تجمع المرشحة للانتخابات الرئاسية التونسية سلمى الرقيق اللومي بين السياسة وإدارة الأعمال برؤية حداثية متطورة، وبعد تجربة في مفاصل الدولة خاضتها بوصفها وزيرة للسياحة ثم أول مديرة للديوان الرئاسي خلال عهد الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي.
ولدت سلمى في السادس من يوليو 1956 في أسرة تنحدر من مدينة صفاقس (عاصمة الجنوب التونسي)، وبعد حصولها على شهادة الثانوية العامة (الباكالوريا) في تخصص العلوم، واصلت دراستها الجامعية لتحصل على شهادة الأستاذيّة في التّسويق من المعهد العالي للتصرّف.
كما انضمت إلى الفصل الأول في مرحلة ثالثة اقتصاد وتصرّف في كليّة الحقوق بتونس، قبل أن تتجه للعمل في القطاع الخاص ضمن مشاريع أسرتها، وشغلت وظيفة مديرة عامة لشركات تعمل في الصناعة الكهربائية والغذائية والزراعية.
وذلك بالتزامن مع إقبالها على عدد كبير من الدورات التدريبية والعلمية في اختصاصات عدة، من بينها الإسهام في اجتماعات الهيئة الماليّة لـ«باكارد ألكتريك» التابعة لجنرال موتورز الأمريكية متعددة الجنسيات، وثاني أكبر شركة عالمية في صناعة السيارات، وتدريب في إدارة المشاريع، وآخر في الإدارة الاستراتيجية، وفي إدارة الأزمات.
سيدة أعمال
وتعد سلمى اللومي حالياً من المالكين لمجموعة اللومي الناشطة في العديد من القطاعات الاقتصاديّة، والتي أسسها والدها توفيق اللومي، حيث تولت جملة من الوظائف ضمن هذه المجموعة، من بينها منصب مدير عام لمجمع شركات متخصّصة في صناعة الضفائر الكهربائيّة للسيارات لفائدة ماركات عالمية مثل «رينو» و«بيجو» و«فولفو» و«أوبل».
كما حظيت بعضوية المجلس الاقتصادي والاجتماعي، واللجنة التوجيهية المالية الأوروبية، والمعهد العربي لمديري الأعمال، وترأست مجلس الأعمال التونسي المصري، وأسهمت في تأسيس الغرفة الوطنيّة لنساء الأعمال التونسيات، واختيرت في 2013 من بين الـ25 امرأة الأكثر تأثيراً في أفريقيا، وفي العام 2014 و2015 اختيرت لتكون المرأة الأكثر نفوذاً في تونس، وفي العام 2017 حلّت ضمن قائمة أصدرتها مجلة «فوربس الشرق الأوسط» لأقوى 10 سيدات في القطاع العمومي.
وعند تقديم ملف ترشحها للانتخابات الرئاسية، قالت اللومي «إن ملف الأمن القومي في مختلف مجالاته يعد أبرز أولوياتي لاستكمال مسار عمل الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي». وأوضحت أنها مرشحة بصفتها رئيسة حزب الأمل، وأنها ستعمل على تمثيل مختلف الفئات الاجتماعية والمرأة التونسية بالخصوص.
وعن الإسلام السياسي قالت اللومي إنه لا مستقبل له في تونس، لأن الخلط بين الدين والسياسة يفسدهما معاً، وبينت أن «الشعب التونسي جرّب الإسلام السياسي منذ 2011 ولم يحقّق له ما كان ينتظر، فالشعب ليس في حاجة إلى دعوة إسلامية جديدة باعتباره مسلماً وله تقاليده وثقافته الإسلامية المتوازنة التي يتوارثها جيلاً بعد جيل»، مشددة على «أنه لا يجب أن تتحول المساجد إلى فضاء يرتع فيه المتشدّدون باسم الدين ويجنّد فيه الشباب ليُبعث به إلى بؤر التوتر».
نشاط سياسي
بدأت اللومي بالظهور في الساحة السياسية بقوة من خلال حركة نداء تونس التي أسسها قائد السبسي في 2012، حيث أسندت إليها مهمة المسؤولة المالية للحزب إلى جانب عضويتها في المكتب التنفيذي. في الانتخابات التشريعية للعام 2014 ترشحت بوصفها رئيسة عن قائمة الحزب بدائرة نابل 1، شمال شرقي البلاد، وفازت قائمتها بأربعة مقاعد، غير أنها تخلت عن مقعدها بالمجلس لتشرف على حقيبة السياحة في حكومة الحبيب الصيد.
ورغم كل التصدعات التي شهدها حزب «نداء تونس»، حافظت اللومي على انتمائها له، لكن الانقلاب على نتائج المؤتمر الانتخابي في أبريل الماضي، والتي بوأتها لائحتها المركز الأول، دفعت بها إلى الاستقالة.
البيان