تبدأ غدا بعد صلاة الفجر مراسم استبدال كسوة الكعبة المشرفة على يد (160) فنياً وصانعاً حيث تستبدل الكعبة كسوتها مرة واحدة كل عام جريًا على عادة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في مثل هذا اليوم من كل عام أثناء فريضة الحج.
فبعد أن يتوجه الحجاج إلى صعيد عرفات، تقوم الرئاسة العامة لشؤون المسجدين بمتابعة تغيير كسوة الكعبة المشرفة واسدال الثوب الجديد عليها، استعدادًا لاستقبال الحجاج في صباح اليوم التالي يوم عيد الأضحى المبارك.
وسيتم استبدال كسوة الكعبة المشرفة القديمة بكسوة جديدة مكون من أربعة جوانب مفرقة وستارة الباب، حيث يتم رفع كل جنب من جوانب الكعبة الأربعة على حدة، إلى أعلى الكعبة المشرفة تمهيداً لفردها على الجنب القديم في عملية لا تخلو من مهارة وحركية واتقان إلى أن يكتمل الثوب لتبدأ بعدها عملية وزن الحزام ووضع الستارة وتثبيت الأطراف.
ويعتبر مصنع كسوة الكعبة المشرفة أحد الأماكن التي تشهد زيارات منتظمة من معتمرين وحجاج وزوار مكة المكرمة للتعرف على طريقة صناعة رداء قِبلة المسلمين حيث تبرز في ردهات مصنع كسوة الكعبة المشرفة وعبر مراحل الإنتاج الإجابات عن تساؤلات ظلت ترافق الكثير من زوار البيت العتيق حول كيفية صناعة رداء الكعبة الشريفة ومراحل انتاجه.
فمن قسم خياطة وتجميع الكسوة بمجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة يبدا لمس المميزات حيث يضم أكبر مكينة خياطة في العالم من ناحية الطول اذ يبلغ طولها 16 متراً وتعمل بنظام الحاسب الآلي.
وتبدأ فصول صناعة كسوة الكعبة المشرفة بجلب أجود أنواع الحرير الطبيعي في العالم على هيئة شلل بيضاءَ مائلة للصفرة ويشرع المختبر في إجراء العديد من اختبارات المحاكاة عليها للتأكد من متانة الحرير وجودته حيث تستهلك كسوة الكعبة المشرفة أكثر من 700 كجم من الحرير الذي يتم صباغته ونسجه وحياكته بمصنع كسوة الكعبة المشرفة.
وتتضمن مراسم الكسوة عقب انتهاء جميع مراحل الإنتاج والتصنيع وفي منتصف شهر ذي القعدة تقريبًا حفلا سنويا في مصنع كسوة الكعبة المشرفة يتم فيه تسليم كسوة الكعبة إلى كبير سدنة بيت الله الحرام وبدوره يقوم بتسليمها للرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وتأتي آخر قطعة يتم تركيبها وهي ستارة باب الكعبة المشرفة وتعد أهم مراحل عملية تغيير الكسوة، وبعد الانتهاء منها تتم عملية رفع ثوب الكعبة المبطن بقطع متينة من القماش الأبيض، وبارتفاع نحو ثلاث أمتار من شاذروان “القاعدة الرخامية للكعبة” والمعروفة بعملية “إحرام الكعبة”، ويرفع ثوب الكعبة المشرفة بهدف حمايته.
ويعود تاريخ كسوة الكعبة الى عهود قديمة حيث كساها الرسول صلى الله عليه وسلم بالثياب اليمانية، ثم كساها الخلفاء الراشدون من بعده بالقباطى والبرود اليمانية فيما استمر العمل في كسوة الكعبة في عهد بنى أمية، والعصر العباسي، وعصر المماليك، وفي مستهل المحرم من عام 1346هـ، أصدر الملك عبد العزيز -رحمه الله- أوامره بإنشاء دار خاصة بصناعة الكسوة في أجياد بمكة المكرمة قبل ان تغلق الدار ليتم في عام 1381هـ إعادة فتح وتشغيل مبنى يقوم بصنع الكسوة الشريفة إلى عام 1397هـ، حيث نقل العمل في الكسوة إلى المصنع الجديد، الذي تم بناؤه في أم الجود بمكة المكرمة، وما زالت الكسوة الشريفة تصنع به إلى وقتنا الحالي.
ومنذ إنشاء المصنع كانت تشرف عليه وزارة الحج والأوقاف وفي عام 1414 تم نقل الإشراف على المصنع للرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي وهناك وضعت أُولى لبنات مجمع الملك عبد العزيز لكسوةِ الكعبةِ المشرفةِ حيث يشهد المجمع تطورا تقنيا وإداريا مستمرا وبِطاقم فني ذي خبرات وأنامل محترفة وفق معايير محددة وثابتة تساهم في تجويد صناعة كسوة الكعبة المشرف.
البيان