أكدت دراسة حديثة لرابطة مشغلي شبكات الهاتف المتحرك (GSMA) أن شبكة الجيل الخامس تستخدم نطاقات ترددية آمنة على الصحة العامة، وفق إفادات وكالات الصحة العالمية الموثوقة.
وأفادت الدراسة، التي حصلت «الاتحاد» على نسخة منها، بأن الجيل الجديد من تكنولوجيا الهواتف المتحركة «5G» يغير قطاع الاتصالات المتحركة، ويحدث العديد من التغييرات في الطريقة التي نعيش بها، مشيرة إلى أن الجيل الجديد يعمل بإشارات الراديو المستخدمة في تقنية الاتصالات الحالية، ويخضع لنفس إرشادات السلامة الدولية التي تحمي الجمهور والبيئة.
وقال جواد جلال عباسي رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في رابطة GSMA لـ «الاتحاد» إن الترددات وإشارات الراديو المستخدمة في تقنيات الخدمة الخلوية تخضع منذ عقود لدراسات علمية شاملة.
وأوضح أن الترددات المستخدمة في تقنية الجيل الخامس مشابهة للترددات المستخدمة في التقنيات الحالية، وتخضع لنفس معايير الأمان الدولية التي تحمي كل الأفراد والبيئة وهذا ينطبق على كل الترددات المقترحة للاستخدام في تقنيات الجيل الخامس.
وبدأت اتصالات مؤخراً العمل على نشر 1000 محطة تغطية للجيل الخامس فيما أشارت شركة دو إلى نشر 700 لتغطية مناطق بجميع إمارات الدولة قبل نهاية العام، كما تعاونا مع عدد من المصنعين العالميين لأجهزة الهاتف المتحرك في طرح أجهزة الهواتف المتحركة المتوافقة مع تقنية الجيل الخامس.
وقال المهندس سليم البلوشي، الرئيس التنفيذي للبنية التحتية لشركة «دو» التابعة لشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة لـ«الاتحاد»: إن الجدل العالمي المثار حول تأثيرات مزعومة لشبكات الجيل الخامس على الصحة العامة، لا يعكس حقيقة الوضع القائم في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تستخدم نطاقات هي «2.6 جيجا هيرتز»، و«3.5 جيجا هيرتز» وهي نطاقات آمنة معمول بها بالفعل لشبكات الجيل الرابع.
وفيما يتعلق بوصول سرعة الاستجابة إلى 1 ملي ثانية، وهو الزمن الذي يستغرقه إرسال الطلب إلى الشبكة وتجاوبها والتحويل إلى الموقع المطلوب، فإن هذه الخاصية ستكون متوافرة في المرحلة التالية من شبكات الجيل الخامس.
وفيما يخص استخدام شبكات الجيل الخامس لـ«الموجات المليمترية» وهي إشارات ذات ترددات عالية تصل إلى 300 جيجا هيرتز، قال البلوشي: إن الترددات التي تستخدم مستقبلاً في حدود 24 جيجاهيرتز.
وأكدت دراسة (GSMA) أن شبكات الجيل الخامس تمثل تقنية تطورية متنقلة تدعم العديد من الإمكانات الجديدة، تم تصميمها لدعم التطبيقات المتعلقة بإنترنت الأشياء، حيث يتميز هذا النوع من الشبكات بسرعات نقل بيانات فائقة، ووقت استجابة عند حدود 1 ملي من الثانية فضلاً عن تمتعه بالموثوقية العالية.
وأضافت أن شبكات الجيل الخامس توفر حياة أكثر ذكاء وأكثر ملاءمة لإنجاز الأعمال، حيث تنمو شبكات «5G» الأولية التي تم إطلاقها في 2018 إلى حوالي 15% من الاتصالات العالمية بحلول عام 2025. وأشارت إلى أن شبكات الجيل الخامس تخضع لإرشادات السلامة الدولية الحالية والتي تغطي إشارات الراديو المستخدمة من قبل التقنيات المتحركة، والتي تم دراستها على نطاق واسع لعدة عقود لضمان حماية جميع الأشخاص (بما في ذلك الأطفال).
وأكدت الدراسة أن وكالات الصحة العامة في أستراليا والاتحاد الأوروبي والنرويج وألمانيا، أكدت سلامة الجيل الجديد من الشبكات وعدم وجود مخاطر صحية.
ولفتت الوكالة الأسترالية للحماية من الإشعاع والسلامة النووية (ARPANSA) إلى أنه على الرغم من أن شبكة الهاتف المتحرك «5G» جديدة، تم وضع حدود لمعايير السلامة، مع تفهم الحاجة إلى مزيد من البحث.
ومن جهتها، أكدت المفوضية الأوروبية أن حدود التعرض الصارمة والآمنة للحقول الكهرومغناطيسية الموصى بها على مستوى الاتحاد الأوروبي، تنطبق على جميع نطاقات التردد المتوخاة حالياً للجيل الخامس. وأوضحت الهيئة النرويجية لحماية الإشعاع «DSA» أن القياسات الحالية التي تم إجراؤها في عام 2019 تؤكد أن إجمالي التعرض من أجهزة الإرسال المحمولة والإذاعية، التي يتم التعرض لها، ضعيف وأقل بكثير من حدود ما هو ضار بالصحة، مضيفة: «ليس لدينا أي سبب للاعتقاد بأن إدخال شبكات الجيل الخامس تغير من الوضع». وأكدت الوكالة الألمانية أنه لا يوجد دليل موثوق علمياً على وجود خطر على الحيوانات والنباتات المعرضة للإشارات اللاسلكية عند المستويات المشار إليها، التي تأتي ضمن حدود في المبادئ التوجيهية الدولية.
وخلصت الرابطة إلى أن نشر محطات الجيل الخامس يتم حالياً بترددات مماثلة لشبكات الجيل الرابع من شبكات الهاتف المتحرك الجيل الثالث «3G»، والجيل الرابع «4G» وشبكات واي فاي، ما يعني أيضاً أن الكثير من مواقع الهوائيات الحالية يمكن استخدامها للجيل الجديد من الشبكات اللاسلكية.
الاتحاد