العالم يقف على أطراف أصابعه.. وكالعادة تخطف أبوظبي أنظار «المعمورة» في كل وقت، لأنها على موعد دائم مع الأحداث التاريخية والعالمية.. والآن يتجدد الموعد مع حدث فريد ورائع.. حيث يضرب عشاق الفنون القتالية المختلطة اليوم، موعداً مع نزال تاريخي، يجمع الروسي الداغستاني حبيب نور محمدوف، حامل اللقب العالمي، في الوزن الخفيف، أمام منافسه الأميركي داستن بورييه «البطل المؤقت»، في صالة «ذا أرينا» بالعاصمة أبوظبي، ضمن فعاليات بطولة القتال النهائي «يو أف سي 242».
وتكمن أهمية النزال في أنه الأول الذي تشهده المنطقة، إلى جانب سلسلة من النزالات الأخرى التي تجمع أقوى المصارعين ضمن هذا الاستحقاق، والذي يقام بناء على الشراكة التي تمتد لخمسة أعوام ما بين «إم إم أي» ودائرة أبوظبي للثقافة والسياحة، وأسفرت عن تنظيم أسبوع أبوظبي للتحدي الممهد للحدث العالمي الفريد من نوعه.
وركز البطل العالمي حبيب الملقب بـ«النسر» جهوده طيلة الفترة الماضية التي سبقت نزال اليوم، على خوض تدريبات شاقة، بعيداً عن أعين الإعلام، كما فضل الابتعاد عن إطلاق التصريحات الحماسية، سواء خلال لقاء المعجبين يوم الأربعاء الماضي، أو خلال اليوم الإعلامي المفتوح الذي حضره المصارعون، ويتقدمهم منافسه داستن بورييه، إذ استغرق الأخير وقتاً غير قليل للإجابة على تساؤلات الإعلام العالمي، فيما اكتفى حبيب بدخول قاعة المؤتمرات الصحفية ليلتقط صورة تذكارية «وجها لوجه» مع منافسه الأميركي، قبل أن يغادر القاعة.
وتصب ترشيحات المراقبين في مصلحة حبيب الذي يملك 27 انتصاراً في مسيرته الاحترافية مع الفنون القتالية المختلطة من دون أي خسارة، ويتفوق على منافسه الأميركي الذي يملك 25 انتصاراً مقابل 5 خسائر، ويحاول داستن إيقاف السلسلة القياسية لمنافسه حبيب الذي لم يخسر حتى الآن، طوال مسيرته الاحترافية. ويدخل حبيب النزال متسلحاً بالشعبية الجارفة التي يتمتع بها على الصعيد العالمي، وحصدها خلال العامين الأخيرين، بعد نزاله التاريخي أمام الإيرلندي كونور ماكجريجور في أكتوبر الماضي، وهو النزال الذي شغل العالم كله، بسبب المعارك الطاحنة التي سبقته وأعقبته، إذ كاد حبيب أن ينهي أسطورة كونور، ويجرده من لقب بطولة العالم، بعدما فرض عليه الاستسلام في موقعة لاس فيجاس، قبل أن تنشب معركة طاحنة بين حبيب وأنصاره ومنافسه الإيرلندي، الأمر الذي جعل حبيب عرضة لعقوبات كبيرة وكذلك أعضاء من فريقه.
ويحمل داستن على عاتقه أعباء الضغوطات الإعلامية التي ترشح حبيب للفوز، ويصر على أنه مرشح فوق العادة للفوز، وأن يكون أول مصارع يوقف سلسلة انتصارات حبيب مع رياضة الفنون القتالية المختلطة. وخضع حبيب محمدوف صباح أمس لعملية الوزن الرسمية مرتين في غضون 10 دقائق، إذ لم يصل في المحاولة الأولى إلى الوزن المطلوب «70 كيلو جراماً» أي ما يعادل «155 باوند»، ليمنحه الحكام عشر دقائق قبل العودة مجدداً، وإجراء الوزن التي نجح في اجتيازه.
وخاض حبيب صراعاً مريراً للوصول إلى الوزن المطلوب، قبل مواجهة داستن، إذ خسر خلال 10 أيام ما يقرب من 6 كيلو جرامات،
أبدى حبيب محمدوف تفاؤلاً كبيراً في اللقاء المفتوح مع وسائل الإعلام، مؤكداً أنه بذل جهود كبيرة طوال الفترة الماضية، وصولاً إلى اللحظة الحالية التي يبدو فيها قريباً من الفوز بلقب بطولة العالم للوزن الخفيف مجدداً، مبدياً سعادته بالتواجد إلى جانب عائلته في أبوظبي. وأكد حبيب أنه يسعى للمجد العالمي والأموال، والأخير «عصب الحياة»، ومن شأنه أن يدعم مسيرته، مشيداً بمنافسه داستن إذ يراه أحد المصارعين الأقوياء الذي نجح في تقدم نفسه بقوة، مشدداً على عدم وجود أسرار في المواجهة، والأوراق مكشوفة لديه ولدى منافسه على حد سواء.
الاتحاد