بدأ رائدا الفضاء الإماراتيان هزاع المنصوري وسلطان النيادي مؤخراً تدريباتهما الخاصة بتجربة ارتداء «بدلة السوكول» و«كرسي السويوز» في موسكو.
وذلك استعداداً لانطلاق رحلة أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، والتي سيقوم بها هزاع المنصوري في الـ 25 من سبتمبر المقبل.
وسبق هذه التدريبات العديد من التجارب والاختبارات التي خاضها الرائدان خلال الشهور الماضية، من بينها التدريب على ارتداء بدلة الفضاء «سوكول» التي يبلغ وزنها 10 كيلوغرامات في غضون 25 ــ 30 ثانية فقط.
حيث ظهر الرائدان في مقطع فيديو مصور وهما يلتقطان خلال هذه المدة القصيرة لوحاً يزن 50 كيلوغراماً، وذلك لمحاكاة التعامل مع المعدات والأدوات في بيئة العمل في محطة الفضاء الدولية.
وتم أخذ مقاسات تفصيلية لأجسامهما حتى يتم تصميم بدلة «سوكول» وكرسي رائد الفضاء في مركبة السويوز، وهو إجراء ضروري لضمان السلامة، فيما شملت التدريبات المكثفة أيضاً التواجد بغرفة الضغط التي تحاكي الارتفاع عن سطح البحر بـ 5 و10 كيلومترات، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض الضغط الجوي ونسب الأوكسجين في المعدلات الطبيعية.
تعامل
وشهدت الفترة الماضية أيضاً تدريبات نوعية تساعدهما على كيفية التعامل في حال التواجد في بيئة مائية كالبحار، فضلاً عن الاختبارات القوية التي خاضاها طوال الشهور الماضية ومن ضمنها، اختبار الطرد المركزي .
حيث تعرضا إلى قوة جاذبية تصل إلى 8 أضعاف وزنهما الطبيعي، ويستخدم جهاز الطرد المركزي لمحاكاة الدفع الكبير لرواد الفضاء نحو مقاعدهم، وخصوصاً عند انطلاقهم بسرعة نحو الفضاء ومرحلة العودة، وصممت هذه التجارب للتدريب على التكيف مع حالات نقص الأوكسجين في الدماغ، ومنع فقدان الوعي بسبب قوة التسارع الضخمة التي يتعرضون إليها.
وتلقى الرائدان كذلك بعضاً من التدريبات القاسية التي ساعدتهم في تعلم كيفية البقاء على قيد الحياة في درجة حرارة متدنية تصل لـ 10 درجات تحت الصفر، وذلك في إحدى غابات شمال شرق العاصمة الروسية موسكو.
حيث تعرضوا في فبراير الماضي لهذه التجربة القاسية التي تهدف إلى تزويد رواد الفضاء بعدد من المهارات التي تمكنهم من البقاء لـ3 أيام على الأقل في بيئة بالغة القسوة، في حال انحراف كبسولة الهبوط عن مسارها واضطرارها للهبوط في مناطق أو غابات غير مأهولة شديدة البرودة.
وذلك باستخدام معدات وأجهزة موجودة على متن الكبسولة. وتعلم المنصوري والنيادي خلال التدريبات كيفية الخروج من الكبسولة بطريقة صحيحة، وبناء مأوى آمن لهما، فضلاً عن مهارات الإسعافات الأولية، والتعامل مع الضغوط، وإدارة الموارد المتاحة في البيئة المحيطة، والتواصل مع فرق البحث والإنقاذ من حيث الإشارات المرئية كالمشعل الحراري والاتصال اللاسلكي.