مهندسون إماراتيون يعملون في «الاتحاد للطيران»، ويحملون مسؤولية الأمن والسلامة على أكتافهم، فهم بعد جهودهم الكبيرة من خلال التعليم والتدريب استطاعوا أن يبدعوا ويصبحوا خبراء في صيانة وإصلاح الطائرات.
وهؤلاء، لم يكتفوا فقط بذلك، بل مصرون أن يستمروا في العطاء، وأن يكون لهم دور محلي وعالمي في تمثيل اسم الإمارات، ويرغبون في أن يكونوا قدوة للشباب والشابات بالإمارات حتى يقبلوا على هذا القطاع الحيوي الذي يوفر لهم خبرات ثرية ومميزات لن يحصلوا عليها في قطاعات أخرى.
فبمناسبة يوم الإمارات للطيران المدني الذي يصادف اليوم، الخامس من أكتوبر، فإن هؤلاء المهندسين يفتخرون كونهم جزءاً من نجاح وتطور قطاع الطيران المدني الإماراتي وتبوئه مركزاً عالمياً مهماً في قطاع الطيران المدني الدولي.
يقول شهاب الشحي، وهو مدير صلاحية الطيران في «الاتحاد للطيران»: مسيرتي في الاتحاد للطيران بدأت منذ ديسمبر 2007 عند التحاقي ببرنامج المهندسين. ويضيف الشحي «بعد جهود كبيرة مهامي حاليا كمدير صلاحية الطيران تتمثل في مراجعة تسجيلات الطائرة للتأكد من صلاحية الطائرة للطيران فالمراجعة لسنة وتتجدد، وتتم المراجعة عن بعد وأيضاً ميدانياً عند الطائرة».
والشحي الذي يعد الإماراتي الوحيد الحاصل على شهادة صلاحية الطيران في الشركة يقول «نقوم بمراجعة بمعدل 3 طائرات شهرياً».
وحول مسيرته المهنية بعد انضمامه للاتحاد للطيران، يقول الشحي «أرسلتنا الشركة إلى أستراليا للخضوع لتدريب مكثف لمدة سنتين حول هندسة صيانة الطائرات وتدربنا حتى نهاية 2009». ويوضح بعد عودتنا إلى الإمارات بدأنا العمل للحصول على خبرة عملية لمدة سنتين في صيانة الطائرات، والتي تؤهلني للحصول على الرخصة الهندسية لصيانة الطائرات وحصلت عليها في العام 2013، ومن ثم بدأت العمل على طائرة A320 وأدخلت هذا الطراز على رخصتي الهندسية بعد الحصول على موافقات داخلية من الشركة، ومن بعد ذلك أضفت على رخصتي العمل على طائرة A330.
ويضيف الشحي «في العام 2016، أصبحت مهندساً للدعم الميداني، حيث أقوم بمعالجة المشاكل التي تحصل في الطائرة وأقوم بتصليحها، واستمررت في عمل ذلك حتى منتصف العام 2018، ثم أصبحت مديرا لصلاحية الطيران، وحصلت بعد 6 أشهر من عملي في هذا القسم على شهادة صلاحية الطيران المعتمدة من الهيئة العامة للطيران المدني».
ويؤكد أن عمله لا يخلو من التحديات، فالعمل مسؤولية كبيرة ويتعرض المهندسون لضغط عمل كبير للتأكد من أن الطائرات صالحة للطيران.
ويطمح الشحي أن يتبوأ مناصب إدارية عليا في الشركة، ويقول «أعمل على تطوير مهاراتي القيادية حاليا من خلال دورات تدريبية متعلقة بالقيادة والتعامل مع الموظفين». ويدعو الشحي الشباب والشابات الإماراتيين بالتوجه للعمل في قطاع الطيران، فهو مجال واسع ويوفر امتيازات وخبرات ثرية إلى جانب اهتمام الإمارات بهذا القطاع ومكانتها الكبيرة عالميا في هذا القطاع الحيوي.
أما سعاد الشامسي، فهي مستشار فني في عمليات مطار أبوظبي الجديد بالاتحاد للطيران، تقول «أفتخر كوني أول مهندسة طيران إماراتية متخصصة في معدات هبوط الطائرة وورش صيانة الطائرات». وتؤكد «حالياً مهامي تكمن في مشروع الاستعداد التشغيلي للطيران والانتقال لمبنى المطار الجديد، حيث إنني مسؤولة عن اختبار جميع العمليات والتأكد من جاهزيتها كاملاً».
وتشير الشامسي، بعد حصولي على شهادات تعليمية كثيرة بدءاً من الدبلوم حتى الدكتوراه، أسعى إلى البدء في الحصول على دكتوراه في أهمية دور المرأة في الطيران العام المقبل. وتخرجت الشامسي من جامعة كوفنتري مع درجة الماجستير في إدارة الطيران من المملكة المتحدة، إضافة إلى درجة البكالوريوس في إدارة هندسة الطيران من جامعة كوفنتري، إلى جانب دبلوم عال في هندسة الطيران من جامعة هارتفوردشاير في المملكة المتحدة، وهي حاصلة على دكتوراه فخرية من الأكاديمية الأميركية للدراسات المتخصصة في جمهورية مصر العربية على جهودها في تمكين المرأة في قطاع الطيران عامة وهندسة الطيران خاصة.
وتشير الشامسي «بدأت في رحلتي في عالم صناعة الطيران، من خلال انضمامي إلى شركات رائدة في قطاع الطيران في المملكة المتحدة كشركة أي بي اس ون، أي ام اس، وكنت واحدة المتطوعات اللواتي ساعدن في مشروع أوروبا لتصميم وصنع طائرة من مقعدين لشخصيين».
وتقول، أكملت تدريبي في مجال هندسة الطائرات في شركة ميسيير بوجاتي، وهاني ويل، وكونز، وايرباص وبوينغ، إضافة إلى أنني تابعت التدريب على القيادة التي تشمل إدارة ورشة عمل الناس، والأعمال التجارية، والمهارات الشخصية، وحل المشكلات وصنع القرار، كما حصلت على شهادات تدريبية عملية وقيادية كشهادة شركة طيران الإمارات في الإدارة والتطوير القيادي.وعن تاريخها المهني، انضمت الشامسي لشركة طيران الإمارات كأول مهندسة طائرات معتمدة، حيث عملت مهندسة طيران، ثم مسؤولة ورشة العجلات والفرامل ورشة عمل تلبي الطلبات المتزايدة لشركات الطيران سريعة الحركة والدينامكية، ثم انتقلت إلى قسم الخدمات الفنية والتقنية في طيران الإمارات كمهندسة خدمات فنية مسؤولة عن هياكل الطائرة، وحاليا تعمل في شركة طيران الاتحاد مستشاراً فنياً لعمليات المطار الجديد في أبوظبي.
وتعد الشامسي عضوة في جمعية خريجي الإمارات في المملكة المتحدة، وواحدة من أعضاء المؤسسين لمنظمة النساء في الطيران فرع الشرق الأوسط في عالم الطيران، حيث إن هدفها هو فتح المجال للتفكير أخرى إلى الأمام، والمرأة الديناميكية للانضمام إلى صناعة الطيران، وأيضا لتكون عضواً فاعلاً في هندسة المرأة في الإمارات والعالم العربي.
وتقول الشامسي، مثلت دولة الإمارات وصورة المرأة الإماراتية خاصة، والمرأة العربية عامة في معرض شنغهاي إكسبو لعام 2010، إلى جانب اختياري لأن أكون سفيرة للاتحاد الدولي للتعليم الفني والمهني. وشهد مطار أبوظبي الدولي استقبال 22.3 مليون مسافر العام الماضي، ونقلت الاتحاد للطيران 18 مليون مسافر العام الماضي، وتضم أسطولاً حديثاً لا يتجاوز متوسط عمره ست سنوات، يضم ما يزيد على 100 طائرة.

الاتحاد