تحول «ملتقى الدراما والسرد»، الذي نظمته «أبوظبي للإعلام» بالخيمة الرمضانية بمبنى التلفزيون، مساء أمس الأول، إلى ورشة عمل سادتها نقاشات واقتراحات من عدد كبير من الكتّاب والروائيين والعاملين في حقل الدراما التلفزيونية، من منتجين ومخرجين وفنانين.
واتخذ هؤلاء من الملتقى، الذي انطلقت فكرته وأعماله تأسيسا على مبادرة «أرى روايتي»، التي أطلقتها «أبوظبي للإعلام» قبل سنة، مناسبة لطرح الهموم والإشكاليات التي تواجه تحويل الأعمال الروائية إلى أعمال درامية، وطرحوا في هذا الإطار مجموعة من الأفكار الرامية إلى تعزيز الحضور السردي على شاشة التلفزيون.
وأدارت الملتقى الذي ضم نخبة من المختصين، الإعلامية والكاتبة الدكتورة بدرية البشر، التي استهلت الملتقى بقولها: اليوم نلاحظ تقدم التقنية على حساب المحتوى، وهي واحدة من أكبر الإشكاليات التي يتم تناولها في الإعلام وفي حياتنا الشخصية، والآن أصبح كل إنسان هو كاتب وصحفي وروائي وأيضاً مخرج، فإلى أي حد يمكن أن يكون هذا الفضاء ذا قيمة. وأضافت: في هذا الملتقى يجتمع لدينا نخبة من المتحدثين هم: هبة حمادة من الكويت، وبشاير محمد من السعودية، ومن الإمارات محمد حسن الأحمد وسلطان العميمي، بالإضافة إلى الدكتور محمد البطوش، وكان الحوار مفتوحاً للجميع.

جدل الأشكال
في البداية قالت هبة حمادة: هناك نصوص مجرد أن تكتب تصبح بين يدي القارئ، وأخرى يتركها المبدع غير مكتملة، وأنه من الضروري أن يكون هناك تلقٍ واسع، لأن الجدل بين الأشكال الإبداعية في الكتابة السردية وفي الأعمال الدرامية وكتابة السيناريو أمر حتمي وأنه لابد أن تكتمل الأشكال على أساس إبداعي محض.
ولفتت إلى أن البعض يرى أن الدراما أصبحت مادة مستهلكة لأنها بسيطة لا تستطيع أن تُروّض المشاهد، وأن المشاهد نفسه يعيد دبلجتها ويأخذ من الحلقة التي تستغرق 30 دقيقة ما يناسبه ليحلل منها ما يشاء وربما يحولها إلى عراك على مواقع التواصل الاجتماعي.

منطقة خاصة
وقالت بشاير محمد: الرواية تدخل في منطقة خاصة، لأن العمل الروائي يأخذ مراحل في الكتابة، وتحويل الأعمال الروائية إلى أعمال درامية أمر قابل للتنفيذ، لأن الرواية هي عمل يتأسس على تجربة الكاتب من منظوره الخاص وبحسب رؤيته للأحداث التي تدور حولها فكرة الرواية. وأضافت: ونجد أن هناك إشكالية تتمثل في الجمهور الذي يتفاعل مع أحداث العمل الدرامي، فالمتلقي يقود حركة أخرى على قنوات التواصل الاجتماعي.

الحاجة الدرامية
وأوضح الكاتب الإماراتي سلطان العميمي: إننا في حاجة إلى مسلسلات تتوافق مع طبيعة الحياة وقضاياها، وأن تكون هناك نماذج ناجحة في هذا الإطار، خصوصاً أن منطقة الخليج حظيت ببعض الأعمال الشهيرة التي كانت مكتوبة على هيئة أعمال روائية ثم تحولت إلى أعمال درامية، وأن بعض المؤسسات التي ترعى الكُتّاب يكون لها دور في إظهار المواهب وأن بعض المسلسلات التي حظيت بالشهرة في العالم العربي مثل «ضمير أبلة حكمت» تخطت حدود النجاح العادي، لكننا لا نستطيع أن نقول هل المخرج أم فريق العمل هم أسباب النجاح.

مسؤولية السيناريو
ولفت كاتب السيناريو محمد حسن الأحمد إلى أن الرواية تُكمل مناطق العمل الدرامي، وأن هناك سؤالاً يطرح نفسه هل الراوي يستطيع أن يسمح للسيناريست بأن يتدخل في تحويل عمله إلى شكل درامي بأسلوب آخر، بحيث يضيف ما يشاء للنص المكتوب، مشيراً إلى أنه لابد أن نعترف أن الراوي هو أصل الحكاية، وأننا لن نستطيع أن نقدم شيئاً حقيقياً إلا بوجود حكايات موجودة من واقع حياتنا، لذا فإن الرواية مهمة لأنها تختصر على كاتب السيناريو الجهد والوقت، لأنها عمل قائم بشخوصه، ويرى أن عدد كُتّاب السيناريو قليل في منطقة الخليج وأن كاتب السيناريو يعيش في عزلة أثناء القيام بهذه المهمة، لأنه يُشكل عبر خطوات أخرى حركة العمل وأسلوبه الذي يظهر على الشاشة وأن المعالجة الدرامية أحياناً يمكن أن تكون أقل في التعامل مع الرواية، لكن في النهاية السيناريست يعمل على خلق عمل يتوافق مع طبيعة العناصر الأخرى المطلوبة لكي يتكامل المسلسل وتتكامل الأماكن والشخصيات والتصوير والإخراج والإنتاج وكل العوامل التي تُسهم في إبراز العمل الفني بشكل ناجح.
وتساءل الدكتور محمد البطوش: هل من السهل على السيناريست أن يُبدّل معالم الرواية؟ لافتاً إلى أن الرواية يجب عند تحويلها إلى عمل درامي أن تتطبّع بشكلها الجديد، وأن الكتابة الروائية لها فضاء خاص وعندما يتم تطويعها إلى عمل درامي فإنه هنا تحدث الإشكالية لأنه قد يكون للكاتب وجهة نظر وللسيناريست وجهة نظر أخرى، ولكن إننا نعيش أزمة حقيقية بسبب غياب الناقد الدرامي في الساحة الفنية العربية، لأن وجود الناقد مهم للغاية لكي ينقد ويعطي رؤية حول الأعمال التي يتم بثّها على الشاشة، وأن هذا الاختفاء للناقد الدرامي يؤثر بشكل كبير في تطور الدراما أيضاً. لافتاً إلى أن السيناريست عندما يعتمد على الرواية فإنه يعمل في إطار زمني ومكاني ولكنه ينطلق من هذين الحدّين إلى آفاق أخرى، خاصة أن لدينا أعمالاً عربية روائية ممتازة، وأن فكرة تحويل الرواية إلى عمل درامي هي فكرة مهمة في تطور الدراما..
من جهتها، أشارت الكاتبة ريم السعدي إلى أنه من الضروري أن يكون هناك معهد أو أكاديمية تستقطب الأعمال الإبداعية الجديدة، بخاصة أن هناك أعمالاً روائية تحوّلت إلى دراما ونجحت، وأن لدينا كُتّاب سيناريو لديهم رؤية، ولكن كيف يمكن أن تنافس الأعمال المحلية في الدراما العربية، أعتقد أن المؤسسات الإعلامية عليها دور كبير في فتح قنوات لاستقطاب المبدعين الجدد لأن لدينا كُتّاباً يستحقون أن يتم النظر إليهم بعين الاعتبار.
كذلك تحدث الروائي علي أبو الريش فقال: «إنه استمع إلى وجهات نظر مختلفة لحال الكتابة في العالم العربي وأن هناك خللاً، وأشار إلى أنه ليس مع ورش الكتابة لأن الكاتب لا يُصنع خصوصاً أن الكتابة موهبة، وكتابة الرواية أيضاً تعتمد على إنسان مبدع، وأن كاتب السيناريو أيضاً إنسان محترف ومبدع ويُكمل الرواية من منظور آخر، ونحن لسنا بحاجة إلى أن نُدرّب من ليس لديهم الموهبة، لأن لدينا نماذج عالية في الكتابة ولا نعاني أزمة في كتابة الرواية أو السيناريو.

مع وضد
وفي سياق النقاش أورد علاء النعيمي رئيس قسم الإنتاج الدرامي في أبوظبي للإعلام أنه في استراتيجياتنا نضع خطة في شهر رمضان وعلى مدار العام، وهناك الكثير من الروايات الجميلة يكون تحويلها إلى دراما أمراً غير ممكن، لأن مشكلتنا مع السيناريو تكمُن في كتابة السيناريو بشكل جيد، ونحن قدّمنا من خلال مبادرة «أرى روايتي» أعمالاً درامية وأتمنى أن تُقام ورش لكتابة السيناريو، وأنه من المهم أن يكون لدينا أربعة إلى خمس كتاب سيناريو للعمل في مسلسل واحد، لأن هناك مثلاً مسلسلات شهيرة كتبها مجموعة من كُتّاب السيناريو، وأتمنى أن يتحقق ذلك في السنوات المقبلة.
ولفتت رئيسة تحرير مجلة «زهرة الخليج» بشاير المطيري إلى أن الراوي من خلال كتابته للرواية يتحايل على الرقابة وعندما يتحول العمل الروائي إلى درامي يكون هناك تدخل من عناصر مختلفة مثل المخرج والمنتج وبقية العناصر الأخرى.
وتوجهت المطيري بسؤال إلى الكاتب سلطان العميمي: هل تحويل الرواية إلى عمل درامي يحد من مساحة النص المكتوب؟ وأجابها العميمي بأن حرية الكاتب موجودة وأن العمل الدرامي بلا شك هو إنتاج فكري ينتجه شخص مدرك بحقيقة النص الذي يريد كتابته، وأنه في حال تحويل الرواية إلى عمل درامي فإنني شخصياً على قناعة بأن كاتب السيناريو لديه الحرية في تحريك الشخصيات وفي إضفاء لمسته الخاصة بحيث يتخطى السيناريو النص الروائي الأساسي لكي يعبر عن الدهشة، وأنه في هذه الحالة يكون العمل الدرامي له خصوصيته.
وأشارت الكاتبة مريم الناصر إلى أن هذا الملتقى يحاول أن يجد الحلول بعد أن طرح العديد من الإشكاليات، وأنا أقترح بأن يكون هناك لجنة تختار النصوص لأن لدينا الكثير من الكُتّاب ودور النشر في الإمارات، وأن على المؤسسات أن تذهب إلى الكُتّاب وأن تختار الأفضل من أعمالهم الروائية لكي يتم تحويلها إلى أعمال درامية، وأن ورش السيناريو مهمة جداً ومن الضروري أن يتم احتواء الموهوبين في كتابة السيناريو ومن ثم إخضاعهم إلى دورات تُسهم في تطوير ملكاتهم الفردية وهو ما يعزز وجود كاتب السيناريو لديهم.

بحثا عن فرصة
وأوضحت الدكتورة وفاء أحمد إلى أن الروايات كثيرة، ومن الضروري أن يكون هناك فكرة رئيسة للرواية لكي يتم تحويل الرواية إلى عمل درامي، وأننا نحتاج إلى جهد كبير لكي يكون لدينا آليات محددة لصناعة كُتّاب سيناريو جدد من خلال الاهتمام بالموهوبين وتقديمهم بصورة أفضل، وذلك من خلال عمل الجوائز التي تشجعهم على البراعة في موهبتهم ومحاولة الاجتهاد وكتابة نصوص ذات جدوى في المجتمع.
وبيّنت سعادة الشامسي أن لدينا كُتّاب سيناريو وروائيين كُثر، لكن ليست لديهم الفرصة لكي يظهروا بالشكل المطلوب، وأن دور الملتقى أن يُعطي الفرصة لهؤلاء وكذلك القنوات الإعلامية والتلفزيونية، وكل ما هو معني بالاهتمام بالموهوبين من الأدباء، وأن المبادرات يجب أن تكون على مستوى الخليج، لأن تحويل الأعمال الروائية إلى درامية يحتاج إلى عدد من كُتّاب السيناريو الذين لديهم القدرة على التعامل مع الأعمال الروائية بشكل آخر، كما أننا لدينا وفرة في السوشيال ميديا التي تُظهر المشاهير، وأننا نحتاج أن يكون هناك مساحة خاصة للأدباء على مواقع السوشيال ميديا، لأن هذا يعزز من وجودهم في عالمنا العربي، وفي منطقة الخليج، حتى لا نعتمد على الأسماء المعروفة فقط في كتابة الروايات وفي كتابة المسلسلات، لأن لدينا موهوبين يستحقون الالتفات إليهم. وشكر الكاتب علي الحميري «أبوظبي للإعلام» على هذه الأمسية المهمة، وقال: «إن كتابة السيناريو تعتمد على احترافية كبيرة، وإن هذه الاحترافية تكون متوافرة إلى بعض الموهوبين، وإننا لسنا في صدد صناعة موهوبين، لأننا نحتاج إلى تنمية إبداعات الموهوبين في كتابة الرواية والسيناريو، وأن هناك الكثير من الأدباء الذين يمتلكون الموهبة الحقّة، لكنهم لم يحصلوا على الفرصة الكافية لكي يظهروا كتاباتهم، وأن من المفروض أن تكون هناك لجنة تقرأ كل ما يُكتب من أجل نشر الأعمال التي تستحق أن توجد بين الناس ويطلع عليها القراء».

الدعم والاستقطاب
ولفتت الإعلامية السعودية، والناشطة على مواقع السوشيال ميديا، لجين عمران، إلى أنها لاحظت أن هناك أفكاراً كثيرة في المجتمع، وأن دور الكاتب أن يلتفت إليها ويُعبّر عن الأفكار التي تتماهى مع قضايا المجتمع، ولكن بعض القصص التي تُكتب في الروايات تكون مفتوحة وعندما تتحول إلى أعمال درامية فإنها تقف أمام «مقص الرقيب».
وتوجه الناشر الإماراتي محمد المبارك بالشكر إلى أبوظبي للإعلام على تبني مثل هذه الملتقيات والمبادرات التي تشكل نقلة نوعية في الدراما والسرد، مشيراً إلى أنه لابد أن نخرج من عباءة التعامل مع العمل الروائي باعتباره رؤية فردية، ونقل العمل إلى متخصصين يعملون في إطار الفضاء الروائي، كما أن عمل السيناريست لابد أن يخرج من عباءة العمل الفردي إلى السيناريو الجمعي ومن ثم الخروج من الإطار الفردي الواحد من (روائي، سيناريست) إلى عمل مؤسسي يحول الأعمال إلى صناعة يتدخل فيها الروائي وفريق السيناريست، والناقد الفني، فضلاً عن استقطاب الدماء الجديدة من الروائيين الموهوبين والعمل على صقل مهاراتهم وإبداعاتهم، وتمكين فرق محترفة في مجال السيناريو الذين يمكن تدريبهم في الخارج، وتطوير مهاراتهم، وتحويل الأمر إلى صناعة وعمل مؤسسي.
وذكر الروائي سعيد البادي إلى أن المؤسسات المعنية بصناعة الدراما لها دور مهم في استقطاب الأعمال التي تستحق أن تتحول إلى أعمال يتم بثها على الشاشة، وأنه يرى أنه من الضروري أن تكون هناك لجان تعمل على إقامة ورش داخل هذه المؤسسات، تتبنى كُتّاب الرواية وكُتّاب السيناريو، مشيراً إلى أنه هناك حركة في الأعمال الروائية، وأن هناك الكثير من الكُتّاب الذين لديهم القدرة على كتابة أعمال ذات قيمة، وأنه لكي يتم تحويل هذه الأعمال إلى الدراما فإنه يجب أن تتوافر فيها شروط معينة حتى يتحقق لها النجاح.

دراما مغايرة
وتحدث الكاتب الإماراتي ناصر الظاهري فقال: «هناك مفاضلة بين الرواية والعمل الدرامي، وذكرتم أن ماركيز تحوّلت إحدى رواياته، وهي «الحب في زمن الكوليرا»، إلى عمل سينمائي بعد محاولات وإغراءات ظلّت 15 عاماً حتى قُدّمت إلى عمل سينمائي، وأعتقد أن رواية «100 عام من العزلة» سوف تتحول إلى عمل تلفزيوني أيضاً»، وعاد الظاهري بالذاكرة إلى الوراء حيث ثمانينيات القرن الماضي، عندما أشار إلى أنه في هذا المكان كُنّا مع شخصية إعلامية، وكيل وزارة الإعلام آنذاك عبد الله النويس، الذي ناقشنا معه حال الدراما المحلية وتحدّثنا عن هموم المشاريع الدرامية والرقابة واللهجة، لافتاً إلى أنه كان يريد أن يتحدث عن هذه الهموم.

ويرى الظاهري أن الدراما لكي تكون مغايرة يجب أن تكون من خلال أحداث تراكمية وأنه أنتجت الدراما الإماراتية مسلسلين في العام الماضي وكانا ناجحين لحد كبير، وكنّا نتمنى أن يتم مواصلة هذه النجاحات في الأعوام الأخرى. ويلفت إلى أنه لا بد من مد جسر من حرير بين الكُتّاب والمؤسسات المعنية لكي يكون العمل مشتركاً، موضحاً أنه عندما يشترك عدد من كُتّاب السيناريو في كتابة عمل واحد فإن هذا العمل لابد أن تشترك فيه الإنتاجات الضخمة مع توافر رأس المال، وأن ذلك لا يكون للأعمال البسيطة، لأنها لا تحتاج إلى عدد كبير من كُتّاب السيناريو، وأننا نجد مثلاً أن المسلسلات العربية قد تختصر معركة تاريخية في جملة، لكنْ في أوروبا هناك مخرجون متخصصون في إظهار تفاصيل المعارك التاريخية.

أدوات وقضايا
من جهتها، أوضحت الدكتورة فاطمة حمد المزروعي: «إن للرواية أدواتها وتقنياتها وعالمها، وكذلك للدراما، وهذا الملتقى هو محاولة للتجسير بين الدراما وبين الراوية، ولاحظت أن الحديث دار في هذا الملتقى عن قضية كاتب السيناريو، وهل يكون هو كاتب الراوية نفسه؟ وتطرق الحديث أيضاً عن علاقة الروائي بكاتب السيناريو، وأستحضر هنا مقولة نجيب محفوظ «إن علاقتي بالرواية تنتهي بالنص المكتوب»، مما يؤكد التدخل في النص الروائي يعتمد على علاقة الروائي بكاتب السيناريو وهل يتيح الروائي له الحرية تماماً بحيث يكون مغيباً أم يمكن أن يستشار»، وأضافت: «بالنسبة لي فأنا أرى أنه لا بد لكاتب السيناريو أن يلتزم بالخط الرئيس السردي للرواية، ويستطيع أن يضيف وأن يشكل، حيث إن هناك أعمالاً درامية أضافت للعمل الروائي جماليات كثيرة، وساعدت على انتشاره، حيث كانت هناك أعمال روائية مغمورة جداً، والعمل الدرامي أضاف لها الكثير، وبالنسبة لإقامة ورشات للتدريب على كتابة السيناريو فنحن في الإمارات بالذات نحتاج إلى العمل الدرامي، ونحتاج إلى وجود أكاديمية، أو مؤسسة، أو حتى تبدأ في المؤسسات الإعلامية، وفي الجامعات.

وأكدت الدكتورة فاطمة المزروعي أنها على النطاق الشخصي كتبت في الراوية لكنها لم تنشر، وأيضاً طلب منها مرة أن تكتب سيناريو، وأنها فكرت في الموضوع، لكن من دون اتخاذ خطوة ملموسة في هذا الشأن، وترى أن كتاب الإمارات في الروايات في تزايد، وعددهم كبير، لكن ليست كل الأعمال تصلح أن تتحول إلى أعمال درامية.

علي بن تميم: صناعة الدراما أولويتنا
خلال النقاش، تحدث سعادة الدكتور علي بن تميم، مدير عام أبوظبي للإعلام، قائلاً: أرحب بكم في هذا الملتقى الذي اخترنا له عنوان «الدراما والسرد».
وقال سعادته: «تواصل الشركة تعزيز صناعة الدراما العربية باعتبارها أولوية إعلامية ومسؤولية تتبناها عبر دعم العمل الفني المتميز الذي يرتقي إلى تطلعات الجمهور والمتابعين، وذلك بتوفير المنصة الإعلامية والإنتاجية القادرة على تبني أفضل الممارسات وتذليل التحديات للخروج بأعمال فنية يمكنها المنافسة وتلبية احتياجات الجمهور وأذواقهم على اختلافها».
وأضاف: «نفخر بالحضور الاستثنائي الذي شهده الملتقى من أهل الاختصاص، والذين ناقشوا جدلية تحويل الأعمال الروائية إلى مسلسلات درامية، وما لهذه العملية من تأثير إيجابي أو سلبي على جودة العمل الروائي عند إخراجه على الشكل الدرامي، وأفضل التجارب في نقل هذه الأعمال إلى الجمهور بالصورة التي تمنح كلا العملين حقهما الكامل من خلال إبراز جودة ومواطن قوة كل منهما».

وتابع سعادته نرحب في مبادرة «أرى روايتي»، ونحن بكل عمل سردي سواء كان رواية أو سيرة ذاتية أو سيرة غيرية، تكون فضاءه دولة الإمارات، سواء كتبه إماراتي أو عربي، أو سواء كُتب بأي لغة أخرى، لكن بشرط أن يكون فيه عنصر في سياق دولة الإمارات، بحيث يكون هذا الحضور مركزياً وجوهرياً في الروايات، ولدينا تخطيط ورؤية أن نُوسع هذه الدائرة إلى منطقة الخليج.
ورحب سعادة الدكتور علي بن تميم بأليسون كينغ المتحدثة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي كما تُعرّف نفسها بأنها تُحب المنطقة، حيث عاشت 20 سنة فيها ما يؤهلها لكي تقول كلمة في الموضوع.
وتحدثت أليسون كينغ فشكرت سعادة الدكتور علي بن تميم على هذه الدعوة الكريمة، وقالت: إنه شرف لي بأن أكون موجودة مع نخبة بارزة مع الكُتاب والفنانين العرب.
وأضافت: الفن العربي ليس معروفاً في الخارج لكن اعتقد الآن بدأت تتغير هذه النظرة، فعندنا الآن بعض النجوم المعروفين القادمين من العالم العربي مثل الفنان رامي مالك والمخرجة اللبنانية نادين لبكي والكاتبة العمانية جوخة الحارثي.. لافتة إلى أنه بالنسبة للغرب، هناك صورة نمطية عن الأعمال الدرامية العربية والخليجية، لكن هناك بحثاً مستمراً للمستجدات والأشياء الجديدة بخاصة أن بإمكاننا أن نبني جسوراً في الثقافات وأن تكون هناك نوعية في الإنتاج، وأن الإنتاج الدرامي بدأ يتحسّن كثيراً عن العقود الماضية، ونتمنى كل النجاح والتوفيق في أعمالكم المهمة.

إعلاميون ومثقفون وأدباء
شهدت الجلسة حضور ومشاركة فعاليات عدد من المفكرين والأدباء أبرزهم دكتورة فاطمة المزروعي، وأليسون كينغ، المتحدثة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وأفريقيا.

كما شارك عدد من المؤلفين والكتّاب والممثلين، بحضور عدد من مديري ومسؤولي «أبوظبي للإعلام» من ضمنهم عبد الرحمن عوض الحارثي المدير التنفيذي لشبكة قنوات تلفزيون أبوظبي، وطلال المزروعي المدير التنفيذي لدائرة الخدمات المساندة، وعبدالله بوعتابة الزعابي المدير التنفيذي للإذاعة، وحمد الكعبي رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر، وبشاير المطيري رئيسة تحرير مجلة زهرة الخليج، بالإضافة إلى الفنان الإماراتي سلطان النيادي، والإعلامية لجين عمران، والفنان باسم ياخور، والممثل الإماراتي جاسم الخراز، والمخرج والمنتج إياد الخزوز.

الاتحاد