازيا في محاولة للانتصار على وطأة الجهل والتخلف والفقر، وبرهنت على أن الكتابة لا تقيدها أغلال الواقع المتردي، وتستطيع أن تخلق لنفسها عالما افتراضيا موازيا يعبر عن الأمل والرغبة في التغيير”.
واختارت لدراسة هذه الظاهرة الروائي والمسرحي الكونغولي سوني لبو تانسي، وهو من رواد الأدب الكونغولي، من خلال تحليل روايته “الحياة ونص”، لبراعة الكتاب في استغلال معطيات العلم وآليات التواصل والاتصال الحديثة، فجمع بين الخيال العلمي والجد والهزل، ما أثرى العمل الروائي، وإن كان قد زاد من صعوبة تصنيفه.
أما الناقد المصري الدكتور سيد ضيف الله، فقد اختار أعمال الروائي محمد الفخراني (فاصل للدهشة) و(مزاج حر) و(ألف جناح للعالم) ليتتبع من خلالها هاجس التجريب في الرواية العربية.
وطرح الناقد العراقي عواد كاظم الغزي رؤيته عن اتساع النص في العصر الحديث، وبخاصة في روايات الخيال العلمي، وتتبع في ورقته النقدية أهم النقاط التي تعين القارئ على الدخول إلى عالم النص، مثل الغلاف أو العنوان.
ملتقى القاهرة السابع للإبداع الروائي، انطلق السبت، بمشاركة أكثر من 250 ناقدًا وروائيًّا من 20 دولة عربية وبعض الدول الأوروبية. ويحتفل الملتقى هذا العام بمرور 20 عاما على انطلاق دوراته، حيث أقيمت من قبل 6 دورات في أعوام: “1998، 2003، 2005، 2008، 2010، 2015″، وفاز في كل دورة من الدورات السابقة أحد المبدعين المصريين والعرب.
بوابة العين الأخبارية