تظهر تفاصيل برنامج زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى الصين، بين 21 و23 من الشهر الحالي، حجم الأهمية التي يوليها البلدان الصديقان لاتفاقية الشراكة الاستراتيجية بينهما، ودرجة الثقة العالية لدى القيادتين بأن ما هو مرصود لهذه الشراكة في تصنيع المستقبل يستند الى موروث تراكمت إنجازاته على مدى أكثر من ثلاثة عقود من الموثوقية والمصالح المتبادلة.
ففي برنامج الزيارة، وهي الرابعة، لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى بكين، من الحيثيات الكثيفة ومن حفاوة التجهيز المتبادل، ما جعلها تندرج في التغطيات الإعلامية الدولية ضمن سوية القمم التاريخية.

الظروف الإقليمية والدولية الانتقالية التي تتزامن مع الزيارة واللقاءات القيادية وضعت هذه المناسبة في عين المناخات الدولية والتي تقدر تماما توزين الشراكة الاستراتيجية بين الصين والإمارات وقدرتهما في الحفاظ على الاستقرار ومواجهة الإرهاب بمختلف أشكاله.

جدول لقاءات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والوفد المرافق مع القيادات الصينية، يتوزع على مساحة واسعة من الاهتمامات المشتركة التي جرى تقنينها في اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بأكثر من 13 محورا، تبدأ من الاستثمار والطاقة والصناعة والبنية الأساسية والتصنيع الابتكاري، ولا تنتهي بالسياحة والتعليم والفضاء وتبادل تعزيز إكسبو بكين وإكسبو دبي.

وفي كل هذه القطاعات تتلاقى المصالح الإماراتية الصينية المشتركة على نهج مشترك يقوم على تكامل عمل القطاعين العام والخاص في استنطاق الفرص النموذجية التي توفرها الطاقات والإمكانات الصينية الهائلة مع كفاءة البنية الأساسية للإمارات وريادتها في قوة الابتكار ومحاكاة المستقبل.

ويشكل المنتدى الاقتصادي الاستثماري والتجاري الذي تنظمه الإمارات في بكين غدا الإثنين، في ضخامة حشد المشاركين وتنوع اختصاصاتهم، نموذجا تقل نظائره في المنتديات العالمية المماثلة، في كونه يحتفي بمرور 35 سنة من العلاقات الوثيقة، ويبني لعقود قادمة من التعاون المستلهم لمقتضيات الشراكة الاستراتيجية.

في أكثر من مناسبة كان الرئيس الصيني، شي جين بينغ، لا يتردد في التعبير عن إعجابه وسعادته بما يراه في فكر ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من تماثل في النظرة حول مفاهيم ونهج التنمية المستدامة، وفي توافق الالتزام بثوابت التسامح وتوظيف القوة الناعمة لتعميم مناخات الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط والعالم.
في الزيارات الثلاث السابقة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للصين منذ عام 2009، تأسست شراكة عتيدة للقطاع العام في البلدين، ستتكامل في الزيارة الرابعة الحالية بشراكة للقطاع الخاص جرى الإعداد لها باستفاضة، وبما يبرر المراهنة على مرحلة جديدة تأخذ فيها التنمية المتكاملة آلياتها التي تستلهم أدوات القوة الصناعية الخامسة.

وام