كشفت مصادر سياسية مصرية أن عبدالفتاح البرهان، رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، اتفق مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس على التعاون في مجال تجفيف منابع الإرهاب ومكافحة الجماعات المتشددة في المنطقة. وطبقاً للمصادر نفسها التي تحدثت لـ«الاتحاد»، فإن تحقيق الاستقرار في السودان كان مركز المباحثات بين الطرفين في القاهرة أمس. وقالت المصادر إن مباحثات السيسي مع البرهان في القاهرة أمس كانت إيجابية للغاية، وإن السيسي جدد التأكيد على دعم الاستقرار في السودان وجهود المجلس العسكري الانتقالي لتحقيق الأمن والانتقال السياسي.
وتعد زيارة البرهان إلى القاهرة، هي الأولى له خارجياً بعد التغيير الذي أطاح الرئيس المخلوع عمر البشير، وتأتي عقب زيارة قام بها نائبه محمد حمدان دقلو «حميدتي»، الخميس، إلى السعودية، التقى خلالها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأعلن خلالها قائد الدعم السريع أن السودان سيواصل الدفاع عن أمن الحرمين ووقوف السودان في صف واحد مع السعودية ضد الحوثيين وإيران.
وبخصوص زيارة البرهان للقاهرة، ذكر بيان رسمي للسفير بسام راضي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أن الرئيس المصري والبرهان اتفقا على أولوية دعم الإرادة الحرة للشعب السوداني واختياراته. وبحسب مصادر دبلوماسية تحدثت لـ«الاتحاد»، فإن البرهان وصل إلى القاهرة برفقة 5 من المسؤولين السودانيين. وكانت «الاتحاد» قد نشرت في منتصف أبريل الماضي نقلاً عن مصادر سيادية مصرية أنه يتم التحضير لزيارة البرهان للقاهرة، وأن العاصمة المصرية ستكون أولى محطاته الخارجية. وبحسب مصادر سودانية تحدثت لـ«الاتحاد»، فقد أطلع البرهان الرئيس المصري على تطورات الأوضاع في السودان، والموقف التفاوضي، إضافة للأوضاع الإقليمية.
وأضافت المصادر أن البرهان شكر السيسي على موقفه الداعم لتمديد المهلة الممنوحة للسودان إلى شهرين، لتجنيبه تجميد عضويته في الاتحاد الأفريقي.
واستضافت القاهرة قمة أفريقية تشاورية حول الأوضاع في السودان في 23 أبريل 2019، وقدمت توصية لمجلس السلم والأمن الأفريقي بتمديد المهلة الممنوحة للسودان. وقال خبراء مصريون لـ«الاتحاد» إن الزيارة الأولى للبرهان خارجياً للقاهرة لها دلالات ورمزيات كثيرة، أهمها حتمية العلاقات المصرية السودانية التي تتجاوز أي متغيرات سياسية آنية. وقالت مصادر مصرية رفيعة المستوى لـ«الاتحاد» إن رئيس المجلس الانتقالي عقد مجموعة من اللقاءات مع كبار المسؤولين المصريين، ودارت المباحثات حول مبادرة مصرية بتقريب وجهات النظر بين الحراك الثوري في السودان والمجلس العسكري هناك منعاً لتأزم الأمور ووصولها لنفق مغلق -حسبما وصف المصدر.
ونفت المصادر التي تحدثت لـ«الاتحاد» ما تردده المنصات الإعلامية الإخوانية حول تعرض المجلس العسكري السوداني لضغوط من حلفائه للتملص من تفاهمات، استطاعت خلالها قوى إعلان الحرية والتغيير التوصل لاتفاق واضح بتشكيل المجلس السيادي. وكشفت المصادر أن المباحثات إلى جانب النقاش في ملف سد النهضة والسلام مع جنوب السودان، وزيادة التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب، ذهبت أيضاً لترجيحات بانتخابات رئاسية في أعقاب الفترة الانتقالية، ولفتت الانتباه إلى التنسيق المشترك خلال القمة العربية التي ستعقد الأسبوع الجاري بمكة المكرمة.
وفي الشأن السوداني الداخلي، يتوقع أن تبدأ صباح اليوم الأحد، سلسلة من الوقفات الاحتجاجية دعا لها تجمع المهنيين السودانيين للضغط على المجلس العسكري الانتقالي لنقل السلطة إلى المدنيين. وفيما لا تزال المفاوضات متوقفة بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير السودانية، تواصل قوى الحرية والتغيير التحضير لإضراب عام يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين. وتعتبر صلاحيات وتركيبة المجلس السيادي المقترح لتولي السلطة العليا في الفترة الانتقالية هي العقبة الكؤود أمام توقيع اتفاق نهائي بين الجانبين.

المصدر: الاتحاد