شيعت دولة الإمارات العربية المتحدة، أمس، عميد الصحافة الإماراتية الإعلامي والكاتب الكبير حبيب الصايغ، رئيس مجلس إدارة اتحاد كُتاب وأدباء الإمارات، أمين عام الاتحاد العام للأدباء والكُتاب العرب، الذي وافته المنية صباح أمس الأول عن عمر يناهر 64 عاماً، وقد ووري جثمانه الثرى، في مقبرة البطين بأبوظبي.
وشارك في التشييع معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، مؤدياً صلاة الجنازة في مأتم البحارنة الكبير بأبوظبي، وإلى جانبه سماحة السيد علي الهاشمي وذوو الفقيد وعدد من كبار المسؤولين والمثقفين والإعلاميين والأدباء وجموع المواطنين وأبناء الجاليات العربية والإسلامية والأجنبية.
وبرحيل الصايغ، تفقد الصحافة الإماراتية واحداً من أعلامها الكبار، وتودع الساحة الثقافية المحلية والعربية أحد كبار شعراء الفصحى في الوطن العربي..
رحل الصايغ، وبقي خلفه سؤال يمض أرواحنا: هل يتسع الثرى لروح الشاعر؟
هل يستعير الموت قلم الشاعر ليكتب بدلاً عنه قصيدته الأخيرة، ويرسم المشهد الوحيد الذي لم يسطره في الكلمات؟
كان حبيب يخاف الكتابة عن الموت، رغم أن قصيدته كثيراً ما وصفت موته، بل وتنبأت به.. كان يقارع الموت بالحرف.. بأن يحيا في قلب الشعر.. حاملاً الشعر في قلبه: «هنا بار بني عبس»، وهنا «الناطق باسم نفسه»، وباسم المعذبين ليضيء بأرواحهم «قصائد إلى بيروت» التي منحته فلسفتها. الفلسفة التي ستجمعه لاحقاً مع فاقدي «الملامح»، وهم يدورون في طرقات القصيدة باحثين عن «ميارى» التي سافرت في دمه، ثم استقرت على «بحر البحر»، لتنام وتحلم بـ«غد» يكون أكثر عدلاً وأقل شراسة..
بـ«وردة الكهولة» حارب الصايغ موته الخاص، ملاحقاً «أسراب الزرافات» لينجز لهن رسماً بيانياً لا يشوبه كسر… لكن الشاعر، وهو يوشك على إتمام الجزء الأخير من روحه سقط فجأة وأصيب بـ«كسر في الوزن» تاركاً لنا نحن الذين عرفناه، كسراً في الروح يصعب معه الجبر…
وداعاً حبيب…
الاتحاد