بعيداً عن الكاميرات ودون السعي للظهور في الصورة، يقف جنود مجهولون مارسوا عملهم في صمت وبكل دقة لإنجاح مهمة رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، ويضم هذا الفريق العديد من المهندسين الإماراتيين الذين عملوا بصبر وبشكل متواصل لتحقيق طموح زايد في الصعود للفضاء.
أولى مهام الفريق المجهول، ويتكون من 12 مهندساً يعاونهم 8 متخصصين من مركز محمد بن راشد للفضاء، بدأت باستقبال طلبات المرشحين ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء، حيث قام الفريق باختيار 200 مترشح في المرحلة الأولى، تم خفضهم في المرحلة الثانية باختيار 30 مترشحاً، وفي المرحلة الأخيرة تم اختيار رائدي فضاء هما هزاع المنصوري وسلطان النيادي، وفق معايير وشروط واضحة. وقد عملت لجنة التحكيم (المهندسون والمتخصصون)، ومن بينهم رائد فضاء وفنيون مختصون في تحليل الشخصية وأطباء مختصون في الفحص الطبي على مراجعة شروط المتطلبات الموضوعة لعدد كبير من المتقدمين والبالغ عددهم 4022 متقدماً.
متابعة التدريبات
ووقع الاختيار على المنصوري والنيادي بعد سلسلة طويلة من الاختبارات الطبية والنفسية المتقدمة، ومجموعة من المقابلات الشخصية وفق أعلى المعايير العالمية.
ليخضع رائدا الفضاء المختاران بعد ذلك لمجموعة تدريبات جديدة في مركز لندون بي جونسون للفضاء (JSC)، التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا). وشمل برنامج التدريبات التدريب على مختلف وحدات ومكونات القسم الأميركي من محطة الفضاء الدولية، والذي يضم المختبر الياباني، ومختبر «كولومبوس» للأبحاث العلمية، وعلى إجراء أبحاث علمية بالتعاون مع الوكالة.
كما شملت التدريبات الأجهزة والمعدات التابعة لوكالة «ناسا» الموجودة على متن محطة الفضاء، والتعامل مع حالات الطوارئ، لاسيما انخفاض ضغط الهواء، وتسرب غاز الأمونيا في المحطة. كما تضمن برنامج التدريبات في «ناسا» تجارب علمية شملت الأبحاث التي يجريها فريق المهمة المنطلق إلى محطة الفضاء الدولية، والتي تدرس تأثير الفضاء في البشر في بيئة منعدمة الجاذبية تقريباً. كما تضمنت التدريبات محاكاة لعملية الإقلاع، والوصول إلى المحطة الدولية في الفضاء، والرجوع منها، إضافة إلى طرق التعامل مع الأمور الطارئة وغير الاعتيادية.
وخضع هزاع المنصوري، وزميله سلطان النيادي، للتدريبات في «مركز يوري غاغارين لتدريب رواد الفضاء»، في مدينة النجوم في روسيا، تحضيراً لهذه المهمة، إذ تدرب المنصوري مع الفريق الأساسي، وتدرب النيادي مع الفريق البديل، وكل فريق يتألف من ثلاثة رواد فضاء.
الانطلاق
كان للجنود المجهولين في مركز محمد بن راشد للفضاء الدور البارز في تحقيق نجاح عملية الانطلاق لرائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، فلم يتوان الفريق في الوجود والتنسيق في جميع مراحل الإطلاق منذ اللحظة الأولى في فندق عزل رواد الفضاء، ومن ثم ارتداء بدلة السوكول، وأخيراً الصعود إلى مركبة سويوز أم أس.
مركز التحكم
وتضم المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد عدداً من المهندسين، في مقدمتهم المهندس عدنان الريس الذي يدير برنامج المريخ 2117 في مركز محمد بن راشد للفضاء، ومسؤولو المحطة الأرضية، ماجد اللوغاني، راشد الدلال، محمد آل علي، أحمد عبدالرزاق، محمد البلوشي.
ويعمل فريق متخصص من المهندسين الإماراتيين، في محطة التحكم الأرضية، لإدارة مهمة أول رائد فضاء إماراتي يصعد على متن محطة الفضاء الدولية، من خلال التواصل واستقبال المعلومات وتوزيعها على المحطات الأرضية الأخرى، والتي تشمل 4 محطات. وتقوم مهمة فريق المحطة الأرضية على التواصل مع هزاع المنصوري أثناء وجوده على متن محطة الفضاء الدولية، إضافة إلى متابعة خطة العمل والنشاط اليومي لرائد الفضاء من خلال التواصل اليومي صباح كل يوم. وتعد «المحطة الأرضية المسؤولة عن استقبال المعلومات والفيديوهات والصور، إضافة إلى نتائج التجارب العلمية، التي سيجريها رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، على متن محطة الفضاء الدولية». ويعد فريق المحطة الأرضية المسؤول عن الأحداث التي تبث مباشرة من محطة الفضاء الدولية، وذلك بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية، وتم توزيع الفريق على محطات في مختلف أنحاء العالم، حيث إن «المحطة الرئيسة في مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي تعمل على جمع المعلومات وتوزيعها على بقية المحطات». وخضع «فريق المحطة الأرضية الإماراتي، لتدريبات مكثفة في وكالة الفضاء الأوروبية، على كيفية إدارة العلميات الخاصة برواد الفضاء الموجودين على متن المحطة الدولية، واكتسبوا خلالها العديد من المهارات والخبرات اللازمة لإدارة مهمة أول رائد فضاء إماراتي».
المهمات العلمية
ويتضمن فريق مهمة هزاع المنصوري العديد من الأشخاص المسؤولين لمتابعة تنفيذ التجارب العلمية، حيث سينفذ 16 تجربة علمية بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية، منها الروسية «روسكوسموس» ووكالة الفضاء الأوروبية «إيسا»، بينها 6 تجارب على متن محطة الفضاء الدولية لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء مقارنة بالتجارب التي أجريت على سطح الأرض ودراسة مؤشرات حالة العظام والاضطرابات في النشاط الحركي والتصور وإدارة الوقت عند رائد الفضاء، إضافة إلى ديناميات السوائل في الفضاء وأثر العيش في الفضاء على البشر.
وتتضمن المهمة العلمية تجارب تخص المدارس في دولة الإمارات ضمن مبادرة العلوم في الفضاء التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء، وستسهم هذه التجارب في رفد المناهج الإماراتية بمواد علمية جديدة تكون نتاج المهمة الأولى المأهولة للإمارات إلى الفضاء.
قائمة الشرف
تضم قائمة الجنود المجهولين العديد من الأسماء المشرفة، منهم سالم المري مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية ومدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء، سعود كرمستجي مدير مكتب الرواد بمركز محمد بن راشد للفضاء، عدنان الريس مسؤول المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء، نورة الرفيع رئيس فريق المبادرات التعليمية في برنامج الإمارات لرواد الفضاء بمركز محمد بن راشد للفضاء، والدكتورة حنان السويدي.
الاتحاد