حدد مسؤولون 5 عوامل لتحقيق «وصفة النجاح» وانتقال أسوأ مراكز الخدمات لأن تكون ملبية لتطلعات واحتياجات المواطنين، وتشمل أهمية وجود المسؤول التنفيذي في ميدان العمل ومتابعته لكافة شؤون المعاملات، والعمل على برنامج تدريبي لتأهيل الكوادر البشرية للتعامل مع الجمهور، ورصد أبرز الاقتراحات والتوصيات من قبل المتعاملين والعمل على تنفيذها، إضافة إلى اتباع منهجية التحفيز الوظيفي في تعزيز بيئة العمل للموظفين، والعمل على وضع استراتيجية واضحة المعالم تجاه المرحلة المقبلة تتضمن جدولاً زمنياً محدداً للأهداف واطلاع كافة أعضاء مركز الخدمات عليها لتنفيذها.
وأوضحوا أن الإعلان عن أفضل وأسوأ مراكز الخدمات الحكومية، سيسهم في تعزيز الإنتاجية من قبل كافة مراكز الخدمة والتي ستعمل على التنافس لأجل المواطنين، مشيرين إلى أن دولة الإمارات تنتظر الكثير من كافة المسؤولين والموظفين، حيث إن سباق التميز لا يعترف إلا بالمثابر والمجتهد والقادر على توظيف الإمكانيات المتاحة له وتحويل الفرص إلى تحديات وإنجازات لاحقة، خاصة مع وجود التطلعات والإرادة الحكومية بضرورة الارتقاء بكافة مستويات الخدمة لأن تكون ضمن أفضل مستويات الأداء على المؤشرات العالمية الدولية.

التحدي والتغيير
وأكد عبدالعزيز الزعابي، النائب الثاني لرئيس المجلس الوطني الاتحادي، أن منهجية الإعلان عن الأفضل والأسوأ تمثل تجسيداً لمنهج القيادة الرشيدة الداعم لتقديم الخدمات وفقاً لأفضل المعايير المتبعة دولياً، ولذلك جاء الإعلان ليعد استمرارية في تحفيز الكوادر البشرية والمراكز الخدمية التي استطاعت أن تتعامل مع متغيرات المرحلة الحالية وتتواكب مع المستوى المأمول من قبل المتعاملين، لتكون مثالاً في كيفية العمل الحكومي الناجح وفي تقديم الخدمة، وهي التي اجتهدت ونالت ما تستحقه من إشادة وتكريم وتحفيز من قبل القيادة.
وأشار إلى أنه قد تتعدد أسباب وجود بعض المراكز ضمن المراكز الأخيرة في التصنيف الحكومي، ومنها قد تكون عوائق إدارية أو لوجستية أو تتعلق بالروح المعنوية لفرق العمل، حيث نلاحظ وجود بعض الفروع التابعة لجهات ضمن الأفضل، ووجود فروع أخرى لذات الجهات ضمن الأسوأ، وهو ما يبرز أهمية إيجاد الجهات لمقارنات معيارية بين فروعها المختلفة وقياس أسباب تفاوت مستوى الخدمة بين فروع الجهة الواحدة والعمل على نقل التجربة الناجحة للفروع الأخرى، سواء عبر ورش عمل تجمع هذه الفروع المنطوية تحت المظلة الواحدة، أو من خلال العمل على تحفيز الموظفين ودعم المراكز الخدمية باحتياجاتها ومتطلباتها.
ولفت إلى أنه من المهم عمل هذه المراكز على مضاعفة الجهود وتحويل التحدي هذه المرة إلى فرصة لتغيير الصورة خلال المرات المقبلة، باعتبار أن التصنيف يشكل دافعاً لمضاعفة الجهود والهمم وعدم التوقف عند مستوى معين من الخدمة، بل مراعاة الاحتياجات المتزايدة لأصحاب الخدمة من المتعاملين ودراسة نمط العمل الحديثة المتبعة في أفضل الممارسات الحكومية، خاصة أن ميدان التميز الخدمي يحتاج إلى خطى متسارعة تمضي قدماً نحو تحقيق المنجزات المطلوبة، بسواعد يجمعها روح فريق العمل الواحد وبقائد تنفيذي وميداني قادر على استشراف المتطلبات وتوفيرها في الوقت الحاضر لتعزيز بيئة مركز المتعاملين.

حب العمل
ومن ناحيته، أكد جاسم عبدالله النقبي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، أنه من المهم جذب الموظف نحو حب العمل، حيث توجد إشكالية لدى بعض المدراء بتصيد أخطاء الموظفين والعمل على إبرازها واتخاذ سياسة الجزاءات والعقوبات دون وجود خريطة طريق لمكافأة المتميزين في العمل وتقدير ظروف الموظفين وتعزيز الولاء الوظيفي لديهم، وهو ما يحتاج إلى التعامل الجيد مع كافة أعضاء فرق العمل والتقرب من الموظفين ومعرفة همومهم وحل قضاياهم للوصول إلى مفهوم الفريق الواحد الذي يعمل بتكاملية لأجل تحقيق الأهداف المطلوبة.
وأضاف: لا يمكن تحقيق النجاح بوجود مبدأ الرقابة من الأعلى بل يجب التواجد المستمر والدائم في الميدان، بحيث لا يكون وجوداً وقتياً لأجل إمضاء فترة معينة بل يكون مستمراً ومتواصلاً لإشعار الموظفين بوجود دافع حقيقي للنجاح، وهو ما يترتب عليه أيضاً البحث عن الأسباب التي أدت للإخفاق في الوصول لمتطلبات المتعاملين وتحقيق المستهدفات المطلوبة وإيجاد حلول تنفيذية فورية تعمل على رفع مستوى الأداء وتطوير كفاءات فريق العمل.

مراجعة الإجراءات
ومن جهته، أوضح الدكتور سليمان الجاسم، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة العويس الثقافية، أنه من المهم قيام مراكز الخدمات الأسوأ بمراجعة إجراءاتها بكل شفافية وأسلوب تقديم خدماتها للمراجعين، والتوقف عند نقاط الضعف التي أدت إلى هذه النتيجة والعمل على تقويتها وإبراز مواطن القوة، ووضع سياسات تحفيزية لإسعاد الموظفين، فالموظف السعيد هو القادر على نقل سعادته للمراجع، إضافة إلى عدم الإحباط والتوقف عند نقطة التصنيف الحكومي الحالي بل السعي بكل إيجابية وأمل لتطوير الأداء، حيث لا يوجد في قاموس دولة الإمارات مستحيل، بل هناك قدرة على تغيير الأحوال والارتقاء بمستويات الأداء لتكون مواكبة مع توجهات الدولة.
وأضاف: إن القيادة الرشيدة وضعت مقاييس واضحة للإنجاز في العمل الحكومي وهي التي يتوجب الالتزام بها لتحقيق أكبر قدر من الإنتاج، حيث تم وضع منهجية قياس للأداء وإيجاد المتعامل السري للتأكد من قيام المراكز بخدماتها بمستوى الكفاءة المطلوب، كما حددت رسالة الموسم الجديد ملامح المطلوب من كل مسؤول خلال المرحلة المقبلة، خاصة أنها مرحلة عمل وإنتاج وجهد لتحقيق رؤية الإمارات 2021 والتي اقتربنا منها، إضافة إلى إطلاق مؤشرات التنافسية بين الجهات والتي تشكل سباقاً نحو تحقيق التميز والوصول إلى المراكز الأولى.

الاتحاد