أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد، التوصل إلى اتفاق تجاري “مبدئي” بين الولايات المتحدة واليابان، مبدياً أمله في توقيع النص رسمياً بالأحرف الأولى عند انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة في سبتمبر، في وقت أكد أن “احتمالات” التوصل سريعاً إلى اتفاق مع بريطانيا “كبيرة جداً”.
وسيعمل الاتفاق، في حالة إتمامه بشكل نهائي، على تهدئة النزاع التجاري بين الحليفين، في الوقت الذي تتصاعد فيه حرب التجارة الدائرة بين الولايات المتحدة والصين.
وقال روبرت لايتهايزر الممثل التجاري الأميركي، إن الاتفاق يغطي الزراعة والرسوم الصناعية والتجارة الرقمية. وستبقى رسوم السيارات دون تغيير.
وقال ترامب إن اليابان وافقت على شراء فائض الذرة الأميركي الذي يُثقل كاهل المزارعين بسبب نزاع الرسوم التجارية بين واشنطن وبكين. وأشار آبي إلى شراء محتمل للذرة، وقال إن القطاع الخاص سيقوم به.
وأبلغ ترامب الصحفيين أثناء إعلان مشترك مع آبي خلال اجتماع مجموعة السبع في فرنسا: “إنها صفقة كبيرة للغاية، وقد اتفقنا من حيث المبدأ. إنها بمليارات مليارات الدولارات. رائعة للمزارعين”.
وقال رئيس الوزراء الياباني إنه مازال هناك عمل متبق، لكنه أبدى تفاؤله بالانتهاء منه بحلول اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل.
وأضاف متحدثاً من خلال مترجم: “مازال أمامنا بعض العمل المتبقي، وتحديداً الانتهاء من صياغة اتفاق التجارة، وكذلك محتوى الاتفاق نفسه. لكن نود التأكد من أن أطقمنا… ستسرع العمل المتبقي لتحقيق هدف التوقيع على الاتفاق على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية سبتمبر”.
وأشار لايتهايزر إلى أن اليابان تستورد سلعاً زراعية أميركية بنحو 14 مليار دولار، وقال إن الاتفاق سيفتح الأسواق أمام ما قيمته سبعة مليارات دولار إضافية من تلك السلع. وقال إن اللحوم والقمح ومنتجات الألبان والنبيذ والإيثانول ستستفيد.
واضاف أنه “سيفضي إلى تخفيضات كبيرة واسعة النطاق في حواجز الرسوم وغير الرسوم”، لكنه لم يخض في تفاصيل جوانب الاتفاق المتعلقة بالصناعة والتجارة الإلكترونية.
كان ترامب قال الأسبوع الماضي إنه أمر الشركات الأميركية بالبدء في البحث عن بدائل للعمل في الصين، لكنه بدا كمن يهوّن من تشديد آبي على أن القطاع الخاص الياباني سيتولى شراء فائض الذرة الأميركي.
وقال ترامب إن “القطاع الخاص الياباني يصغي إلى القطاع العام الياباني… ربما الأمر مختلف بعض الشيء عما هو عليها في بلادنا”.
في غضون ذلك، بدا آبي راغباً في التحوط من تلميح ترامب إلى أن مشتريات الذرة أمر مفروغ منه، لكنه قال إن الآفات الحشرية أصابت بعض المنتجات الزراعية في اليابان، ما يخلق حاجة لشراء بعض المنتجات.
وقال: “نعتقد أن الحاجة تدعونا لتطبيق إجراءات دعم طارئ للقطاع الخاص الياباني كي يبكر بشراء الذرة الأميركية.. لهذا السبب أعتقد حقاً أن هناك إمكانية لتعاوننا من أجل معالجة هذه المسألة”.
يرغب ترامب بشدة في مساعدة المزارعين الذين تضرروا جراء النزاع التجاري مع الصين، ولاسيما في الولايات المتأرجحة التي يحتاج إلى دعمها في مسعاه للفوز بإعادة انتخابه في 2020.
وتقوم علاقات جيدة بين ترامب وآبي، لكن الرئيس الأميركي ندد مراراً بـ”الخلل الهائل” في الميزان التجاري الثنائي لصالح اليابان داعياً إلى علاقات “أكثر توازناً”.
واتفقت طوكيو وواشنطن في نهاية يونيو على تكثيف مفاوضاتهما.
وفي الشأن البريطاني، أعلن ترامب عن احتمال التوصل “سريعاً” إلى اتفاق تجارة “كبير جداً” مع بريطانيا، وذلك عقب أول محادثات مباشرة مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون منذ تولي الأخير مهامه.
وأشار ترامب متحدثاً إلى جانب جونسون على هامش قمة “مجموعة السبع”، إلى أنه “اتفاق تجارة كبير جداً، أكبر من (أي اتفاق بيننا) في أي وقت مضى”. وقال: “نحن نعمل على اتفاق تجارة كبير جداً (مع بريطانيا) أعتقد أن ذلك سينجح”.
ولدى سؤاله عن موعد اختتام المفاوضات بشأن اتفاق تجاري أميركي بريطاني، أجاب “بسرعة كبيرة. نحن لا نتوقع حدوث مشكلة”.
وكان جونسون حضّ ترامب السبت على إزالة “العوائق الكبيرة” التي تعترض الشركات البريطانية في الأسواق الأميركية، معتبراً أن هذه العوائق تهدد إبرام اتفاق للتجارة الحرة بين البلدين بعد “بريكست”.
ويحاول جونسون إخراج بريطانيا من تكتل التجارة الحرة في الاتحاد الأوروبي، وسيكون إبرام اتفاق ثنائي مع الولايات المتحدة جزءاً كبيراً من استراتيجية لندن الجديدة.
ووصف ترامب جونسون بأنه “الرجل المناسب” لتنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ولدى سؤال ترامب عن نصيحته بشأن “بريكست”، أجاب أن جونسون “لا يحتاج لأي نصيحة، هو الرجل المناسب لهذه المهمة”. وأضاف “كنت أقول ذلك لفترة طويلة”.
من جهته، هنّأ جونسون ترامب على قوة الاقتصاد الأميركي الذي اعتبر أنه “رائع”.
وفي حين أنه أحجم عن توجيه انتقادات لاذعة لترامب، أعرب عن قلقه إزاء التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وقال جونسون لترامب “فقط لتسجيل ملاحظة بسيطة حول نظرتنا للحرب التجارية — نحن نؤيّد سلاماً تجارياً في المجمل”. وتابع “المملكة المتحدة استفادت بشكل كبير في آخر مئتي عام من التجارة الحرة”.
الاتحاد