تحظى الدورة العاشرة لمعرض دبي الدولي للخط العربي الذي تنظمه هيئة الثقافة والفنون في دبي، بمشاركات وحضور متميز لثمانية خطاطين إماراتيين، توهجوا إبداعاً من خلال أعمالهم التي شاركوا بها في المعرض، وامتازت اعمالهم بالاحترافية والإتقان، ونافست نظيراتها التي أبدعها خطاطو الدول الأخرى المُشارِكة في المعرض بمستواها العالي، لتعكس رؤاهم الخاصة المنبثقة عن مواهب حقيقية مصقولة بالممارسة والخبرة الكبيرة.
وتترك بصمات لافتة على جدران المعرض. وشهدت أروقة «دبي الدولي للخط العربي» باقة من روائع هؤلاء الخطاطين والفنانين وهم : مطر بن لاحج، وعبدالقادر الريس، وخالد الجلاف، وعمران البلوشي، وفاطمة يس، وفاطمة الظنحاني، ونرجس نور الدين، وهيا الكتبي.
ويشارك الخطاط خالد الجلاف في هذه الدورة من المعرض بعملين رائعين، وقد عبر عن سعادته بالمشاركة، لافتاً إلى أهمية هذا الحدث، وقال: تشرفني المشاركة في حدث دولي تنظمه دولتنا الحبيبة، ويركز على الحفاظ على الموروث الثقافي والفكري والإسلامي، وتنعكس تأثيراته الإيجابية بشكل واضح على تطور هذا الفن عالمياً.ولفت الجلاف إلى أن الإمارات ساهمت في إعادة الألق لفن الخط العربي من خلال جهودها المبذولة في مجال دعم هذا الفن.
وقال: المُعاصر للحركة الخطية في العالم العربي والإسلامي يجد أن هذا الفن كاد يندثر في سبعينيات القرن الماضي وبداية الثمانينيات، لولا الجهود التي بذلتها الإمارات والمتمثلة في تنظيم المعارض المتخصصة ودعوة الفنانين للمشاركة بها، واحتضان الـ«غاليريهات» العالمية، ووجود مؤسسات حكومية تعنى بالخط العربي من خلال إقامة ورش تعليمية متنوعة.
والتركيز على تعليم الناشئة مبادئ الخط العربي وتبنيهم وإشراكهم في المعارض المحلية والدولية، كل هذا أدى إلى عودة الخط العربي لعصره الذهبي، ودليل ذلك، هذا التجمع العالمي للخطاطين من مختلف الدول في معرض دبي الدولي للخط العربي، الذين جاؤوا بأفضل نتاجاتهم الفنية ليعرضوها على الجمهور والفنانين المشاركين من دول أخرى.
وأشادت الخطاطة فاطمة الظنحاني التي تشارك هذا العام بلوحتين مميزتين، بالمعرض، لافتة إلى أن مشاركتها فيه أكسبتها خبرات كبيرة، بفضل نقد وتحليل أعمالها من قِبَل الخطاطين الكبار، والحوارات التي تقام على هامشه.
وقالت: أعتبر مشاركتي فرصة ذهبية لإبراز شخصيتي الفنية من خلال أعمالي، ومحطة تجمعني بأساتذة الخط العربي من مختلف أنحاء العالم، وفخورة بدولتي التي عززت حضور الخط العربي في فترة زمنية قصيرة، ما انعكس بالتالي على المشاركين الذين قدموا أعمالاً عالية المستوى تليق بأهمية المعرض.
وأكدت أن خطاطي الإمارات تميزوا بأعمالهم إلى جانب خطاطي الدول الأخرى المُشاركة، وقالت: احتضن المعرض لوحات رائعة لمبدعين من مختلف الدول، وكخطاطين إماراتيين، التقينا بعمالقة عالميين في الخط العربي نشأوا على حب هذا الفن الراقي، وكرسوا وقتهم وجهدهم لسنوات لإثراء الخط العربي، وقدموا لوحات أصيلة تخلو من الأخطاء، بتراكيب معقدة أحياناً، وبسيطة غالباً، ومُلفتة طوال الوقت.
وتتألق المبدعة هيا الكتبي بعملي «زخرفة وتذهيب» بالأسلوب التركي، مؤكدةً أن مشاركتها في المعرض إضافة حقيقية لها، تمنحها فرصة التعرف على الأساليب المختلفة، وما استُحدِث أو أُضيف لفن الزخرفة على وجه الخصوص.
وعبرت الكتبي عن سعادتها بالحضور بين أساتذة الخط العربي من مختلف أنحاء العالم، لافتةً إلى أن المشاركات المحلية توازي في قوتها المشاركات العالمية.
وفي مشاركته الأولى في معرض دبي الدولي للخط العربي، يقدم الخطاط عمران البلوشي عملاً بالخط الكوفي القديم يحمل الآية الكريمة «فبما رحمة من الله»، وقد اختارها احتفاءً بعام التسامح في دولة الإمارات. وأكد البلوشي على أهمية مشاركة الخطاط الإماراتي في المناسبات التي تقام على أرض بلده، ما يؤدي إلى تثبيت قواعد الفنون والتأسيس لبنية تحتية قوية. وذكر أن المعرض في دورته العاشرة يؤكد حضوره القوي في المنطقة بالتزام هيئة الثقافة والفنون في دبي بتنظيمه، ومشاركة نخبة عالمية كبيرة من الخطاطين.
وقال: اكتسبنا خبرات كثيرة من خلال الاحتكاك بنخبة الخطاطين المشاركين والاستماع إلى آرائهم، ولاقت أعمال الإماراتيين استحسان وإشادة أساتذة الخط العربي، وأتطلع إلى أن يكون حضور الفنان الإماراتي أكثر قوة وجرأة في مختلف مجالات الفنون.
البيان