قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون امس الخميس، إن على الاتحاد الأوروبي التركيز على قضايا المناخ والأمن والنمو بعد الانتخابات التي تجري على مستوى القارة في غضون أسبوعين أو مواجهة السقوط، في الوقت الذي يجتمع فيه زعماء القارة في رومانيا لرسم خريطة للمستقبل بعد خروج بريطانيا من التكتل.
ويجتمع قادة جميع الدول الأعضاء باستثناء بريطانيا للمشاركة في قمة تحت عنوان “يوم أوروبا” في مدينة سيبيو الرومانية، وذلك بعد 15 عاماً من توسع الاتحاد الأوروبي شرقاً.
ومع تحديد موعد انتخابات البرلمان الأوروبي في الفترة ما بين 23 و 26 مايو، سيؤكد زعماء الدول الأوروبية على هدفهم في البقاء متحدين، على الرغم من الأضرار التي خلفها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن بدء الخطوات الأولى لتعيين أهم المناصب في التكتل في وقت لاحق من هذا العام.
وقال ماكرون لدى وصوله إلى المحادثات غير الرسمية بين قادة الدول السبع والعشرين “خلال 15 يوماً، سيختار حوالى 400 مليون أوروبي بين مشروعين أحدهما لبناء أوروبا بشكل أقوى، والآخر لتدمير أوروبا وتفكيكها والعودة إلى القومية”.
وأضاف في تصريحات للصحفيين “نحتاج الآن إلى التحرك بشكل أسرع وبمزيد من التصميم من أجل النهضة الأوروبية”. وتابع قائلاً إن “المناخ وحماية الحدود ونموذج للنمو ونموذج اجتماعي … هو ما أريده حقاً للسنوات المقبلة”.
واقترحت فرنسا وسبع دول أخرى في الاتحاد الأوروبي مناقشة هدف الوصول بنسبة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلى “مستوى الصفر” بحلول عام 2050 خلال قمة سيبيو. ولا يتوقع اتخاذ قرارات ملموسة بهذا الصدد.
وتعكس تلك التحديات مدى صعوبة هذه الفترة على الاتحاد الأوروبي.
وفضلاً عن الانقسامات حول قضايا عدة من الهجرة إلى المعايير الديمقراطية، يواجه الاتحاد الأوروبي مصاعب بسبب خروج بريطانيا من التكتل وموجة من الشعبوية. كما يواجه تحديات خارجية من الصين إلى روسيا إلى الولايات المتحدة.
لكن الزعماء السبعة والعشرين وقعوا على إعلان يتضمن تعهداً “بالدفاع عن أوروبا واحدة” و”بالبقاء متحدين، في أوقات الرخاء والشدة” و”البحث دائماً عن حلول مشتركة” خلال الدورة السياسية القادمة حتى عام 2024.
وفي السياق، أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، دعمه لمبادرة حماية المناخ التي أطلقتها فرنسا وسبع دول أخرى بالاتحاد الأوروبي.
اقرأ أيضاً: الناخبون البريطانيون يعاقبون مؤيدي “بريكسيت” في الانتخابات المحلية
وقال ماس اليوم الخميس لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): “عندما نناقش في أوروبا أهداف طموحة لحماية المناخ، يجب ألا يكون مكان ألمانيا بين كابحي الفرامل، وإنما يجب أن تكون بجانب الأطراف التي تضغط على دواسة السرعة. إننا مدينون بذلك للأجيال المقبلة”.
وأضاف الوزير الاتحادي قائلاً: “فرنسا قدمت مقترحات جيدة، ولذلك يتعين علينا الانضمام إليها”.
وانضم إلى المبادة التي أطلقها ماكرون حتى الآن، كلّ من بلجيكا ولوكسمبورج وهولندا والدنمارك والسويد والبرتغال وإسبانيا.
من جهة أخرى، دعا رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الدول الأعضاء للاتفاق بحلول يونيو على تعيينات الاتحاد الأوروبي في المناصب العليا، والتي ستشمل خليفة له ومنصب رئيس المفوضية الأوروبية، بعد انتخابات البرلمان الأوروبي التي ستجرى في وقت لاحق من الشهر الجاري.
وقال توسك عقب قمة لقادة الاتحاد الأوروبي في سيبيو برومانيا، إنه من أجل أن يكون الاتحاد فعالاً، يحتاج التكتل لاتخاذ “قرارات سريعة”.
وحذر توسك قائلاً: “لن أخجل من أن أطرح القرار للتصويت إذا كان من الصعب التوصل لتوافق في الآراء”.
وأشار توسك إلى أنه يتعين على قادة الاتحاد الأوروبي أن يتخذوا أيضاً قراراً بشأن من سيشغل أكبر منصب دبلوماسي للتكتل، في إشارة إلى المنسق الأعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، ومنصب محافظ البنك المركزي الأوروبي.
وقال إن التعيينات يجب أن تعكس التوازن السياسي والجغرافي والنوع البشرى والجانب السكاني، بحيث يتم تمثيل الدول الكبيرة والصغيرة.
المصدر: وكالات
اقرأ أيضا