رغم وجود العشرات من المهرجانات السينمائية العربية، التي تقام في العديد من الدول العربية، إلا أن غالبيتها تركز في مسابقاتها الدولية على الأفلام الأجنبية، وتضم القليل من الأفلام العربية في منافساتها الرسمية، ورغم تخصيص هذه المهرجانات أقساماً خاصة بالأفلام العربية، إلا أن الاهتمام بها من الناحية النقدية والجماهيرية يأتي في مراحل متأخرة عن المسابقات الدولية، التي تنال نصيب الأسد من الاهتمام والتغطية، ومن ثم الجوائز المادية والعينية الممنوحة للأفلام الفائزة.
ويقام حالياً، المهرجان الدولي للفيلم العربي في مدينة مكناس المغربية، في دورته الأولى «14 إلى 21 يونيو الحالي»، ويعد أول تظاهرة ثقافية دولية تعنى بالسينما العربية، ليساهم في ترسيخ الثقافة السينمائية، وتهدف مثل هذه التظاهرات الفنية والثقافية إلى الرفع من المستوى الابداعي والسينمائي بالمنطقة، كما تشكل مناسبة للجمهور وعشاق الفن السابع، لاكتشاف أفلام عربية جديدة تناقش وتعالج مختلف القضايا العربية، والاحتفاء بفن السينما العربية الذي يتمتع بشعبية واسعة، جعلت منه وسيلة مثالية لتعزيز التواصل الثقافي والتلاقي بين الفنانين والمبدعين والمخرجين والمثقفين بالمنطقة.
وقال رئيس المهرجان، الناقد حسن الروخ، إن انطلاق فعاليات المهرجان الدولي للسينما العربية بمكناس في دورته الأولى، لم يأتِ محض مصادفة، بل إن مصدره هو ذلك البحث العميق والتفكير لأجل التلاقي الجميل والمقصود بين مهرجان كبير وسينما عربية مقتدرة تعد بالكثير، وأن ولادة المهرجان تزامنت مع ما عرفته السينما المغربية والعربية في بدايات هذا القرن من نهضة حقيقية، ومن هنا تبدو ضرورة خلق جسور بين سينما الدول العربية، وإيجاد علاقة بين المهرجان الدولي للفيلم العربي والإنتاج السينمائي الوطني والعربي.
وأشار إلى أن المهرجان ينفتح في دورته الأولى على عدة دول عربية، وعلى التكوين السينمائي والسمعي البصري، من خلال الورشات والندوات والموائد المستديرة، وسيعمل على خلق سوق عربية للفيلم، لخلق الحوار والنقاش العميق لمستقبل السينما العربية بين المنتجين والمبدعين العرب.
وقال مدير المهرجان، إدريس الروخ، إن المهرجان يؤسس لمفهوم الانفتاح على الإنتاجات السينمائية العربية ذات الجودة في كل أشكال الإبداع السينمائي، على مستوى السيناريو والتشخيص والصورة والإخراج، من أجل الابتعاد عن المألوف من الأعمال المستهلكة والتجارية، خصوصاً وأن السينما جزء لا يتجزأ من ثقافة المجتمع، مؤكداً قدرة المهرجان على خلق نقاش جاد حول ماهية السينما بشكل خاص، وماهية الثقافة بشكل عام، مع تسليط الضوء على القضايا الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، التي تهم المواطن العربي.
وقال الناقد الدكتور، وليد سيف، إن المهرجان شهد عدداً من الندوات والنقاشات التي أكدت على ضرورة إظهار الهوية العربية داخل جميع الأفلام العربية، التي يتم إنتاجها من المحيط إلى الخليج، مشيراً إلى أن المتحدثين أوضحوا أن هوية السينما العربية في الماضي والحاضر ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالسينما المصرية، التي كانت وما زالت عبارة عن توثيق فاعل لأهم القضايا العربية والمصرية، وخصوصاً أنها قدمت العديد من النجوم العرب داخل إبداعها السينمائي، والذين أصبحوا نجوماً معروفين على الساحة الفنية.
يذكر أنه عرض في المهرجان العديد من الأفلام العربية، منها المصري «ليل خارجي»، والسوري «أمينة»، والإماراتي «ولادة»، والتونسي «شيطان القايلة»، والمغربي «طفح الكيل»، واللبناني «يوم ببيروت»، والجزائري «دم الذئاب»، والكويتي «سرب الحمام».
الاتحاد