وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بعلاج فتحي كميل نجم الكرة الكويتية السابق «الفارس الأسمر»، الذي قدم الكثير للكرة الكويتية لسنوات طويلة، وساهم برفع علم الكويت في الكثير من المناسبات الدولية والآسيوية والخليجية، بعدما تعرض لوعكة صحية ومشاكل في القلب.
وجاءت توجيهات سموه بعدما غرد الزميل الإعلامي الكويتي مرزوق العجمي على حسابه الشخصي بـ «تويتر»، مناشداً صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بعلاج فتحي كميل، مثلما اعتاد سموه على مساندة ودعم نجوم الخليج الذين نالت منهم الظروف، وكتب العجمي: «شعور بالألم ونحن نرقب علاج الفارس الأسمر فتحي كميل، أتمنى على صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إنقاذ الموقف والتكفل بعلاجه، كما عوّد نجوم الخليج الذين نالت منهم الظروف».
ولاقت توجيهات سموه بعلاج فتحي كميل بالخارج ردود فعل كبيرة على الساحة الرياضية الكويتية والخليجية والعربية، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي إشادات واسعة لتوجيهات سموه، خاصة أن أيادي سموه البيضاء واضحة على الرياضة الخليجية والعربية في كل الألعاب، مؤكدين أن ما قدمه سموه سيكون له رد فعل كبير ليس فقط على فتحي كميل الذي قاد الكرة الكويتية للمجد لسنوات طويلة، بل على أسرته التي عانت كثيراً خلال الفترة الماضية.
ويعد الفارس الأسمر فتحي كميل ضمن كوكبة من النجوم الذين كتبوا التاريخ الناصع لكرة القدم الكويتية، كان يعتبره المدرب البرازيلي الشهير زاجالو موهبة استثنائية في الملاعب، ولهذا كان يترك له حرية التحرك في الملعب، معتمداً على مواهبه ومراوغاته واستعراض مهاراته، فكان لا يوجهه في الملعب، وقال عنه البرازيلي كارلوس البرتو: «الفرق بين فتحي وبيليه هو أن الأخير يسجل الأهداف بينما يفتقد فتحي هذه الميزة».
وشارك كميل في الفوز بكأس الخليج الثالثة العام 74، ومن ثم الفوز بكأس أمم آسيا في الكويت العام 80، والتأهل إلى أولمبياد موسكو 80، وكتب شهادة ميلاده مع المنتخب العام 74، حيث تألق وسجل 4 أهداف، وأحرز لقب هداف كأس آسيا السادسة في طهران العام 76، وسجل هدفين في مرمى العراق في مواجهة «ايريامهر».
وتعتبر مباراة «الأزرق» مع أستراليا في تصفيات مونديال 1978، والتي جرت في سيدني يوم 16 أكتوبر 77 من المباريات التاريخية لفتحي كميل، حيث أحرز هدفاً يدرس للأجيال الحالية من كرة ثابتة، علاوة على صناعته هدفاً لعبدالعزيز العنبري، وفاز الأزرق 2/ 1، ولعب كميل ما يقارب 85 مباراة دولية، و170 مباراة مع نادي التضامن، وسجّل ما يقارب 110 أهداف، واعتزل اللعب دولياً يوم 21 فبراير 87 أمام العراق، وفاز الأزرق 2/صفر.
كان فتحي كميل وفياً لناديه التضامن، ولم تغره العروض الخيالية للانتقال للأندية الكبيرة، وتألق وأعطى وبزغ نجمه، وعلت موهبته وودع المستطيلات الخضراء.
وأطلق عليه الفارس الأسمر لما كان يمتلك من مهارات فنية عالية، جعلته مهاجماً من طراز فريد يجيد المراوغة ويعشق إحراز الأهداف، جمع بين الموهبة والمهارة الفنية التي أمتع بها الجماهير الكويتية أيام العصر الذهبي.
العجمي: محمد بن زايد.. صاحب الأيادي البيضاء
قال الإعلامي الكويتي مرزوق العجمي، إن قرار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بعلاج اللاعب الدولي السابق الكويتي فتحي كميل، تمثل مبادرة نبيلة وغير مستغربة من صاحب الأيادي البيضاء والقلب الكبير، في التجاوب مع الحالة الصحية للاعب كميل، مضيفاً: «لم نستغرب سرعة التجاوب الذي يعكس الشخصية الرائعة لهذا القائد الملهم الذي سبق أن بادر بعلاج الكثير من الرياضيين».
وتابع: «كانت هناك تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» من أحد الزملاء الإعلاميين تتحدث عن الحالة الصحية الحرجة للاعب فتحي كميل، وقمت بكتابة تغريدة عن الوضع الصحي للاعب إثر إصابته بجلطة، إلى جانب مشكلة صحية في القلب والرئة، وكان الوضع صعباً بسبب هذه التطورات المهمة في حالة اللاعب الدولي السابق، وكنت أعرف قيمة هذا الرجل والجوانب الإنسانية الرائعة من خلال المبادرات الكبيرة التي تعكس أياديه البيضاء».
وأوضح أن كرة القدم تجمع ولا تفرق، وهي معنية بالمعطيات الجميلة والإيجابية، خصوصاً أن العالم أصبح غرفة صغيرة نستطيع من خلالها الإحاطة بكل الظروف الخاصة بالرياضيين، وسعادتي كبيرة بما حدث من تجاوب من قبل سموه.
وأضاف العجمي: «ما حدث بالنسبة للاعب فتحي كميل من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أشعرني بالسعادة التي ستظل خالدة في ذاكرتي وذاكرة كل الرياضيين إلى الأبد، لأن هذا الموقف الرائع يجسد قيم التواصل والتعاضد بين أفراد المجتمع، خصوصاً في المجال الرياضي، والمطلوب تطويع وسائل التواصل الاجتماعي بما يخدم الأهداف الإنسانية والجيدة في المجتمع أكثر من الأمور الأخرى الخاصة بالتراشق الذي يحدث في بعض الأوقات».
وكشف مرزوق عن التجاوب الكبير الذي حظيت به المبادرة الإنسانية الكبيرة من صاحب السمو ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، من قبل الوسط الرياضي والأوساط المختلفة في الكويت وخارجها وأسرة اللاعب، تعبيراً عن التقدير لسرعة التجاوب من سموه، وهو ما يأتي تأكيداً لما أعلنته الإمارات باعتبار 2019 هو عام التسامح والمحبة، وتجسده واقعاً مهماً وكبيراً من خلال مثل هذه المبادرات من القيادة الرشيدة للدولة.
وشدد مرزوق على أهمية تفعيل المبادرة الخاصة بصندوق قدامى الرياضيين، لأهميته في متابعة أحوالهم والإحاطة بهمومهم، وكل الأمور التي تعتريهم، أو تؤثر في صحتهم وأحوالهم المختلفة، انطلاقاً من التعاون والمحبة بين الرياضيين في الوسط الرياضي ضمن المعطيات التي تؤكد أهمية التعاون والتعاضد لكل ما يمكن أن يمثل جوانب الخير والمحبة في المجتمع.
العصفور: استجابة ليست بالغريبة
وجه صالح العصفور مدرب السالمية والمنتخب الكويتي السابق، الشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على دعمه للرياضة والرياضيين ليس فقط في الإمارات بل في الخليج والوطن العربي، وقال: «باسمي واسم كل الرياضيين في الكويت أتوجه بالشكر إلى سموه، على هذه المبادرة التي ليست بغريبة لأن سموه له أيادٍ بيضاء في كل المحافل، ودائماً يسعدنا بمبادراته». وأضاف: «ما أثلج صدورنا هو الاستجابة السريعة من سموه، وهو تأكيد على أن الإمارات والكويت شعب واحد، كما أن استجابة سموه لـ «تغريدة» على مواقع التواصل ويوجه بعلاج رياضي ترك بصمة في الملاعب الكويتية والخليجية، ما هو إلا تأكيد على أنه سموه راعي الرياضة والرياضيين، كما أن هذه المبادرة دائماً ما يكون لها أثر إيجابي.
جاسم يعقوب: فرصة للاهتمام بالرياضيين
أعرب جاسم يعقوب نجم الكرة الكويتية السابق، عن سعادته بهذه المبادرة التي ليست بغريبة على شعب الإمارات، وقال: « هذه المبادرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، هي مبادرة لي لأنني من جيل فتحي كميل، ولعبنا معاً، وأيضاً تمس كل الرياضيين القدامى في الكويت».
وأضاف: «الرياضة دائماً تجمع الكل تحت مظلة واحدة، ومبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تأكيد على جمع السياسة والرياضة في ملعب واحد، كما أن المبادرة لها صدى كبير، في الشارع الرياضي الكويتي، وقد تلقيت كثيراً من الاتصالات على هذه المبادرة، التي أثلجت قلوب الرياضيين والشعب الكويتي، وأتمنى أن يتم استثمار هذه المبادرة في تفعيل الاهتمام من قبل القيادات بالرياضيين، حتى تستمر هذه المبادرات وليست حالات فردية.
الاتحاد