جُبِلَ الإنسان على حب المغامرة وخوض المجهول، وتتفاوت الرغبة في المغامرة داخل النفس البشرية، ويبدو أن المغامر الفرنسي العجوز جان جاك سافان، الذي يبلغ من العمر 71 عاماً، قد بلغ القمة في هذا الشأن.
فقد تمكن سافان، وهو في هذه السن المتقدمة، من اجتياز المحيط الأطلنطي، في رحلة بحرية تجاوزت أربعة أشهر كاملة، في قارب صغير غريب الشكل يبدو أشبه بـ«كبسولة» للنوم أو «البرميل»، صممه هو وصنعه بنفسه.
وقد نشرت «البيان»، في ديسمبر الماضي، خبراً عن سافان بعد أن انتهى من تصنيع «برميله» المبتكر ذي اللون البرتقالي، معلناً آنذاك أنه ينوي عبور الأطلنطي بكامله داخل هذا البرميل.
واليوم نتحدث عن الإنجاز الذي حققه سافان بعد أن أتم رحلته بالفعل، وعبر الأطلنطي حيث رسا بــ«برميله» الأسبوع الماضي على سواحل جزيرة «سانت أوستاتيوس»، إحدى جزر «الأنتيل» التابعة للسيادة الهولندية، والواقعة في البحر الكاريبي، الذي يعد فرعاً من فروع الأطلنطي، ويقع بين أمريكا الجنوبية والوسطى وجزر «الأنتيل».
وبحسب شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، التي نشرت أمس تقريراً خاصاً عن رحلة سافان، فقد بدأ المغامر الفرنسي العجوز رحلته البحرية يوم الــ26 من ديسمبر الماضي، من جزر «الكناري» التابعة لإسبانيا في الأطلنطي، وفي مواجهة السواحل الشمالية الغربية لأفريقيا. ومكث سافان على مدى الأشهر الأربعة الأولى من رحلته داخل «برميله»، حيث كان يسير بسرعة ميلين في الساعة، ومن دون محرك، وليس لديه من مصدر يستمد منه قوة الدفع اللازمة لتحريك «البرميل» سوى مياه الأطلنطي فقط.
وفوجئ سكان جزيرة «سانت أوستاتيوس» حينما شاهدوا سافان يرسو على شاطئهم داخل «برميله» العجيب في منتصف إحدى ليالي الأسبوع الماضي، بعد رحلة قطع فيها مسافة مهولة بلغت 2390 ميلاً (ما يزيد على 4700 كيلومتر).
وكتب سافان على صفحته عبر «فيسبوك» معلقاً على انتهاء مغامرته الشاقة، بعد أن لمست قدمه براً لأول مرة خلال العام الجاري: «كل شيء له نهاية.. وأخيراً ها أنا ذا في نهاية هذه المغامرة».
البيان
مواد ذات علاقة