الفجيرة اليوم – نظمت جمعية توعية ورعاية الأحداث بفرعها في الفجيرة، مساء الأربعاء 15 مايو الجاري، جلسة رمضانية نسائية بعنوان: “التسامح الأسري مرتكز استقرار الأسرة وحماية الأبناء من الانحراف، بحضور الممثل لفرع الجمعية هيام عامر، ومسؤولات بفرع الجمعية بالفجيرة، وعدد النساء والمهتمين بهذا الشأن، وذلك في فندق سيجي الديار بالفجيرة.
وبدأت الجلسة – التي جاءت تحت رعاية الفريق ضاحي خلفان تميم رئيس مجلس إدارة الجمعية – بعرض فيديو تعريفي عن الجمعية ورؤيتها ورسالتها، وتلا ذلك عرض كلمة للفريق ضاحي خلفان شدد خلالها بضرورة تقوية العلاقات الأسرية، وتوفير الرعاية والاهتمام للأبناء، وتخصيص أوقات محددة لمشاركتهم والتعرف إلى احتياجاتهم، ومساعدتهم في حل المشكلات التي تصادفهم، وأضاف الفريق ضاحي خلال الكلمة: “أثبتت الأيام والسنوات التي تابعنا فيها علاقة الآباء بأولادهم، أن الأبناء الذين يكونون أكثر قرباً من والديهم والذين يحيطونهم بالرعاية والاهتمام والمتابعة والمجالسة الأسرية، أقل عرضة للمشكلات السلوكية والانحراف”.
وفي كلمتها، قالت هيام عامر ممثل فرع الجمعية بالفجيرة: “نحرص في شهر رمضان من كل عام على تنظيم جلسات حوارية نقاشية توعوية ندعو من خلالها الأسر إلى حماية الأبناء من الانحراف، فجمعية رعاية الأحداث تولي اهتماماً بالغاً بالنشء و تعمل على قدم وساق تسعى جاهدةً حتى تصل بهم إلى بر الأمان، وأكبر مثال للاهتمام والحرص والرعاية أم الإمارات التي تهتم بالأسرة واستقرارها، ونحن نركز على الأم فهي أساس البيت، ورغم تأثير وسائل التواصل الاجتماعي من الناحية السلبية في إحداث نوع من التشتيت الأسري، إلا أن الأم هي المدرسة الأساسية وهي المؤثر والداعم للأبناء، وحكومتنا الرشيدة تدعو للاهتمام بالفئات التي تحيط بنا وللتسامح مع الديانات الأخرى.
وكانت جمعية رعاية الأحداث قد أطلقت في الفصل الدراسي الأول للعام 2018 -2019، مبادرة توعوية تحت شعار: “كن مع أبنائك يكونوا معك” بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، تستهدف كل المدارس بالدولة بهدف ترسيخ قيم التسامح، وتعزيز ثقافة التسامح والحرص على تقوية العلاقات الأسرية على أكمل وجه، وتعزيز دور أولياء الأمور في تقوية العلاقات الأسرية مع الأبناء من خلال الحوار الأسري المباشر.
ونظراً للتأثير الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، حرصت الجمعية على إطلاق مبادرات توعوية في شتى المجالات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مثل مبادرة “الخط الساخن” التي تهدف إلى استقبال المشكلات التي تواجه مختلف أفراد المجتمع وإيجاد حلول لها استناداً إلى أسس محددة من مختصين واستشاريين في المجال.
وناقشت الجلسة عدداً من المحاور سلطت الضوء حول التسامح الأسري وكيفية بناء أسرة مستقرة، وسبل حماية الأبناء من الانحراف، وتأمين خطط وقائية علاجية للأبناء، وتطرقت إلى تعريف التسامح ونظرة الإسلام له، والميثاق الوطني للتسامح.
ومن جهتها قالت فاطمة سلطان عضو في جمعية رعاية الأحداث: “نحن في دولة تقوم على التسامح بين مختلف الجنسيات والأديان والأعراق، بين أبناء الشعب والمقيمين على أرض هذا الوطن، فهدفنا هو أن ينشأ جيل مبني على الاستقرار، وأسرة متكاملة بالتسامح لينشأ شعب مستقر كما تريده قيادتنا الرشيدة.
وأكدت أماني الكعبي أخصائية نفسية ومدرب معتمد في كيفية حماية الطفل من التحرش، ضرورة إقامة وتنظيم المحاضرات التوعوية التي تزرع في الأبناء قيم التسامح انطلاقاً من الأسرة، وأهمية التنازل بين الآباء والأمهات في الأسرة من أجل الأبناء والموازنة في الحياة لتكون الأسرة مستقرة،وقالت: “الانفصال يؤثر نفسياً على الأبناء، لذا ندعو جميع المؤسسات أن تتعاون وتتآزر لعمل حلقات نقاش تستهدف الأمهات والمدارس، كحملة نسعى من خلالها إلى تحقيق التوازن والاستقرار الأسري”.
من ناحيتها، أشارت مدير مدرسة الساحل الخاصة في كلباء هداية، إلى أن أثر الأسرة يظهر في سلوكيات الطلبة، وكما أن الاستقرار يظهر جلياً كذلك التفكك يظهر بشكل واضح ومؤثر، وقالت: “مهمتنا كمسؤولين أن نبث المحبة والمودة بين الناس ونوعي الأمهات ونتابع الأبناء وسلوكياتهم، فالأسرة هي اللبنة الأساسية في المجتمع”.
وقالت شيخة عبدالله مديرة روضة الغرفة للأطفال: “لابد من تعليم الأبناء كيف يتسامحون مع الوضع الأسري الراهن في حالات الانفصال على سبيل المثال، ولابد من تجنب تحريض الأبناء على كره أي فرد من أفراد الأسرة، والتواصل مع الأبناء وفتح مساحات حوار فيما بين الأسرة الواحدة، والتسامح مع كل فرد من أفراد هذه الأسرة، لزراعة التسامح في نفوس الأبناء، وأكدت النقبي أهمية تطبيق مثل هذه الحملات في رياض الأطفال.
وأشارت المدربة والمستشارة الأسرية آمنة الظنحاني، إلى أن هذه الحوارات تخلق أجواء من الألفة والحميمية بين أفراد الأسرة، وتنشء أسراً سعيدة متسامحة متوازنة، ويجب أن تكون الأم على دراية تامة قبل الزواج بكيفية تأسيس أسرة متوازنة وأن لاتنخرط في الحياة العملية وتهمل الجانب الأسري، وأن تحتوي أبناءها وتساهم في نشر ثقافة الأسرة وتوضيح فكرة أن تكون الأسرة مثقفة بمفهوم التسامح.
مديرة منطقة الفجيرة التعليمية سندية السماحي، أكدت أن الحوار هو أساس الأسر المتسامحة، على أن يكون هذا الحوار مبنياً على أسس صحيحة بعيداً عن استخدام عبارات مسيئة أو قد تمس استقرار الأسرة.
وأوضحت فاطمة المطلعي من الشرطة المجتمعية، أنه لابد من تكثيف الحملات التوعوية والإرشادية وأن تستهدف هذه الحملات النشء حتى تترسخ القيم والأفكار، استناداً لديننا الحنيف الذي يدعو للنصح ويحفز على الاستقرار الأسري، وأكدت المطلعي ضرور استغلال إيجابيات منصات التواصل الاجتماعي في نشر التوعية المجتمعية.
وفي ختام الجلسة، أفادت رئيسة قسم البرامج بالجمعية عائشة الكندي، بأن الجمعية تقيم محاضرات ومبادرات توعوية مستهدفة مختلف إمارات الدولة، في إطار أهدافها التي تنصب في صالح تحقيق التوازن والاستقرار الأسري وتهيئة الظروف الملائمة للأبناء لاندماجهم في المجتمع، وتوفير رعاية حديثة لهم وفق ضوابط محددة ودراسات وبحوث اجتماعية وتربوية ونفسية خاصة بالأحداث في المجتمع.
جدير بالذكر أن الجمعية بصدد إقامة فعاليات متنوعة خلال شهر رمضان المبارك، إلى جانب أنشطة ترفيهية للأطفال قُبيل عيد الفطر تحت شعار “فرحة عيد”، حيث تهدف من خلالها إلى إدخال الفرح والسرور في قلوب الأطفال.