ناشدت المراهقة السويدية الناشطة في مجال البيئة غريتا تونبرغ قادة العالم، المجتمعين، اليوم الإثنين في الأمم المتحدة في قمة حول المناخ، التحرك لإعادة إحياء اتّفاق باريس.

وساءلت الناشطة قادة العالم “كيف تتجرأون!” ومطالبة بتحقيق خفض سريع في انبعاثات غازات الدفيئة.

تأتي القمة قبل بدء أعمال الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة حيث يتوقع أن يلقي 60 رئيس دولة أو حكومة كلمة لإعلان تعهدات أكبر.

وبنبرة غاضبة، قالت غريتا (16 عاما) في خطاب ألقت فيه باللوم على قادة العالم لعدم تحركهم “لا يفترض بي أن أكون هنا. يجب أن أكون في المدرسة في الجانب الآخر من المحيط”. وتابعت “كيف تتجرأون؟ لقد سرقتم أحلامي وطفولتي بكلماتكم الفارغة”.

وتابعت “تنهار أنظمة بيئية بأكملها وأصبحنا على مشارف انقراض جماعي وكل ما يهمكم هو المال وتحقيق نمو اقتصادي مستدام؟ كيف تتجرأون؟”.

وإضافة إلى الولايات المتحدة، لا تشارك البرازيل وأستراليا في القمة لعدم وجود أمور يعلن عنها. لكن الصين، التي تنتج أكثر بمرتين من الولايات المتحدة، غازات الدفيئة ستلقي كلمة على لسان وزير خارجيتها وانغ يي.

وتحدّث رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن النمو الكبير لموارد الطاقة المتجددة في بلاده.

من جهته ومن دون أن يذكر غريتا تونبرغ بالاسم، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه فوجئ إيجابيا بالكلمات التي ألقاها الشباب.

وقال ماكرون “لا يمكن لأي مسؤول أن يتجاهل هذا المطلب العادل بين الأجيال”. وتابع “نحتاج إلى الشباب لمساعدتنا على تغيير الأمور (…) وزيادة الضغوط على أولئك الذين يرفضون التحرك”.

وبعد أن تجاوز فترة الثلاث دقائق المخصصة لكل مسؤول، أشاد ماكرون بروسيا التي صادقت اليوم الإثنين على اتفاق باريس، مؤكدا أن آخر المحطات التي تشغّل بالفحم في فرنسا ستغلق في 2022. أما بشأن أوروبا، فدعا الرئيس الفرنسي إلى أن تكون كل الواردات “خالية من الكربون ومن قطع الأشجار”.

وبات هدف التوصل إلى “تحييد أثر انبعاثات الكربون”، الذي كان يعتبر عام 2015 جذريا إلى حدّ أنه استبعد من نص اتفاق باريس، في صلب أهداف عدد متزايد من الدول من بريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي، والشركات المتعددة الجنسيات، وازداد إلحاحا مع موجة الحر خلال الصيف والأعاصير وصور الكتل الجليدية التي تذوب بوتيرة متسارعة.

وأعلنت الأمم المتحدة، قبيل افتتاح القمة، أنّ 66 دولة وعدت بالالتزام بهدف تحييد أثر الكربون بحلول العام 2050.

وأعلنت الأمم المتحدة، في تقرير صدر أمس الأحد، أن السنوات الخمس الماضية هي الفترة الأشد حرا منذ بدء تسجيل درجات الحرارة بشكل منهجي. وازدادت حرارة الأرض بمتوسط درجة مئوية عمّا كانت عليه في القرن التاسع عشر، وهي وتيرة ستتسارع.

وصرحت لورانس توبيانا واحدة من مهندسي اتفاق باريس “علينا أن نأمل في أن تعدّ مجموعة الدول هذه والسلطات المحلية التقدمية الموجة الثانية لإثبات اين أحرزنا تقدما”.

لكن الوعود، التي ستقطع الإثنين، لن تكون لها قيمة قانونية، إذ إنّ القمة ليست سوى محطة على طريق “مؤتمر الأطراف السادس والعشرين حول المناخ” المقرّر عقده في نهاية 2020 في غلاسكو، والذي سيتحتّم على الدول خلاله أن ترفع إلى الأمم المتحدة تعهدات تمت مراجعتها لتعزيز مكافحة التغير المناخي.

وأفادت الأمم المتحدة أن 75 من الدول الـ195 الموقعة على اتفاق باريس أبدت منذ الآن نيتها في القيام بذلك، والولايات المتحدة ليست من بينها.

الاتحاد