بات مألوفاً لدى المارة مشاهدة هذا المنظر البديع لمئات الطيور، التي تتجمع قرب جسر رأس الخيمة يومياً لتلتقط ما تجود به أيادي المحسنين الحريصين على إطعام هذه الطيور الخماص، التي سرعان ما تحلق حول المكان صباحاً مع إشراق الشمس وعند عودة الأصيل، ومع الاقتراب أكثر من هذا المكان الذي يفوح بعبق التاريخ تتعرف على الكثير من أسرار المكان، التي يتناقلها عدد من الأهالي وأصحاب المحال التجارية، والذين أكدوا جميعاً أن هناك سوقاً للطيور كان يعقد بشكل أسبوعي خاصة يوم الجمعة، لبيع الطيور المحلية التي كانت تربى في البيوت والمزارع، وعقب تحديث المكان وإعادة تخطيطه بالكامل لاحظ الأهالي وأصحاب المحال توافد أعداد كبيرة من الطيور للمكان، حيث بدأ الأهالي في تقديم الغذاء والماء لها.
الإرث القديم
يقول عبد الله الشرهان، من أهالي المنطقة: إن المنطقة الواقعة بالقرب من الجسر كانت تضم في السابق مسجداً صغيراً، وكان أمام هذا المسجد ساحة اتخذها بعض الأهالي والتجار سوقاً لتجارة الطيور التي كانوا يجلبونها خاصةً بعد صلاة الجمعة.
وأضاف: المنطقة شهدت تطوراً عمرانياً وخدمياً، وتم هدم بعض المرافق في المنطقة وإنشاء عدد من المحال ومن ضمنها محال الطيور، مشيراً إلى أن المنطقة وبعد عدة سنوات ظلت محتفظة بإرثها القديم في بيع الطيور ومختلف مستلزماتها، ولكنها تطورت من خلال الشكل والمواد المباعة المقدمة، لافتاً إلى أن مكان تجمع الطيور الحالي تم نقله عدة مرات ليستقر مؤخراً عند نهاية الجسر.
وقال حسن الشحي، إن مستخدمي طريق الجسر والمناطق المجاورة لها اعتادوا على رؤية منظر الطيور متجمعة في المنطقة القريبة منذ ساعات الصباح الأولى، حيث يشاهد عدد من محبي الطيور وهم يقومون بنثر الحبوب لهذه الطيور.
وقالت المواطنة فاطمة سعيد: إن الطيور غالباً ما تطير في أسراب بحثاً عن رزقها، وهناك عدة مناطق بالإمارة تتجمع فيها هذه الطيور من بينها منطقة الجسر والنخيل، مشيرةً إلى أن تجمعات هذه الطيور غالباً ما تكون قريبة من محال بيع أغذية الطيور.
زيادة الأعداد
وأكد بعض الباعة المتواجدين منذ سنوات طويلة في المحال التجارية، أن المنطقة تغيرت بفعل التطوير والتحديث الذي طال معظم مناطق الإمارة… إبراهيم محمد بائع بأحد المحال الخاصة بالمواد الزراعية والأطعمة المخصصة للطيور والحمام، ويعمل منذ 20 عاماً في المكان، أوضح أن هذا التجمع من الطيور بدأ قبل حوالي عقدين من الزمان، حينما اختفى السوق القديم وبدأ إنشاء هذه المحال، ونظراً لتجمع الطيور بأعداد كبيرة بدأ بعض أصحاب المحال في تقديم بعض الحبوب لها وهو ما ساهم في زيادة الأعداد تدريجياً، حيث بدأ بعض الأهالي في شراء المواد الغذائية من باب العطف على هذه الطيور التي باتت تفد للمكان صباحاً ومساء وتتجمع في هذا المكان.
كما أوضح محمد سعيد، بائع بالسوق، إن أكثر من 300 طائر تتجمع يومياً أسفل الجسر في منظر بدأ يجذب العديد من الأهالي والمقيمين والزوار والسياح الذين يحرصون على التقاط الصور، إلى جانب هذه اللوحة الفريدة للطيور التي أصبحت تعيش في ألفة مع المكان.
الاتحاد