عرف الإنسان الحصان منذ العصر الحجري، وحدد المؤرخون ظهوره من خلال الرسوم الصخرية التي سجلت صوراً للأحصنة. وتوافدت الخيول من آسيا من قبل البدو، حيث يعتقد بأنهم أول من استأنسها ثم نقلوها إلى الصين فآسيا الصغرى وأوروبا والبلاد العربية. ومن قبلها ظهر الحصان في أفريقيا مع غزو الهكسوس لمصر في حوالي القرن الـ15 قبل الميلاد، وذلك لجر العجلات الخفيفة.
وكان للخيل دور مهم في حياة العرب على مر التاريخ، فهم يعتبرونهم رفيق الدرب، خاصة في منطقة مليحة بالشارقة التي يتضح لنا ثراء بعض سكانها من خلال هذه الأقراص الذهبية الجميلة التي عُثر عليها مدفونة مع حصان إلى جانب جمل، وقد زينت هذه الأقراص الدائرية اللجام الموجود على رأس الحصان، ويُعتقد أنها مرتبطة بواسطة حلقات برونزية بأربطة جلدية اندثرت مع مرور الزمن. يشرح خالد حسين، منسق عام البحوث في متحف الشارقة للآثار، أنه عثر على هذه الأقراص الذهبية في مقبرة من قبل فريق التنقيب المحلي، وهي تعرض حالياً في قاعة المنطقة العربية الكبرى بالمتحف، وتنقسم أقراص اللجام الذهبية إلى كبيرة قطرها 14 سم، ويبلغ قطر الأقراص الصغيرة 5.5 سم، ويتوقع أن تاريخ هذه القطعة يعود للفترة ما بين 150 و200 قبل الميلاد. ويؤكد حسين، أن مليحة كانت موقعاً غنياً جداً نتيجة لمكانتها في الشبكة التجارية في شبه الجزيرة العربية، وتبين لنا أشكال ورسومات خيول الحكام في بلاد فارس التي صورت على النقوش الصخرية البارزة أن أقراصاً مشابهة لهذه كانت تشبك على جانبي الخيل. ويوضح أن مكانة مليحة التجارية انعكست في السلع التي عثر عليها في قبور سكانها، وعُثر في إحدى مقابر مليحة التي تضم قبوراً عدة على جمال، حيث كانت تقدم كقرابين ثم تدفن فيها، ويُعتبر هذا القبر في الوقت الراهن فريداً من نوعه، إذ يضم جملاً وحصاناً دفنا على مقربة من ضريح صاحب القبر، والحصان الذي وجد إلى جانب الجمل ذو أهمية أيضاً لأن الخيل لم تكن شائعة في تلك الفترة، وقد دفن بأقراص لجامه الذهبي، ما يدل على أن صاحب القبر كان ثرياً بصورة لا تصدق في ذلك الوقت.

الاتحاد