انطلقت الليلة الماضية في مكة المكرمة أعمال الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامية التي تعقد برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية وبمشاركة قادة الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي.
ويترأس صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة وفد الدولة إلى أعمال القمة الإسلامية التي تأتي عقب قمتين طارئتين واحدة خليجية وأخرى عربية عقدتا في مكة المكرمة أمس لبحث التحديات التي يواجهها الشرق الأوسط منها التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة.
ويضم وفد الدولة إلى جانب صاحب السمو حاكم رأس الخيمة .. سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ومعالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية ومعالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي وسعادة الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان سفير الدولة لدى المملكة العربية السعودية .
وتتناول القمة الإسلامية – التي تقام تحت شعار ” يدا بيد نحو المستقبل ” – مختلف القضايا والأحداث الراهنة في العالم الإسلامي من أجل بلورة موقف موحد تجاهها.
وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمة افتتح بها القمة أن القضية الفلسطينية تمثل الركيزة الأساسية لأعمال منظمة التعاون الإسلامي وهي محور الاهتمام حتى يحصل الشعب الفلسطيني على كافة حقوقه المشروعة التي كفلتها قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وجدد تأكيد المملكة على رفضها القاطع لأي إجراءات من شأنها المساس بالوضع التاريخي والقانوني للقدس الشريف.
وقال إن التطرف والإرهاب من أخطر الآفات التي تواجهها الأمة الإسلامية والعالم أجمع، داعيا إلى تضافر الجهود لمحاربتها وكشف داعميها وتجفيف مواردها المالية بكل السبل والوسائل المتاحة.
وأضاف أن الإرهاب ضرب في المنطقة من جديد، مشيرا إلى تعرض سفن تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات لعمليات تخريب ومن بينها ناقلتا نفط سعوديتان، وهو ما يشكل تهديدا خطيرا لأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية والأمن الإقليمي والدولي.
ولفت أيضا إلى تعرض محطتي ضخ للنفط في المملكة العربية السعودية لعمليات إرهابية عبر طائرات بدون طيار من قبل مليشيات إرهابية مدعومة من إيران، مؤكدا ان هذه الأعمال الإرهابية التخريبية لا تستهدف المملكة ومنطقة الخليج فقط، وإنما تستهدف أمن الملاحة وإمدادات الطاقة للعالم.
وأضاف : ” من المؤلم أن يشكل المسلمون النسبة الأعلى بين النازحين واللاجئين على مستوى العالم جراء الاضطرابات والحروب وانحسار فرص العيش الآمن الكريم في بلدانهم” .
وقال ” من هذا المنطلق فإن المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال تسعى ما استطاعت إلى الإصلاح وتوفيق وجهات النظر المختلفة خدمة للدول الإسلامية وشعوبها، مع الاستمرار في مد يد العون والمساعدة عبر الجهد الإنساني والإغاثي حرصا على سيادة وأمن واستقرار الدول الإسلامية في ظل وحدة وطنية وسلامة إقليمية ” .
ودعا خادم الحرمين الشريفين في ختام كلمته إلى إعادة هيكلة منظمة التعاون الإسلامي وتطويرها وإصلاح أجهزتها لمجابهة التحديات الإقليمية والدولية التي تمر بها الأمة.
وام