الخط العربي له فنانوه الذين أبدعوا فيه، وجعلوا له بصمة خاصة بين كل لغات العالم، ومن هؤلاء البروفسور التركي مصطفى أوغور درمان، الذي ولد في عام 1935 في باندرما، درس في مدرسة حيدر باشا 1953، ثم أكمل دراسته وتخرج من كلية الطب، تخصص الصيدلة من جامعة إسطنبول 1960، درس التاريخ والفن الإسلامي وعمل في مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (أرسيكا)، رافق العديد من كبار الخطاطين وأساتذتهم أمثال ماجد إيرال الزهدي، ومصطفى حليم أفندي، درس خط (النستعليق) على الخطاط نجم الدين أوقياي ونال الإجازة منه، له العديد من الأعمال الموسوعية، وقد نشر ما مجموعه 247 دراسة من أهمها: «فن الإبرو والترخيم»، «فن الخط: تاريخه ونماذج من روائعه على مر العصور»، «الخط التراث الإسلامي الثقافي»، وله العديد من الأبحاث والمقالات نشرت في العديد من المطبوعات بمختلف اللغات كلها تهتم بفن الخط العربي والتاريخ الإسلامي.
يشير الدكتور مصطفى أوغور درمان أنه كتب أكثر من 500 مقالة على مدى 60 عاماً في مختلف مجالات الخط العربي، منها «تاريخ الخط العربي»، «صناعة الأحبار» و»الخطوط التجريدية».. ويضيف أنه قام بإعطاء محاضرات في الإمارات منذ أكثر من 20 عاماً، لذلك أصبح هناك ألفة بينه وبين الإمارات سواء داخل أبوظبي أو دبي أو الشارقة، لاهتمام دولة الإمارات دائماً بالثقافة والفنون ومنها الخط العربي ، حيث تحاول دائماً الإمارات، التي يعتبرها سبّاقة في هذا المجال وهو المحافظة على التراث وعلى الفنون الإسلامية بمختلف أنواعها، ويقول: وهذا نلاحظه جيداً من خلال إقامة الفعاليات والندوات المهمة، ومنها معرض دبي الدولي للخط العربي، وملتقى الشارقة للخط العربي.
وعن الخط العربي يقول أوغور درمان أنه مهم جداً، وهو يعدّ من أنواع الفنون التي اكتسبت شهرة واسعة منذ القدم، نظراً لجماله، وزخرفته الدقيقة، واستخدامه في زخرفة المساجد، والمدارس بالآيات القرآنية، والأدعية، والشعارات الإسلامية، بالإضافة إلى استخدامه في تزيين قصور السلاطين، والحكام، والأواني الفخارية، والصناديق الخشبية، وكذلك في العملات الذهبية، والأسلحة المختلفة التي يتمّ تزيينها بالآيات القرآنية والأدعية.
ويتابع: «معارض الخط بدولة الإمارات تشهد تطوراً ملحوظاً كل عام، وأصبحت ميداناً واسعاً تحقق من خلالها انفتاح هـذا الفـن على آفاق من الإبداع والرؤى التي تعنى بتحقيق الأبعاد الجمالية، ما أتاح للخطـاطين تحقيق منجزات خطية فنية واسعة، وأصبح الخطاطون المجودون يتبارون فـي ابتكار التراكيب الخطية الرصينة. وما يميز معارض الإمارات، إنها تضم الكثير من الخطاطين على مستوى العالم، وأصبحت هدفا ومطمحا ومطمعا لكل خطاط أن يشارك فيها.
ويضيف: في الخط العربي، يوجد مقومان أساسيان هما: الجمال والإيمان، خاصة أن هذه المعارض تعتبر تظاهرة ثقافية وفنية فريدة، يطمح للمشاركة بها كل فنان ومبدع، باعتبارها جسرا ثقافيا، ونقطة التقاء روافد الثقافة والفن، كما أنها من المنصات المهمة التي تتيح تبادل التجارب والخبرات.
وردا عن سؤال هل فن الخط موهبة فقط، أم من الممكن أن يتعلمه الشخص؟ أكد الدكتور مصطفى أوغور درمان أن معظم الفنون بما فيها الخط يعتمد على الموهبة في الأصل، وإن أهم ما يميز فن الخط عن سائر الفنون هو حاجته إلى الصبر وطول النفس بالإضافة إلى الموهبة، فإذا كنت موهوباً وحاولت الاستعجال قبل الأوان قد تعاقب بالحرمان من هذا الفن، مضيفاً إن هذا الفن يحتاج أيضا إلى التمرين والمواظبة على التعلم بصفة مستمرة وليس لفترة مؤقتة.

الاتحاد