مشاهد مؤثرة تبث جرعة عالية من التشويق والإثارة، تهدف في جوهرها إلى توعية المجتمع بواقع العنف الأسري، ضمن رؤية سينمائية جديدة، حملها الفيلم الاجتماعي القصير «A Dark Tale»، الذي أطلقته الممثلة والمنتجة الهندية الشهيرة زينوفار فاطمة، وتم عرضه، أمس الأول، في إحدى قاعات فندق ماريوت الجداف بدبي، وسلطت من خلاله زينوفار عدستها على كواليس العنف الأسري، بصفته قضية ملحة تعبر عن واقع مؤلم.

تحريف للواقع
تعليقاً على رسالة الفيلم، قالت زينوفار: إن البعض لا يزال يصف حالات العنف الأسري بأنها مجرد «مشاكل عائلية»، وينبغي أن تبقى سراً بين الزوجين، في حين أن هذا ليس إلا تحريفاً للواقع، خاصةً مع القول الشائع الذي تُجبَر النساء على تصديقه، وهو بأن الحب والألم أمران متلازمان، ونادراً ما تتم مناقشة هذا الموضوع رغم انتشاره الواسع، فلا حدود عمرية أو عرقية أو اقتصادية للعنف المنزلي الذي يمثل مصدر قلق تجب معالجته، ويهدف فيلم «A Dark Tale» إلى تعرية هذه القضية الحساسة والخوض في خباياها».
وأشارت زينوفار إلى أن الفيلم يتناول يوماً في حياة شاب وفتاة يبدو أنهما يعيشان حياة زوجية مثالية، ويدور بينهما نقاش عادي بسيط في المنزل سرعان ما يتحول إلى خلاف، وعندها يبدو جلياً أن الزوج يعاني من مشاكل خطيرة في ضبط النفس والسيطرة على الغضب، لكن المشاهد التالية تكشف عن المأساة وتصور بدقة رعب العنف الزوجي المنزلي.

قصص ملهمة
حقق هذا الفيلم حلم زينوفار في إثراء النقاش العام حول العنف الأسري الذي لا يجب التغاضي عنه بسهولة، معتبرة أن التساهل في هذا الأمر ولو لمرة واحدة قد يؤدي إلى تصاعد الإساءة وتكرارها بمستويات أكثر شدة، ولا بد أن يكون هدفنا الأسمى بناء علاقة زوجية صحيّة مبنية على الاحترام بين الرجل والمرأة؛ لأن الزواج أساس بناء الأسرة التي تمثل بدورها حجر الأساس للمجتمع.
وتلعب زينوفار في غالب الأحيان دوراً تمثيلياً في الأفلام التي تقوم بإخراجها، لتضمن تنفيذ رؤيتها الإخراجية على أكمل وجه، وقالت زينوفار إنها دائماً تحرص في أفلامها القصيرة على بث رسائل الإلهام في وجدان المجتمعات، معتبرة أن السينما تقدم دروساً وقصصاً ملهمة تساهم في نشر قيم الخير والعطاء، وتعزيز قيم التسامح والتعايش، وأضافت زينوفار أنها تركز على قوة الإيمان وقوة الفكر وتصحيح القيم الخاطئة، وتسعى إلى نشر طاقة جبّارة وطمأنينة روحية عبر لوحاتها السينمائية الهادفة، لتكون بمثابة شعاع نور ونافذة أمل تفتح أبواب الخلاص نحو السعادة والرضا والخير.

بساطة في الطرح
ولفتت إلى أن رسالتها في أفلامها تعتمد على أسلوب البساطة في الطرح والفكرة، وتواظب على مناقشة قصص مجتمعية مهمة في غضون دقائق معدودات، لقناعتها بأن اللقطة الواحدة قادرة على تحمل الكثير من الرسائل والأفكار التي يكون مفعولها قوياً ومؤثراً في الذهن والوجدان؛ لذلك فإنها تعمل كثيراً على صناعة المشهد بتنقيات فنية وصياغة إنتاجية مبدعة سواء في تأثير الصورة أو جماليات التأثير.

دبي.. «استوديو مفتوح»
أطلقت زينوفار مؤخراً الفيلم القصير «بارو 2» والذي تم تصويره في صحراء دبي، ويسرد قصة جميلة عن قوة الإيمان الصادق والعبادة كأداة روحية مشتركة بين جميع المعتقدات، ودور ذلك في تحقيق الطموحات بغض النظر عن مدى إمكانية ذلك، وتعتبر زينوفار أن دبي تمثل استديو مفتوحاً لتصوير الأعمال السينمائية، لما تتمتع به من أجواء وعناصر جمالية متنوعة بين الصحراء والبحر والجبل، حيث إنها تهتم في كل أفلامها بإبراز جمال دبي من منظور فني بكل إرثها وعراقتها وتطورها الحضاري.

الاتحاد