بعد أن أكمل إعصار دوريان زحفه باتجاه الولايات المتضررة، وبعض جزر البهاما، وتمت ترقيته إلى عاصفة من الفئة الرابعة، ازدحمت محال البقالة في أغلب الأحياء بالزبائن الهادفين لتأمين احتياجاتهم من الطعام والشراب، قبل دخولهم في بياتٍ، قد يطول لأيام، فيما تستعد الولايات المنكوبة ومزارعوها لتكبد خسائر فادحة، قدّرها البعض بمليارات الدولارات.
وأعلن رون ديسانتس، حاكم ولاية فلوريدا، فرض حالة الطوارئ في مقاطعاتها السبعة والستين، بعد أن حصل على موافقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تزويدهم بما يحتاجونه من معونات وموارد مادية من الحكومة الفيدرالية.
وقبل أسابيع من موعد جني محاصيل فصل الشتاء، تشمل المخاطر مساحات ضخمة مما تمت زراعته من الفواكه والخضروات، على رأسها الحمضيات من البرتقال والجريب فروت المشهورة عالمياً، ومنتجات المشاتل والزهور، وقصب السكر، إضافةً إلى ما يتم إنتاجه من لحوم الأبقار ومنتجات الألبان، وهو ما قدر معهد الغذاء والعلوم الزراعية، التابع لجامعة فلوريدا، تكلفة خسائره بمئات الملايين من الدولارات.
وقبل أن تتم ترقيته إلى الدرجة الرابعة، قدر موقع أكيوويذر «AccuWeather»، المتخصص في توقعات الطقس والمناخ، التكلفة المحتملة لما يمكن أن يسببه إعصار دوريان بما يقرب من 15 مليار دولار، تشمل خسائر المنازل والشركات والسيارات والبنية التحتية، بالإضافة إلى خسائر الوظائف والأجور في صناعة السفر والسياحة. وعرضت بعض شركات الطيران، ومنها شركة ساوث-وست، على زبائنها تغيير مواعيد سفرهم، بعيداً عن يوم الاثنين، دون تحميلهم أي تكاليف إضافية.
وفي إعصار سابق في 2015، قدرت الخسائر بما يقرب من 160 مليار دولار، وتحمل المزارعون والمنتجون نسبة كبيرة منها، بعد أن اكتفت شركات التأمين بتغطية محدودة لبعض الخسائر في الممتلكات، ولم تصرف تعويضات عن الخسائر المادية الناتجة عن ضياع المحاصيل والمنتجات الزراعية الأخرى. وقبل عامين أيضاً، تسبب إعصار إيرما في تدمير 3 ملايين شجرة حمضيات، وهو ما كلف الولاية ما يقرب من 1.8 مليار دولار من المنتجات الضائعة وحدها.
والعام الماضي، تسبب إعصار مايكل في خسائر زراعية وحيوانية، في شمال غرب فلوريدا، قدرت قيمتها بأكثر من 150 مليون دولار، بالإضافة إلى ما يقرب من 1.3 مليار دولار من الأضرار الأخرى.
وقد تغيّر مسار الإعصار دوريان بشكل طفيف أمس ما سيؤدي به على الأرجح إلى ولايتي كارولاينا الشمالية والجنوبية وليس فلوريدا كما كان متوقعا سابقا، بعد مرور خطير في باهاماس. وقال خبراء الأرصاد: إن دوريان أصبح عاصفة بالغة الخطورة من الفئة الرابعة مع توجهه نحو اليابسة.
الاقتصاد