أكد اللواء مقاعد ناصر الرزوقي رئيس الاتحادين الإماراتي والآسيوي نائب رئيس الاتحاد الدولي للكاراتيه أن الهدف الرئيسي له بعد فوزه برئاسة الاتحاد الآسيوي هو إعادة القارة الصفراء إلى ريادتها العالمية في هذه الرياضة التي ترتبط تاريخيا بآسيا في النشأة والتطور والأبطال وأعداد الممارسين، مشيرا إلى أن فوزه بنسبة الـ 100 % من عدد أصوات المشاركين في التصويت/ 39 صوتا/ من 39 ممثلا لاتحاد وطني حضروا الانتخابات رسالة قوية لكل من يهمه الأمر، وتفويض للإمارات في قيادة آسيا لاستعادة مكانتها الحقيقية على المستوى العالمي.

وقال الرزوقي في حواره مع وكالة أنباء الإمارات ” وام ” إن رياضة الكاراتيه تحتل المرتبة الثانية في العالم بعد كرة القدم في عدد ممارسيها، لافتا إلى أن 7 ملايين لاعب ولاعبة يمارسونها في أندونيسيا، ومليون لاعب ولاعبة في جمهورية مصر العربية، أما في الإمارات فقد بدأت اللعبة مسيرتها مطلع التسعينات تحت مظلة اتحاد واحد ضم معها التايكوندو والجودو، لأن عدد الممارسين كان محدودا لهذه الألعاب الثلاث، وبعد ذلك انفصلت الجودو عن الكاراتيه وتأسس لها اتحاد في أبوظبي، وفي العام الماضي تم فصل التايكوندو عن الكاراتيه، وكان لابد من الفصل لأن هذه الألعاب القتالية الثلاث لها اتحاداتها الدولية ومنظماتها القارية والعربية، في الوقت نفسه الذي تزايدت فيه أعداد الممارسين لها.

وعن أبرز الإنجازات التي حققتها رياضة الكاراتيه الإماراتية ..

أوضح حصدنا الكثير من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية على مستوى آسيا وعلى المستوى العربي، لافتا إلى أن آسيا هي أقوى وأكبر قارات العالم في هذه الرياضة، وقد حققنا قفزات كبيرة على المستوى الإداري والعمل المؤسسي خلال فترة زمنية قصيرة قياسا بمن سبقونا بعشرات السنين، وحيث أن أي رياضة تعتبر منظومة تضم اللاعب والمدرب والحكم والإداري، فقد أصبح لدينا لاعبون دوليون يحققون الإنجازات وحكام دوليون يشار لهم بالبنان بلغ عددهم 17 حكما، وإداريون يحتلون المناصب الإدارية الكبرى في الاتحادات الدولية والقارية، ونعمل على تأهيل مدربين متميزين بالمعدلات والمعايير الدولية.

وأضاف أن الإمارات أصبحت من أفضل دول العالم تنظيما للبطولات الدولية والعالمية، ورؤيتنا تقوم على التواجد الفعال في كل المحافل الدولية وتمكين أبناء الإمارات لاحتلال مكانة مرموقة على المستويات الإقليمية والقارية والعالمية.

وقال إن اتحاد الكاراتيه من الاتحادات القليلة التي يتواجد أبناؤها من الإداريين بشكل فعال في كل المنظمات سواء الاتحاد الدولي أو القاري أو العربي أو غرب آسيا، ومقر اتحاد الإمارات للكاراتيه في دبي أصبح بمثابة الجهاز العصبي لقيادة اللعبة عربيا وآسيويا لأنه أيضا أصبح مقرا للاتحادين العربي والآسيوي.

وأوضح أن اسم الإمارات الكبير والمرحب به في كل دول العالم، بفضل جهود قادتنا وشيوخنا كان رصيدا لنا نستفيد منه في كل نجاح نحققه، خصوصا إذا علمنا أن الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي والذي تفوقت عليه مكث 47 عاما في الاتحاد القاري بين الأمانة العامة والرئاسة، ومن هنا فإن ما تحقق لم يكن سهلا، بل كان بمثابة زلزال على ضوء معطياته وأبرزها الحصول على نسبة 100 من الأصوات، وقد استفدت من تجربتي في التواجد بالاتحاد الدولي ولم أتعجل الدخول للمعترك على قمة الهرم الآسيوي فكانت مسألة وقت كي أصل إلى الهرم القاري.

وعن محاور خطته الاستراتيجية لتطوير اللعبة في آسيا .. قال إن كلمة السر في المحور الأول هي التمكين لأبناء آسيا لممارسة اللعبة بشكل احترافي بكل الدول، وتوفير الإمكانات اللازمة للاتحادات المغمورة كي تتطور، لأن الفوارق شاسعة بين الاتحادات الوطنية، بمعنى أن هناك دول تتصدر المشهد العالمي، ودول أخرى ليس لها تواجد فعلي على الساحة، بسبب ضعف الإمكانات المادية فيها رغم أن اللاعبين موجودون ولكنهم بحاجة لمدربين وبطولات وإمكانات.

وأشار إلى أن المحور الثاني يقوم على التسويق لإيجاد إيرادات كبيرة من خلال إبرام اتفاقيات مع الشركات العالمية لتوفير الدعم للاتحادات المحتاجة وتمكينها من خلال تأسيس صندوق تمويل لها، وفي هذا السياق قال :”أننا ليس لدينا أي مانع قريبا في أن نطلق اسم هذه الشركات على بطولاتنا القارية”.

وتابع أن المحور الثالث يقوم على تفعيل دور اللجان المختلفة في الاتحاد الآسيوي وكل الاتحادات الوطنية بما فيها الاستثمار والمدربين والمسابقات والمنتخبات والمالية والمبادرات، خاصة بعد أن اكتشفنا أن لجنة الحكام وحدها هي المفعلة من بين كل هذه اللجان سواء في الاتحاد القاري أو في الاتحادات الوطنية.

وذكر أن المحور الرابع يقوم على تطوير المسابقات القارية واستحداث بعض البطولات الجديدة، والعمل على رفع كفاءة الكوادر البشرية من خلال دورات الصقل والتأهيل المستمرة لتمكينها من التواجد بقوة على الساحة الدولية، مع إعطاء أولوية لتمكين أبناء الإمارات في مختلف التخصصات لصناعة صف ثاني يحل محلنا في المستقبل .. لافتا إلى أن المحور الخامس هو التمسك بالإنجاز التاريخي الذي حدث لرياضتنا وهو الاعتماد الأوليمبي والعمل مستقبلا على زيادة عدد اللاعبين واللاعبات المتأهلين للمشاركة في النهائيات.

وعن مقر رئاسة الاتحاد الآسيوي .. قال الرزوقي إنه انتقل بالفعل إلى الإمارات، وستبقى الأمانة العامة في مكاو، ولكن سيتم تدشين إدارة تنفيذية للاتحاد القاري للتنسيق بين الجهات كافة، وهناك 3 نواب للرئيس الأول من أوزبكستان، والثاني هو راشد العلي من الإمارات، والثالث من ماليزيا، والمدير المالي من الصين لكن الإدارة المالية ستكون في مقر الاتحاد الآسيوي بدبي، وقد تم توزيع المناصب الإدارية في اجتماع اليوم التالي للانتخابات الموافق 19 يوليو الماضي في أوزبكستان، وسيكون هناك اجتماع مهم في منتصف سبتمبر المقبل في الإمارات لاعتماد كل محاور العمل المهمة في مشروعنا التطويري، بما في ذلك الفكر الجديد لاستحداث مسابقات بأسماء الشركات، خاصة ان القوانين واللوائح لا تحول دون ذلك.

وعن جهود تطوير الأداء في منتخب الإمارات للكاراتيه .. ذكر نحن نملك حاليا كل عناصر النجاح لتطوير أداء المنتخبات الوطنية في مختلف المراحل من خلال الاستفادة من تجارب الدول المتطورة، والاستعانة بالخبرات الفنية الدولية وإقامة الشراكات وعقد الاتفاقات مع المدارس المناسبة لنا، والمشاركة في كل البطولات بمختلف المحافل، كما أننا نعمل في الإمارات على تحقيق أكبر استفادة من قرار صاحب السمو رئيس الدولة بإتاحة الفرصة لمشاركة أبناء المواطنات والمقيمين ومواليد الدولة وحملة المراسيم في المسابقات المحلية، معربا عن اعتقاده أن هذا التوجه سيدعم منتخباتنا بالكثير من المواهب والكفاءات القادرة على تحقيق نتائج مميزة، علما بأن اللاعب الواحد في الألعاب الفردية يمكنه أن يحقق ما يعجز عنه الفريق في الدورات الأوليمبية والبطولات العالمية.

وعن غياب لعبة الكاراتيه عن الكثير من الأندية في الدولة .. قال: هناك اتصالات حاليا مع المجالس الرياضية لإدخال اللعبة في الأندية خصوصا في الشارقة وأبوظبي والفجيرة، ولدينا استجابة كبيرة من الشارقة والفجيرة حاليا لوجود أندية للألعاب القتالية وألعاب الدفاع عن النفس فيهما، ويبقى التركيز على التواصل مع مجلس أبوظبي الرياضي لإعادة اللعبة إلى أنديته وتوفير الدعم اللازم لها.

وعن أبرز الأحداث التي ستستضيفها الإمارات في الموسم الحالي .. ذكر الرزوقي سنستضيف بطولة “البريميير ليج” خلال شهر فبراير من العام المقبل وهي بطولة عالمية مؤهلة للأولمبياد، وسيقام على هامشها دورة الحكام الدوليين، إضافة إلى تنظيم بطولة عالم أخرى تتواكب مع إكسبو 2020 خلال شهر نوفمبر من العام المقبل .. لافتا إلى أن الدولة فازت بالتصويت لاستضافة هذه البطولة على حساب دول كبرى مثل روسيا والصين .

وعن فرص الإمارات في التأهل لأولمبياد طوكيو .. قال هناك آمال وطموحات وهناك واقع، وبالنسبة لآمالنا وطموحاتنا فأنا أتمنى أن يتأهل من الإمارات لاعب ولاعبة لنهائيات طوكيو، مع العلم بأن هناك عددا محدودا للغاية سيتأهل للنهائيات لا يتجاوز الـ 32 لاعبا ولاعبة من مختلف دول العالم، ونحن نقول بأن الفرص موجودة وسنتمسك بها ولكنها صعبة، وعلينا أن نجتهد في كل الأحوال.

وفي تعليقه على التصريح الذي أدلى به سعادة عبدالمنعم الهاشمي رئيس الإتحادين الإماراتي والآسيوي النائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي للجوجيتسو والذي هنأه فيه بالفوز في انتخابات الاتحاد الآسيوي وأهداه إنجاز أبطال الجوجيتسو في البطولة الآسيوية الأخيرة في منغوليا .. يقول الرزوقي: ” سعادة عبدالمنعم الهاشمي قيادة رياضية مبدعة، إنجازاته وأعماله تتحدث عن نفسها، وما حققه من طفرة نوعية على جميع المستويات الإقليمية والقارية والعالمية لرياضة الجوجيتسو في الإمارات خلال فترة زمنية قصيرة يعتبر مفخرة لنا جميعا، وأنا أشكره وأؤكد للجميع أن تجربة الجوجيتسو نموذج يجب أن يحتذى به في كل الاتحادات، وأن حجر الزاوية في المكتسبات التي حققتها تلك الرياضة هو الدعم الكبير لتلك الرياضة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، وليس لدي أدنى شك في أن هذه الرياضة ستحصل على الاعتماد الأولمبي بفضل الجهود التي تقودها أبوظبي في هذا المجال”.

وام