لكن السؤال الذي بدأ يثور مجدداً عقب هذه الواقعة: ما هي قصة حبة الغلال السامة التي يلجأ إليها الراغبون في الانتحار، والتي وفق إحصائيات رسمية لقي بسببها 80 شخصاً مصرعهم في محافظة الفيوم خلال العام 2018، ونحو 74 حالة في محافظة البحيرة.

ونستعرض تفصيلياً منها في محافظة البحيرة التي انتحرت فيها الفتيات الثلاث، حيث شهدت في العام الحالي 2019 تسجيل 8 حالات انتحار، وفي العام الماضي نحو 32 حالة، وفي العام 2017 سجل 22 حالة انتحار بينهم 11 طفلاً.

ويؤكد الدكتور يسري بيومي، وكيل وزارة الصحة بالبحيرة لـ”العربية.نت” أن الحبة السامة هي حبة لحفظ الغلال بعد حصادها، ويتم شراؤها من محال بيع المبيدات الزراعية، وتقتل الحشرات قبل وصولها للغلال.

ويضيف أن اسمها العلمي “الألمنيوم فوسفايد”، وتستخدم لمنع تسوس القمح والذرة والحبوب الأخرى، وعند تعرضها للرطوبة من الحشرات الضارة، يخرج منها غاز قاتل يؤدي لهلاكها.

وعن تأثيرها على جسم الإنسان فور ابتلاعها، يقول الدكتور أيمن مرعي، مدير عام الطوارئ بمديرية الصحة بالبحيرة لـ”العربية.نت”: إنها تؤدي إلى شلل الأعصاب وتوقفها فوراً، كما تؤدي لتوقف عضلة القلب، واختلال عضوي بجميع أجهزة الجسم ما يؤدي للوفاة.

وعن كيفية وسرعة مواجهتها، يقول إنه يتم وفي حالة وصول الحالة مبكراً إلى عمل غسيل معوي للمصاب بزيت البارافين، حيث يقوم الزيت بتغليفها ومنع تحلل مركباتها، ومن ثم سهولة طردها من الجسم، أما في حالة تأخر وصول الحالة فهي تتحلل داخل معدة الإنسان، وتتفكك مكوناتها، وتبدأ في إصابة الجسم بالشلل والتسمم الذي يؤدي لتوقف عضلة القلب والوفاة. ويقول مرعي إن مديرية الصحة تستقبل شهرياً ما لا يقل عن 44 حالة مصابة بابتلاع الحبة السامة، ويتم إنقاذ ما لا يقل عن 80% من تلك الحالات بسبب وصولها مبكراً، وغالبيتها ما يكون قد تم تناولها بطريق الخطأ. ويضيف أن سبب لجوء الفتيات للانتحار بالحبة السامة هو أن تأثيرها سريع المفعول، وتؤدي للوفاة خلال دقائق قليلة من تحللها داخل معدة الإنسان ووصول مكوناتها للدم.

alarabiya.net