كشف الدكتور بلال اليافاوي استشاري ورئيس قسم العظام في مستشفى راشد، عن إدخال الذكاء الاصطناعي في عمليات العظام، وذلك بعلاج حالات الكسور المعقدة الناجمة عن إصابات العمل أو الحوادث المرورية عن طريق استخدام الحاسب الآلي للتوصل إلى أفضل طريقة لتعديل الأطراف المصابة ومحاكاة مراحل العلاج من خلال الذكاء الاصطناعي.
وقال الدكتور اليافاوي إن استخدام الذكاء الاصطناعي في عملية علاج الكسور المعقدة أو التشوهات الخلقية أو حتى تطويل القامة يتيح للجراح والمريض رؤية واضحة لمراحل العلاج ومدى دقة إصلاح إصابة الطرف المصاب بنسبة 100%.
وأضاف: إن العملية تتلخص بقيام الطبيب المدرب على هذا النوع من الجراحات بتثبيت الأطراف المصابة بجهاز جراحي يتكون من حلقتين ثم يقوم بإدخال كل بيانات المريض مع صور أشعة الطرف المصاب بعد إجراء الجراحة على البرنامج الخاص بالجهاز على الحاسب الآلي، ومن ثم يقوم الحاسب الآلي عن طريق عملية حسابية وهندسية معقدة، بوضع خطة العلاج كاملة مع الفترة الزمنية المطلوبة للعلاج، وكيفية استرجاع الوضع الصحيح للعظام المصابة، وتعديل الانحرافات والاعوجاجات الناجمة عن الإصابة، وأيضاً كيفية تعويض ما فقد من عظام مع وضع إطار زمني واضح ودقيق، ويحصل كل من الطبيب والمريض على نسخة مطبوعة عن الخطة العلاجية كاملة تشمل مدة العلاج بالكامل من خلال متابعة يومية لوضع الطرف المصاب، ما يمكن الطبيب والمريض من متابعة تقدم الحالة والتأكد من سير الخطة العلاجية في الاتجاه الصحيح وفقاً لما خطط له.
وقال إن قسم العظام في مستشفى راشد هو أول جهة صحية على مستوى الشرق الأوسط تقوم بإدخال الذكاء الاصطناعي في علاج الكسور المعقدة والاعوجاجات والتشوهات الخلقية، إضافة إلى تطويل القامة.
مواكبة
بدوره، أكد الدكتور فهد باصليب، استشاري أمراض القلب والمدير التنفيذي لمستشفى راشد، أن الهيئة تحرص على مواكبة أحدث المستجدات العالمية، وإدخالها لمستشفيات الهيئة لتوفير تشخيص دقيق وعلاج سريع للمرضى، ومنها الروبوت الآلي لقسم القلب والذكاء الاصطناعي في عملية السكتات الدماغية والكسور والعظام.
من جهته، قال الدكتور محمد أحمد رفاعي أخصائي أول في قسم العظام، إن نوعية الإصابات سواء كانت في مواقع العمل بسبب دخول الماكينات والأجهزة الحديثة أو الحوادث المرورية بسبب الطرق السريعة وزيادة سرعة السيارات، اختلفت عما كانت عليه من قبل من حيث الشدة، لافتاً إلى أن معظم الحوادث التي ترد إلى قسم الطوارئ تكون بإصابات بليغة تؤدي إلى كسور مضاعفة أو تمزق شديد في الأنسجة، وهو ما كان في السابق يعالج بطرق علاجية تقليدية تستغرق وقتاً طويلاً، مما كان يستدعي بقاء المريض في المستشفى مدة طويلة مع عدم القدرة على المشي وانقطاع عن العمل لفترة طويلة، لافتاً إلى أن المريض الواحد كان يكلف في السابق أكثر من مليون درهم، في حين انخفضت حالياً باستخدام الجهاز الجديد المربوط ببرنامج الذكاء الاصطناعي على الكمبيوتر لأقل من مئة ألف درهم، وهو ما يعني توفير أموال طائلة جداً على الدولة.
وأوضح أن الجهاز الجديد الذي يتم تركيبه للمريض هو عبارة عن جهاز صغير يتكون من حلقتين، وهو مربوط ببرنامج الذكاء الاصطناعي ويتم من خلاله تعويض الأجزاء المفقودة من العظام بعظام جديدة من المريض نفسه، حيث إن جسم المريض يقوم بتشكيل الأجزاء المفقودة نتيجة إصابة العمل أو الحادث باستخدام الأجهزة الدائرية المزودة ببرنامج الذكاء الاصطناعي.
وأوضح أنه بعد تركيب الجهاز الدائري المكون من حلقتين يتم إدخال كل بيانات المريض «لسوفت وير» خاص، ويتم فوراً احتساب نسبة نقص وفقدان العظم، ونسبة الانحناء أو التشوه وغيرها، ثم يقوم بعدها برنامج الذكاء الاصطناعي بإعطاء جدول عن تفاصيل الخطة العلاجية ونسبة التحسن اليومي والمدة المطلوبة للعلاج، لافتاً إلى أنه يتم إعطاء التطبيق للمريض وبإمكانه متابعة التحسن اليومي، ومتابعة علاجه بنفسه، والتواصل مع الطبيب في حال حدوث أي خطأ في الخطة العلاجية.
تشوهات
كما قال الدكتور حبيب الإسماعيلي استشاري العظام والحوادث في مستشفى راشد: إن إدخال الذكاء الاصطناعي في علاج الإصابات البليغة أو حتى التشوهات الخلقية لدى الأطفال يعطي نتائج تصل نسبة الدقة فيها إلى 100%، كما أن المريض نفسه يقوم بعلاج نفسه من خلال اتباع التعليمات والإرشادات الموضوعة له من قبل برنامج الذكاء الاصطناعي من داخل البيت ودون الحاجة للبقاء في المستشفى، وهو ما وفر على القسم والمستشفى عدداً كبيراً من الأسرّة يمكن الاستفادة منها في علاج المرضى الآخرين.
وأضاف أن المريض تكون لديه أيضاً صورة واضحة عن مدة العلاج المطلوبة، كما يمكنه متابعة تطور حالته الصحية يومياً، لافتاً إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي قلل من حجم الإنفاق على الخدمات الصحية، وقلل من تكاليف العلاج على المريض.
البيان