أعلنت دائرة الأراضي والأملاك في دبي، من خلال ذراعها القضائية مركز فض المنازعات الإيجارية، عن طرح مبادرة جديدة تحت شعار «عيّد في بيتك» بالتناغم مع محاور «عام التسامح»، وذلك للمساعدة في الإفراج عن جميع المساجين المحكومين على ذمة القضايا الإيجارية في دبي، بالتزامن مع حلول عيد الأضحى المبارك.

وفي أعقاب اجتماع ضم سلطان بطي بن مجرن، مدير عام دائرة الأراضي والأملاك في دبي واللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري، مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي في شرطة دبي.

والقاضي عبدالقادر موسى رئيس مركز فض المنازعات الإيجارية، تم الإعلان عن إطلاق المبادرة، بفضل رعاية رجل الأعمال الإماراتي الشاب عبدالله أحمد الأنصاري الذي قدم تبرعاً كبيراً يغطي نسبة كبيرة من المطالبات المادية في الأحكام الصادرة عن المركز بحق الغارمين. وبموجبها سيتم إخلاء سبيل كافة المساجين في القضايا الإيجارية، مع الحفاظ على حقوق المؤجرين.

تسامح

وقال سلطان بطي بن مجرن: «تعتبر هذه المبادرة الكريمة الأولى من نوعها في دبي، وتزداد أهميتها لتوافقها التام مع المحاور التي يقوم عليها»عام التسامح«الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة»حفظه الله«، ليكون 2019 عاماً للتسامح.

وإبراز دولتنا عاصمة عالمية للتسامح، لقد عملنا مع العديد من الجهات في القطاعين العام والخاص لإطلاق الكثير من المبادرات والمشاريع المماثلة، للتأكيد على قيم التسامح التي تمثل امتداداً للنهج الذي أرساه الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان –»طيب الله ثراه«.

وإضافة إلى ذلك، تدعم هذه المبادرة جهودنا المتواصلة في إطار مسؤوليتنا المجتمعية، والتناغم من التوجهات الحكيمة لقيادتنا الرشيدة لتعميق قيم التسامح والحوار وتقبل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة».

ترحيب

وقال القاضي عبدالقادر موسى: «إننا نرحب بهذا النوع من المبادرات التي تؤكد أن الإمارات تعدّ بحق أرضًا للتسامح وقيم الخير والإنسانية. وفضلاً عن ذلك، تثبت هذه المبادرة أن دورنا يأخذ أبعادًا خيرية إلى جانب ما نقوم به لضمان الحقوق لجميع الأطراف في القطاع العقاري، وتطبيق القوانين بشفافية ونزاهة.

ومن شأن التعاون مع جميع الأطراف، بما في ذلك شركات التطوير والمؤسسات الحكومية الأخرى، أن يساعدنا على إنجاز مهامنا بعدل وإنصاف، مع الأخذ في الحسبان الحالات الإنسانية التي تستحق الرأفة، لتفادي الآثار الجانبية التي يمكن أن تلحق بالنسيج الأسري والمجتمعي. وهناك لجنة منبثقة من مركز فض المنازعات الإيجارية في دبي ترحب بتبرعات المحسنين للتخفيف عن المعسرين ».

وعبر اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري، عن شكره وتقديره لأراضي دبي ومركز فض المنازعات الإيجارية لإطلاق هذه المبادرة، بالتعاون مع محسن إماراتي للتخفيف عن المعسرين، ممن قادتهم ظروفهم المادية الصعبة إلى السجون.

وأضاف في هذا الصدد: «إن هذه الخطوة الخيرية ستدخل السعادة إلى قلوب هؤلاء السجناء وذويهم، وسيعودون إلى أسرهم للعمل بجد ونشاط لخدمة عائلاتهم والإمارات بإخلاص، لاسيما وأن القيادة العامة والمؤسسات العقابية في دبي تركز على توفير الفرص لجميع نزلائها ليكونوا أفرادًا صالحين في المجتمع».

إنسانية

وصرح عبدالله أحمد الأنصاري أن المساهمة في هذه المبادرة جاءت إيماناً منه بأن السجناء في القضايا الإيجارية لم يرتكبوا جرمًا، لكنهم عانوا ظروفًا صعبة أوصلتهم إلى هذه المواقف الصعبة.

لذا ارتأينا الوقوف إلى جانبهم للتعبير عن الروح الإنسانية التي تمتاز بها دبي ومواطنوها في تفعيل وتكريس مبادئ العطاء التي زرعها الوالد المؤسس، وسارت على نهجه قيادتنا الرشيدة لتكون هذه البادرة نموذجًا للتسامح بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك.

سعادة

عبّر المستفيدون من المبادرة عن سعادتهم، وتوجهوا بالشكر والثناء للقائمين، واصفين إياها بأنها تجسد المعاني الإنسانية المغروسة في أهل دبي، ليدخلوا الفرحة إلى قلوب عائلاتهم وذويهم في هذه المناسبة العظيمة. وقال أحدهم إنه يعتزم إعداد كتيب من 200 صفحة يروي فيه تجربته في المؤسسة الإصلاحية التي لقي فيها كل الاحترام.

البيان