طالب الأولمبياد الخاص الإماراتي المجتمع الدولي بتعظيم الاستفادة من قوة المجال الرياضي من أجل إحداث نقلة نوعية في الاندماج المجتمعي لأصحاب الهمم من ذوي الإعاقات الذهنية، وذلك خلال مشاركته في أعمال الدورة الثانية عشرة لمؤتمر الأمم المتحدة للدول الأعضاء في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الذي أقيم بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.

ومن خلال تمثيلها للوفد الإماراتي، أكدت البطلة الرياضية شيخة القاسمي الدور الرئيسي الذي يلعبه الأولمبياد الخاص الإماراتي في تعزيز جهود الاندماج المجتمعي على مستوى الدولة من خلال التدريب الرياضي المشترك وتبادل خبرات المنافسة في المسابقات الرياضية المختلفة.

وبهدف تسليط الضوء على ثقافة الاندماج التي ترسخت في الإمارات، استعرضت شيخة القاسمي – خلال كلمتها – تجربتها الرائدة في الاندماج للأشخاص من ذوي الإعاقات الذهنية، بصفتها عداءة الشعلة وإحدى عضوات لجنة التحكيم في دورة الألعاب العالمية التي أقيمت في أبوظبي خلال شهر مارس من العام الجاري.

وبالحديث عن مشاركة منتخب الإرادة الإماراتي في الألعاب العالمية ..

وصفت القاسمي الألعاب العالمية بالمنصة المبتكرة التي ساهمت في عرض جهود الأولمبياد الخاص الإماراتي في تغيير حياة الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية من خلال الأنشطة الرياضية .. مؤكدة أن المشاركة في هذا المحفل الرياضي العالمي مهد الطريق لمبادرات جديدة ساهمت في تعزيز جهود الاندماج والروح الإيجابية تجاه أصحاب الهمم، خاصة من ذوي الإعاقات الذهنية.

وكان الفريق الإماراتي قد قدم عرضا استثنائيا للمواهب الرياضية في الألعاب العالمية، حيث حصد أبطال الإمارات 182 ميدالية، كأكبر وفد رياضة مشارك في دورة الألعاب العالمية، مكون من 497 عضوا منهم 297 رياضيا في جميع الفئات.

ولتحقيق أهداف اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والتنمية المستدامة للأمم المتحدة .. شددت شيخة القاسمي على ضرورة إدراج الأفراد ذوي الإعاقات الذهنية كمستفيدين ومؤثرين، لهم نفس الفرص والحقوق التي يتمتع بها الأشخاص الأسوياء.

كما حثت القطاع الخاص على الانضمام إلى مساع الأولمبياد الخاص لإنشاء مجتمع مندمج، والمساهمة في إيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي يواجهها أصحاب الهمم، موضحة أن الألعاب العالمية في أبوظبي سلطت الضوء على الدور الرئيسي لشركاء القطاع الخاص في هذا المجال بتعاونهم في الجهود المبذولة من أجل تمكين أكثر من 7500 شخص من ذوي الإعاقات الذهنية من أكثر من 190 دولة حول العالم.

وحول انطباعها عن تلك المشاركة التي تتم لأول مرة على هذا المستوى .. أكدت شيخة القاسمي في تصريح لوكالة أنباء الإمارات ” وام” أهمية المشاركة الإماراتية خاصة أنه تم عرض تجربة الإمارات الناجحة في استضافة أكبر حدث عالمي لأصحاب الهمم في التاريخ.. لافتة إلى أن هذا الحدث صنع حراكا مجتمعيا كبيرا ساهم في خلق بيئة جديدة تساعد على دمج أصحاب الهمم في المجتمع، وهو الأمر الذي لقي إشادة من كل الحضور، وما تحقق من حضور قوي وإيجابي في هذا المؤتمر الكبير يكمل النجاحات الكبرى التي حققناها في التنظيم، منوهة بدور سفارة الدولة لدى الأمم المتحدة.

وأضافت “اطلعنا على بعض تجارب الدول الناجحة في دمج أصحاب الهمم، وآليات تدريب الأسر على أن يكونوا أكثر فخرا بأبنائهم وأكثر انفتاحا بهم على المجتمع” .. مشيرة إلى أنها تحلم بتحقيق المزيد من النجاحات كمدربة للكاراتية والجوجيتسووأنها ستستعد للمشاركة في الأولمبياد الشتوي بالسويد في منافسات التزحلق على الجليد كونها في المرحلة الرابعة من تعلم هذه الرياضة حاليا.

أما عن اللحظات التي لا تنسى بالنسبة لها في دورة الألعاب العالمية .. أكدت أن الأسبوع الذي رافقت خلاله الشعلة من اليونان إلى الإمارات وحملها في جولة لمدة أسبوع للطواف بها في كل إمارات الدولة سيبقى في ذاكرتها.

وتعقيبا على مشاركة شيخة القاسمي في المؤتمر .. أعرب طلال الهاشمي المدير التنفيذي لمؤسسة الأولمبياد الخاص الإماراتي عن فخره بالمشاركة المشرفة لدولة الإمارات في هذا المؤتمر العالمي برئاسة الوفد الإماراتي من قبل معالي حصة بنت عيسى بو حميد وزيرة تنمية المجتمع ومشاركة الرياضية الإماراتية شيخة القاسمي لتنقل الصورة المشرفة والفريدة من نوعها لتجربة دولة الإمارات في دعم وتمكين أصحاب الهمم على الأصعدة كافة .. مضيفا نحن اليوم نحمل إرث الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص لما لها من أثر كبير في تغيير فكر المجتمع وإحداث نقلات نوعية غير مسبوقة في تحقيق الدمج المجتمعي الشامل وحصول أصحاب الهمم على جميع حقوقهم.

يذكر أن الجمعية العامة لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، تم اعتمادها بقرار 61/106 الصادر في 13 ديسمبر 2006 ودخلت حيز التنفيذ في 3 مايو 2008 وعقدت حتى الآن 11 دورة لمؤتمر الدول الأعضاء في الاتفاقية بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.

وتلتزم مؤسسة الأولمبياد الخاص الإماراتي بترسيخ ثقافة الاندماج المجتمعي في دولة الإمارات من خلال البرامج التدريبية وورش العمل المخصصة للمدربين والعائلات والمتطوعين، إضافة إلى مجموعة البرامج المبتكرة مثل برنامج “الرياضيون الصغار”، وبرنامج ” الرياضيون الأصحاء”، ومنتدى العائلات، والبرامج الصحية للاعبين، وبرنامج أبطال المدارس الموحدة.

وام