أقامت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ركناً احتفائياً وتعريفياً بإنجازات وإصدارات الشاعر الإماراتي الراحل حبيب الصايغ، وذلك في الدورة الحادية عشرة من معرض العين للكتاب، الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين، ويستمر لغاية 3 أكتوبر المقبل.
يستعرض ركن حبيب الصايغ، مواد أرشيفية لمقالات، ومواد كتبها الصايغ، أو كتبت عن مشاركاته والفعاليات التي شارك بها، إلى جانب عرض مرئي لإنجازاته وقراءات من قصائده. كما يتضمن الجناح، مجموعة من الدواوين الشعرية، التي أصدرها الراحل، وهي «رسم بياني لأسراب الزرافات»، و «كسر في الوزن»، والأعمال الشعرية، إلى جانب مجموعة من الكتب التي كتبها أدباء ونقاد عن شعرية وقصائد الشاعر الراحل، وأهمها كتاب «الدلالة الحافة في شعرية النص الجديد»، و«سيرة غيم يهذي»، و«قراءة في عوالم حبيب الصايغ الشعرية»، و«حبيب الصايغ بين التاريخ والأسطورة»، و«حبيب الصايغ المعادلات الصعبة»، و«حبيب الصايغ ريادة الشعر والحياة».
وقال عبدالله ماجد آل علي، المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بالإنابة في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «كان حبيب الصايغ شاعراً كبيراً، وصاحب مشروع أدبي وثقافي إماراتي وقلم مبدع، حصد جوائز عالمية كثيرة. كما استطاع بقصائده أنّ يمثل حالة شعرية وجمالية مختلفة عن المدارس الشعرية المتعارف عليها، وبرحيله فقدت الساحة الثقافية والإعلامية الإماراتية أحد أبرز أعلامها وكتابها، بخاصة مع ما قدمه من إنجازات عبر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وعبر منصبه كأمين عام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب».
وتابع آل علي: «لقد ترك حبيب الصايغ منذ وفاته فراغاً كبيراً، ليس فقط على الساحة الإماراتية، وإنما عربياً وعالمياً، وهو الحاضر في جميع المحافل الثقافية، والمشارك في عدد كبير من معارض الكتب العربية والأجنبية، والمخلص في تحفيز الجميع على العمل الثقافي والعطاء الإبداعي».
من جهته، قال محمد شعيب الحمادي، عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ورئيس الهيئة الإدارية في أبوظبي: «باسمي ونيابةً عن إخواني الكتاب أعضاء اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، نثمن دور دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي على مبادرتها الرائدة بتخصيص جناح لعرض مؤلفات الشاعر الراحل حبيب الصايغ، رحمه الله، في الدورة الحالية من معرض العين للكتاب، والتي تنم على مدى وفائهم وتقديرهم لما قدمه الراحل رمز الثقافة والإبداع طوال حياته وحتى وفاته، ولا شك أنّ ذلك يأتي من خلال إبراز الدور الثقافي والإبداعي للراحل، وليس بجديد على دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي هذه المبادرة.. لأنها دائماً سباقة في رعاية الثقافة والأدب في دولة الإمارات».
وتابع الحمادي: «هناك تعاون دائم ودعم لا محدود لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات.. يأتي ذلك من منطلق الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد ودائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، في النهوض بالثقافة والأدب والإبداع على مستوى الدولة.. ونعمل دائماً معاً لتطوير الأفكار وتنفيذ الأنشطة الثقافية، بغية تقديم الأفضل لعشاق القراءة والثقافة والإبداع».
ويتواجد في الركن، نبذة تعريفية عن الشاعر الراحل حبيب الصايغ، الذي ولد في أبوظبي عام 1955، وحصل على إجازة الفلسفة عام 1977، كما حصل على الماجستير في اللغويات الإنجليزية والترجمة عام 1998 من جامعة لندن. ونظم أول قصيدة حين كان طفلاً، وأهداها لوالدته، ثم تفوق بعد ذلك في المرحلة الثانوية، حتى اختاره المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، للعمل كمحرر في صحيفة الاتحاد عام 1973 تشجيعاً له.
أسس أول ملحق ثقافي إماراتي، وهو «الفجر الثقافي»، إضافة إلى تأسيسه مجلة «أوراق نقدية» التي ترأس تحريرها، كما تولى مناصب عدة، من بينها الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، رئيس التحرير المسؤول بصحيفة «الخليج».
268 عنواناً في جناح «أدباء الإمارات»
يشارك اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، في فعاليات الدورة الحادية عشرة من معرض العين للكتاب.
ويشارك الاتحاد، بجناح خاص لمنشوراته، بما يزيد على 268 عنواناً في المجلات الأدبية المختلفة كالشعر والقصة والرواية والدراسات الأدبية والمسرح وأدب الطفل، إضافةً إلى مشاركة فاعلة من كبار الكتاب والأدباء، أعضاء الاتحاد في البرنامج الثقافي المصاحب، حيث يتضمن برنامج المعرض محاضرات وندوات وأمسيات متنوعة.
واستقبل الكاتب محمد شعيب الحمادي، عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، رئيس الهيئة الإدارية لفرع أبوظبي وأعضائها، ضيوف حفل الافتتاح، والمترددين على الجناح.
كما قام معالي زكي نسيبة، وزير دولة، بزيارة تفقدية للجناح مشيداً بجهود الاتحاد على مستوى الدولة، وبالكم والكيف المميز للمؤلفين الإماراتيين، وخاصة الشباب، وازدهار دور النشر الإماراتية.
وأشاد الحمادي، بالجهود المبذولة من قبل دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، وسعي الدائرة الدائم نحو إنجاح الدورة الجديدة من المعرض، كما شكر الدائرة على التسهيلات التي منحتها للاتحاد، كي تكون مشاركته مميزة للاتحاد وبالمعرض، معتبراً أن الشراكة الاستراتيجية بين اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ودائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، هي نموذج لعلاقات الشراكة الناجحة بين المؤسسات الثقافية الوطنية، كما أشاد بالحراك الثقافي المتميز في أبوظبي والعين والمنطقة الغربية.
ومن جانبه، أثنى الإعلامي عبدالرحمن نقي البستكي، مدير دائرة الإعلام وثقافة الطفل، عضو مجلس إدارة الاتحاد، بالمبادرة التقديرية لدائرة الثقافة والسياحة بالشارقة، التي دشنت جناحاً خاصاً بالكاتب والأديب المرحوم حبيب الصايغ، وفاءً وتقديراً لعطائه الأدبي الكبير.
وأشار، إلى مشاركة أعضاء الاتحاد في العديد من الندوات والمحاضرات الثقافية والأدبية، ضمن فعاليات المعرض، ومنها مشاركات الأديبة الشاعرة شيخة عبدالله المطيري، والأديبة شيخة الجابري، ومجموعة من الأدباء.
كما أثنى نقي، على الكم المميز لكتب ثقافة الطفل بالمعرض، داعياً الوالدين والمؤسسات التعليمية إلى مرافقة أبنائهم في زيارات تثقيفية للمعرض، وتعويد الأجيال على هذه الزيارة، واقتناء الكتب، وتأسيس مكتبات منزلية، معرباً عن تقديم الكتاب والأدباء الإماراتيين في جناح الاتحاد في المعرض، للاستشارات الثقافية للجمهور في تشكيل مثل هذه المكتبات.
إقبال على جناح مركز سلطان بن زايد
يشهد جناح مركز سلطان بن زايد في معرض العين للكتاب، إقبالاً لافتاً من المسؤولين والكتاب والإعلاميين وزوار المعرض، وهو ما يعكس مدى الاهتمام والتقدير الذي يحظى به المركز وإصداراته الوطنية والثقافية المتميزة.
وحظي الجناح أمس بزيارة معالي الشيخ الدكتور سعيد بن طحنون آل نهيان، إضافة إلى عدد من الكتاب والإعلاميين وجمع من الطلاب والطالبات والجمهور.
واستمع معاليه خلال الزيارة إلى شرح مفصل عن الكتب التي يعرضها جناح مركز سلطان بن زايد، مثمناً جهوده في إثراء الثقافة والمعرفة.
ويعرض المركز في جناحه مجموعة كبيرة من إصداراته التي تتصل بموضوعات وطنية وثقافية متنوعة. إضافة إلى المجلات التي يصدرها وهي الإمارات الثقافية ومجلة الإبل ومجلة بيت الشعر ومجلة تراث.
الاتحاد