اطلق البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة مبادرة التصميم المجتمعي لجودة الحياة، التي تمثل أول منصة من نوعها للتصميم المجتمعي في دولة الإمارات، تهدف إلى إشراك الأفراد في تصميم حلول ومبادرات لتحسين مستويات جودة الحياة في الدولة من المجتمع وإليه.
وتركز المبادرة على المواضيع المرتبطة بجودة الحياة، وتناولت في أول مواضيعها الحياة الصحية النشطة، وجاءت في إطار الجهود للبناء على مخرجات اجتماع فريق جودة الحياة ضمن الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات.
وهدفت المبادرة في أول مواضيعها إلى تصميم حلول من خلال التعرف على توجهات المجتمع في هذا المجال، وأبرز التحديات التي تواجه تبني أسلوب حياة صحي ونشط، وتعزيز الوعي بأهمية الصحة الجيدة في الارتقاء بجودة حياة المجتمع.
شارك في التصميم المجتمعي أكثر من 700 شخص من مختلف فئات المجتمع، وعدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين بينهم معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة ومعالي حصة بنت عيسى بو حميد وزيرة تنمية المجتمع، ومعالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي.
وأكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة الدولة للسعادة وجودة الحياة مدير عام مكتب رئاسة مجلس الوزراء أن مبادرة التصميم المجتمعي لجودة الحياة تجسد توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” ، بتحويل الحكومة إلى منصة لإشراك المجتمع في تصميم الحلول والمبادرات التي تركز على جودة الحياة باعتبارها أحد أهم المواضيع المرتبطة بالمجتمع.
وقالت معاليها إن منصة التصميم المجتمعي هي منصة من المجتمع إلى المجتمع وتمثل مساحة للأفراد لتصميم الحلول لتحديات جودة الحياة بالشراكة مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص، وقد ركزت المبادرة في أول المواضيع التي تناولتها على نمط الحياة الصحي والنشط من خلال محورين هما الحياة النشطة، والحياة الصحية، باعتبارهما من أهم العوامل المؤثرة في جودة حياة الفرد وبالتالي سعادته، إذ يعتمد ما نسبته 50% من صحة الإنسان على أسلوب حياته وعاداته الغذائية، كما أن الكثير من الأمراض مرتبطة بنوعية وأسلوب الحياة.
وأضافت وزيرة الدولة للسعادة وجودة الحياة أن المبادرة تحفز الأفراد على تبني نمط حياة صحي ونشط، من خلال تصميم مبادرات من المجتمع وإلى المجتمع، مشيدة بالشراكة الفاعلة مع الوزارات والجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص التي أسهمت بدور مهم في التعرف على توجهات أفراد المجتمع ومشاركتهم في صياغة الحلول والمبادرات الكفيلة بتعزيز جودة الحياة.
وشهدت المبادرة حضورا مجتمعيا كبيرا لأكثر من 700 شخص من مختلف فئات المجتمع، من ضمنهم طلاب المدارس والجامعات، والعائلات، وكبار المواطنين، وأصحاب الهمم، وعدد من منتسبي الخدمة الوطنية، والرؤساء التنفيذيين للسعادة وجودة الحياة.. ومشاركة واسعة على المستوى الحكومي، حيث شارك فيها الفريق سيف عبد الله الشعفار وكيل وزارة الداخلية، وسعادة الدكتور محمد سليم العلماء وكيل وزارة الصحة، وسعادة عارف العواني الأمين لمجلس أبوظبي الرياضي، وسعادة سعيد حارب الأمين العام لمجلس دبي الرياضي، وسعادة عيسى هلال الحزامي أمين عام مجلس الشارقة الرياضي، وعدد من المسؤولين في الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية.
كما شارك الإعلامي مصطفى الآغا، تجربته الشخصية مع الحضور في حلقة نقاشية حول خيارات التغذية الصحية والحياة النشطة، وتبادل معهم الآراء حول أفضل السبل لتعزيز نمط الحياة الصحي النشط في مجتمع دولة الإمارات.
وجاء تنظيم المبادرة بالشراكة مع عدد من الجهات الحكومية التي ضمت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، وزارة تنمية المجتمع، ووزارة الداخلية، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة التغير المناخي والبيئة، ووزارة الثقافة وتنمية المعرفة، ووزارة تطوير البنية التحتية، والهيئة العامة للرياضة، ومكتب وزيرة دولة للأمن الغذائي المستقبلي، ودائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، وبلدية دبي، وهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، ومجلس أبوظبي الرياضي، ومجلس دبي الرياضي، ومجلس الشارقة الرياضي.
كما ضمت قائمة الشركاء عددا من المؤسسات الرائدة في القطاع الخاص، التي ساهمت بدور أساسي في تنفيذ الأنشطة التفاعلية ومساعدة المشاركين في المنصة في تصميم الأفكار والحلول، من ضمنها مجموعة ماجد الفطيم “كارفور”، ومجموعة “أن.أم.سي” الطبية، وعيادة فاليانت، وجمعية أبوظبي التعاونية، وشركة “دليفيرو” للتوصيل.
وتمثل مبادرة التصميم المجتمعي لجودة الحياة منصة لتصميم مبادرات وحلول لجودة الحياة في مواضيعها المختلفة، وقد ركزت في أول مواضيعها على الحياة الصحية والنشطة، وتضمنت نشاطات للتصميم المجتمعي شملت تعزيز الحياة الصحية وأنماط التغذية السليمة، وأهمية الأنشطة البدنية في تعزيز نمط الحياة الصحي والنشط، إضافة إلى حلقات نقاشية ركزت على تصميم حلول لتحديات تعزيز النشاط البدني وترسيخ مبادئ الحياة الصحية في المجتمع، أدارها مختصون ومجموعة من الرؤساء التنفيذيين للسعادة وجودة الحياة.
يذكر أن دراسة أجراها البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة ركزت على مجالات جودة الحياة في دولة الإمارات، أظهرت أن الصحة الجيدة تمثل ثالث أهم عوامل جودة الحياة بالنسبة للأفراد، بعد الروابط الاجتماعية والعائلية، وأهمية النظرة الإيجابية للحياة والتفاؤل بالمستقبل، وأشارت إلى أن 45% من الأفراد يقضون أقل من ساعتين أسبوعيا في ممارسة الرياضة، وأن أبرز العوامل التي تحد من ممارسة الرياضة بانتظام غياب التوازن بين الحياة والعمل، وأكدت وجود علاقة إيجابية بين ممارسة الرياضة وتناول الأغذية الصحية.
وتشكل هذه الممارسات غير الصحية حسب المسح الوطني للصحة الذي أجرته وزارة الصحة ووقاية المجتمع، عاملا أساسيا لارتفاع معدلات الإصابة بأمراض نمط الحياة في دولة الإمارات، حيث يعاني 28% من السكان من السمنة و12% من السكري و44% من الكولسترول و29% من ارتفاع ضغط الدم.
الاتحاد