إذا كنت تفكر في التقدم بطلب للحصول على بطاقة ائتمان جديدة، تتساءل بالدرجة الأولى عن البطاقة الأفضل بالنسبة لك أو التي تناسب احتياجاتك، وقد تعتمد الإجابة هنا بشكل كبير على الغرض الأساسي من البطاقة، فهناك المئات من البطاقات المتاحة. فإذا كان بإمكان المتعامل سداد الرصيد بالكامل وفي الوقت المحدد كل شهر، في هذه الحالة، فقد لا يكون سعر الفائدة مهماً للغاية، وقد يرغب في النظر بالبطاقات التي تقدم حوافز أخرى، مثل استرداد الأموال أو المكافآت.
أما إذا كان المتعامل يرغب في استخدام البطاقة للاقتراض ولا يستطيع دفع الرصيد كل شهر، فسيضطر عادة إلى دفع الفائدة. وفي هذه الحالة، قد يرغب في اختيار بطاقة بسعر فائدة أقل، مع التأكد من القدرة على السداد بشكل منتظم. فمعدل النسبة السنوية على البطاقة هي كلفة وسعر الفائدة السنوية على أرصدة بطاقات الائتمان، أي الكلفة الفعلية للتمويل، ويدخل في حسابه كل التكاليف والرسوم الإدارية، لكي يتيح للمتعامل مقارنة أسعار المنتجات المختلفة بسهولة.
ويعتمد اختيار البطاقة المناسبة، على المقارنة بين العديد من المتطلبات والمنافع على البطاقات، ومنها على سبيل المثال الرسوم والمصروفات والحوافز، بما في ذلك الحد الأدنى من المبلغ المستحق الدفع والذي يجب دفعه قبل موعد الاستحقاق، والنظر في مبلغ الائتمان الكلي للبطاقة الذي يمكن لحامل البطاقة من خلاله تنفيذ عمليات شراء بمقدار هذا المبلغ، ويتم تحديده بناء على معايير عدة، من أهمها المقدرة المالية للمتعامل وسجله الائتماني، فضلاً عن سياسة الائتمان التي تتبعها الجهة المصدرة للبطاقة.
وأثناء المقارنة ما بين بطاقات الائتمان ينبغي النظر أيضاً في الرسم السنوي، وهو المبلغ الذي يتم دفعه لمرة واحدة سنوياً، لقاء امتلاك بطاقة ائتمان. ويلجأ بعض المزودين من المؤسسات المالية والمصارف الى توفير بطاقات دون أي رسوم سنوية.
وهناك أيضاً السقف النقدي، أي الحد المسموح به عند السحب النقدي باستخدام بطاقة الائتمان، ويتم احتساب عمولة مقابل هذه الخدمة، فضلاً عن رسم التأخير في السداد، ففي حال عدم تسديد المبلغ في التاريخ المحدد بكشف الحساب، تقوم الجهة المصدرة باحتساب عمولة تأخير في السداد.
كما ينبغي النظر أيضاً في رسوم السحب أو إجراء المعاملات المالية خلال السفر إلى خارج موطنك الأصلي.
أما فترة السماح، فهي الفترة الزمنية بعد انقضاء المهلة المحددة لسداد الرصيد المدين، والتي يمكن خلالها لصاحب البطاقة رد الرصيد دون أن تترتب عليه أي فائدة أو رسم تأخير.
فالمزايا التي توفرها البطاقات تتفاوت بشكل كبير أثناء احتساب إجمالي التكاليف، فعلى سبيل المثال قد يختار المتعاملون بطاقة بناء على المكافآت العديدة التي تمنحها لهم، لكن هنا يجب التأكد أنهم لا يدفعون المزيد من الرسوم أو الفائدة التي تتخطى القيمة المجانية للمكافأة التي يحصلون عليها. ففي جميع الأحوال يجب مقارنة أسعار الفائدة والرسوم مقابل المزايا التي تتضمنها البطاقة.
وقد تأتي بطاقات الائتمان مع مجموعة متنوعة من العروض الترويجية الخالية من الفوائد في الفترة الأولى لاستخدام البطاقة، أو تبدأ بدفع معدل فائدة منخفض، ثم يزداد بنسب معينة بعد مرور فترة من الوقت، على سبيل المثال بعد ستة أشهر.
وعند مقارنة البطاقات، ينبغي فحص المدة التي سيستغرقها المعدل بالتغير حتى نهاية الفترة التمهيدية، كما يجب التحقق من العوائد أو الأموال المستردة على البطاقة، لكن ذلك يتوقف بشكل كبير على المبلغ الذي ينفقه المتعامل، وفيما إذا كان المتعامل مؤهلاً لاسترداد الأموال، وهنا قد يكون انخفاض سعر الفائدة صفقة أفضل من المكافأة.
ويمكن أن يؤثر التقدم بطلب للحصول على عدد كبير جداً من البطاقات أو تبديل البطاقات بانتظام، في التصنيف الائتماني للفرد، فالبطاقات الائتمانية وسيلة تساعد الأفراد على إدارة أمورهم المالية في الحياة اليومية، لكن استخدامها دون مسؤولية ووعي كافيين قد يؤدي إلى نتائج وعقبات مالية يصعب التعامل معها في فترة لاحقة.
الامارات اليوم