أظهر تقرير اقتصادي نشر اليوم الجمعة، تراجع ثقة المستهلكين في أميركا خلال أغسطس الحالي، إلى أقل مستوى له منذ سبعة أشهر، مع تزايد المخاوف بشأن حالة الاقتصاد، في ظهور مؤشرات قليلة على تراجع سوق العمل عن مستوياتها المرتفعة.

وتراجع مؤشر “جامعة ميشيجان” لقياس ثقة المستهلكين خلال الشهر الحالي إلى 92.1 نقطة مقابل 98.4 نقطة، وهو ما جاء أقل من توقعات المحللين الذين استطلعت وكالة “بلومبرج” للأنباء رأيهم.

وتراجع المؤشر الفرعي لقياس ثقة المستهلكين في الأوضاع الراهنة إلى 107.4 نقطة، في حين تراجع مؤشر قياس التوقعات إلى 82.3 نقطة، ليصل المؤشران إلى أقل مستوياتهما منذ بداية العام الحالي.

يذكر أن مؤشر ثقة المستهلكين سجّل ثاني أقل مستوى له منذ وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السلطة في يناير 2017، وهو ما يعني أن الإنفاق الاستهلاكي قد لا يساهم بقوة في النمو الاقتصادي في ظل تقلبات أسواق المال والرياح المعاكسة القادمة من الخارج.

وكان الإنفاق الاستهلاكي للأميركيين أكبر محرك لنمو الاقتصاد خلال الربع الثاني من العام الحالي. ويمثل الإنفاق الاستهلاكي الجزء الأكبر من إجمالي الناتج المحلي للولايات المتحدة.

في الوقت نفسه فإن تراجع الثقة بأعلى وتيرة لها منذ يناير الماضي، يوضح مدى تزايد المخاوف من ركود الاقتصاد الأميركي قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2020، وهو ما يهدد فرص ترامب في الفوز بفترة حكم ثانية بحسب وكالة “بلومبرج”.

وبحسب تقرير “جامعة ميشيجان”، فإن رد فعل المستهلكين الأميركيين كان قوياً تجاه الزيادة المقترحة في الرسوم الأميركية على السلع الصينية، إذ قال حوالي 33% من المستهلكين إنهم يخشون تداعيات قرار الرئيس ترامب فرض رسوم بنسبة 10% على كمية إضافية قيمتها 300 مليار دولار من السلع الصينية.

وفي السياق، انخفض معدل تشييد المنازل في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي في يوليو، وسط تراجع حاد في معدل بناء الوحدات السكنية التي تسع أكثر من أسرة، لكن ارتفاع تراخيص البناء إلى أعلى مستوى في سبعة أشهر يثير آمالاً بشأن سوق الإسكان المتعثر.

وقالت وزارة التجارة الأميركية اليوم الجمعة، إن عدد المنازل التي بدأ بناؤها هبط أربعة بالمئة إلى وتيرة سنوية معدلة في ضوء العوامل الموسمية بلغت 1.191 مليون وحدة الشهر الماضي. ومن المرجح أن قطاع تشييد المنازل تأثر سلباً بالعاصفة المدارية “باري” التي اجتاحت لويزيانا في منتصف يوليو.

وجرى تعديل بيانات يونيو بالخفض، لتُظهر أن معدل البدء في تشييد المنازل انخفض إلى وتيرة قدرها 1.241 مليون وحدة، بدلاً من القراءة السابقة البالغة 1.253 مليون وحدة.

وكان خبراء اقتصاديون استطلعت “رويترز” آراءهم توقعوا هبوط وتيرة بدء تشييد المنازل إلى 1.257 مليون وحدة في يوليو. وقفزت تراخيص البناء 8.4 بالمئة إلى 1.336 مليون وحدة في يوليو، وهو أعلى مستوى منذ يونيو 2017.

وشكلت الزيادة التي تحققت الشهر الماضي تطوراً إيجابياً للتراخيص التي اتسمت بالضعف هذا العام. وتركز معظم الهبوط في التراخيص في فئة المنازل المخصصة لأسرة واحدة.