أشاد وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري، بالرؤية الاستراتيجية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله في تنويع مصادر الطاقة، لافتاً إلى أن رؤية سموه تتطابق إلى حد كبير مع ما يعتقد به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأضاف بيري أن الولايات المتحدة الامريكية لديها أيضاً استراتيجيات للطاقة، وقامت بتنويع استخدام الوقود الأحفوري، والذي كان المصدر الأساسي للطاقة، فخلال السنوات العشر الماضية لم يكن الغاز المسال الطبيعي متاح واليوم موجود وهو أيضاً مصدر وقود يساهم في التحول إلى مصادر أخرى وخفض الانبعاثات إلى جانب طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية والطاقة النووية للأغراض السلمية وكلها مصادر تتيح مرونة للبلاد وتساهم في خفض تكلفة أسعار الطاقة.

وقال بيري: “يعكس مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية والذي يعد أكبر مجمع للطاقة الشمسية في العالم في موقع واحد، رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله للعالم ولإمارة دبي لتكون رائدة في تطوير قطاع الطاقة كما هو مثال على نجاح مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وكيف أن دولة تعد صغيرة نسبياً من حيث المساحة أصبحت عملاقاً في مجال كفاءة الطاقة وتتصدى لقضايا تغير المناخ حول العالم. وأشيد أخيراً بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله وبفريقه وبالمستقبل المشرق لإمارة دبي”.

جاء ذلك خلال استقبل سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي للهيئة، لـ ريك بيري، وزير الطاقة الأمريكي، على رأس وفد رفيع من الوزارة، في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي، حيث بحث اللقاء سبل ومجالات التعاون وتبادل التجارب والخبرات العالمية في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة. ضم الوفد الأمريكي تومي جويس، نائب مساعد الوزير للشؤون الدولية، وراشيل بيتلر، نائب رئيس كبير موظفي وزارة الطاقة الأمريكية وعدد من موظفي الوزارة.

وحضر اللقاء من جانب الهيئة كل من المهندس وليد سلمان، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع تطوير الاعمال والتميز، وخولة المهيري، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع الاستراتيجية والاتصال المؤسسي، والمهندس جمال الحمادي نائب الرئيس الطاقة النظيفة والمتنوعة واسحاق الحمادي، مدير عام شركة اكوا باور ، وعدد من مسؤولي الهيئة.

اطّلع وزير الطاقة الأميركي على مساهمات الشركات الأمريكية في مشروعات مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي، وأشار الطاير خلال اللقاء إلى أن هيئة كهرباء ومياه دبي تربطها علاقات استراتيجية مع وزارة الطاقة الأمريكية والعديد من المؤسسات والشركات الأمريكية في مشروعات الطاقة النظيفة ومشاريع كفاءة الطاقة والتحول الرقمي والأتمتة.

وأوضح الطاير أن دولة الإمارات العربية المتحدة تولي أهمية كبرى للاستدامة والتحول نحو الاقتصاد الأخضر، من خلال زيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة في إطار استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، لتوفير 75% من إجمالي إنتاج الطاقة في دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2050. ولتحقيق ذلك، أطلقت الهيئة العديد من البرامج والمبادرات الخضراء وأبرزها مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الذي يعد أكبر مشروع استراتيجي لإنتاج الطاقة المتجددة في موقع واحد في العالم، وفق نظام المنتج المستقل، وستبلغ قدرته الإنتاجية 5.000 ميجاوات بحلول عام 2030، باستثمارات إجمالية تصل إلى 50 مليار درهم. وسيسهم المجمع عند اكتماله في تخفيض أكثر من 6.5 ملايين طن من انبعاثات الكربون سنوياً وتوفير آلاف من فرص العمل في مجال الطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر.

واستعرض الطاير أمام الوفد الزائر أهم المشاريع والمبادرات والبرامج التي تنفذها الهيئة في مجال استشراف وصناعة مستقبل الطاقة من خلال ابتكار نموذج مستقبلي للمؤسسات الخدماتية في إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء والمياه. موضحاً أن الهيئة لديها استثمارات بأكثر من 86 مليار درهم على مدى الأعوام الخمسة المقبلة لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء والمياه في الإمارة. وتبلغ القدرة الإنتاجية للهيئة حالياً 11.400 ميجاوات من الكهرباء و470 مليون جالون من المياه المحلاة يومياً، وتقدم خدماتها لأكثر من 900 ألف متعامل في دبي وفق أعلى معايير الكفاءة والجودة والتوافرية.

وأوضح الطاير أن قدرة مشروعات الطاقة الشمسية قيد التشغيل في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية تبلغ 713 ميجاوات، وستصل إجمالي قدرة المراحل الخمسة للمجمع التي تم الإعلان عنها حتى الآن إلى 2863 ميجاوات في سبيل الوصول إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030. منها 4000 ميجاوات بتقنية الألواح الكهروضوئية، و1000 ميجاوات بتقنية الطاقة الشمسية المركّزة، لافتاً إلى أن الهيئة اعتمدت نموذج المنتج المستقل في مشاريع المجمع لتعزيز الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص. وساهم نموذج المنتج المستقل في تحقيق أرقام قياسية عالمية في أسعار مشروعات الطاقة الشمسية خمس مرات. وأوضح الطاير أن تحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 يتطلب قدرة إنتاجية تبلغ 42,000 ميجاوات من الطاقة النظيفة والمتجددة بحلول عام 2050، وقد اجتذبت الهيئة استثمارات ضخمة إلى الدولة من القطاع الخاص والمصارف الأجنبية، ما أدى إلى زيادة التدفقات النقدية إلى اقتصاد دبي ودولة الإمارات.

تم تشغيل المرحلة الأولى من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بقدرة 13 ميجاوات في عام 2013 باستخدام الألواح الكهروضوئية، وتم افتتاح المرحلة الثانية لإنتاج 200 ميجاوات من الكهرباء بتقنية الألواح الكهروضوئية في مارس 2017، وتوفر الطاقة النظيفة لنحو 50 ألف مسكن في دبي، وتسهم في تخفيض 214 ألف طن من انبعاثات الكربون سنوياً. وتضمنت هذه المرحلة تركيب 2.3 مليون لوح كهروضوئي على مساحة 4.5 كيلومتر مربع. وحصلت الهيئة على أدنى سعر عالمي بلغ 5.6 سنت دولار لكل كيلووات في الساعة للمرحلة الثانية من المجمع وقت إطلاق المناقصة.

ويجري بناء المرحلة الثالثة بقدرة 800 ميجاوات بتقنية الألواح الكهروضوئية، على 3 مراحل، حيث تعد الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تستخدم نظام التتبع الشمسي أحادي المحور لزيادة إنتاجية الطاقة بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30% مقارنة بالتركيبات الثابتة. وقد حققت الهيئة رقماً عالمياً جديداً في مجال تكلفة الطاقة الشمسية الكهروضوئية لهذه المرحلة من المجمع بعد حصولها على أدنى سعر عالمي بلغ 2.99 سنت أمريكي للكيلوات ساعة بنظام المنتج المستقل. ومن المقرر الانتهاء من المرحلة الثالثة بقدرة 800 ميجاوات بتقنية الألواح الكهروضوئية بالكامل في العام 2020.

وتعد المرحلة الرابعة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية أكبر مشروع استثماري في موقع واحد على مستوى العالم يجمع بين تقنيتي الطاقة الشمسية المركزة والطاقة الشمسية الكهروضوئية وفق نظام المنتج المستقل، وبقدرة تصل إلى 950 ميجاوات. وستعتمد هذه المرحلة على الطاقة الشمسية المركزة بقدرة 700 ميجاوات باستخدام منظومة عاكسات القطع المكافئ بقدرة 600 ميجاوات، وتقنية برج الطاقة الشمسية المركّزة بقدرة 100 ميجاوات؛ والطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 250 ميجاوات. كما تتميز المرحلة الرابعة بأطول برج لإنتاج الطاقة الشمسية المركزة في العالم بارتفاع 260 متراً، وبأكبر قدرة تخزينية للطاقة الشمسية على مستوى العالم لمدة 15 ساعة، ما يسمح بتوافر الطاقة على مدار 24 ساعة. وحققت المرحلة الرابعة أدنى سعر للكيلووات ساعة بتقنية الألواح الشمسية الكهروضوئية بقيمة 2.4 سنت بقدرة 250 ميجاوات، وأدنى سعر للطاقة الشمسية المركزة بقيمة 7.3 سنت أميركي للكيلووات ساعة بقدرة 700 ميجاوات.كما حققت الهيئة إنجازاً عالمياً جديداً بحصولها على أدنى سعر تنافسي عالمي بلغ 1.6953 سنت/‏‏‏دولار لكل كيلووات ساعة بتقنية الألواح الشمسية الكهروضوئية وفق نظام المنتج المستقل، وذلك للمرحلة الخامسة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية التي ستبلغ قدرتها الإنتاجية 900 ميجاوات، وسيتم تشغيلها على مراحل بدءاً من الربع الثاني من عام 2021.وتتمحور أعمال مركز البحوث والتطوير ضمن مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية حول أربعة مجالات تشغيلية رئيسية تشمل إنتاج الكهرباء من الطاقة النظيفة والشمسية، تكامل الشبكة الذكية، كفاءة الطاقة، والمياه.

كما استعرضت شركة “أكوا باور” السعودية، المطور الرئيسي للمرحلة الثانية من المجمع جهودها في إنجاز المحلة الثانية من المجمع بقدرة 200 ميجاوات، من خلال شركة “شعاع للطاقة 1″، التي أسستها هيئة كهرباء ومياه دبي مع الائتلاف الذي تقوده شركتي “أكوا باور” و “تي إس كيه” الإسبانية . وتضمنت هذه المرحلة تركيب 2.3 مليون لوح من الألواح الشمسية الكهروضوئية المزودة بأغشية رقيقة، والتي قدمتها شركة فيرست سولار الأمريكية. وتوفر هذه المرحلة الطاقة النظيفة لنحو 50 ألف مسكن في دبي، وتسهم في تخفيض نحو 214 ألف طن من انبعاثات الكربون سنوياً.

تخلل اللقاء عرض لشركة “فيرست سولار” الأميركية التي اختارتها هيئة كهرباء ومياه دبي لتنفيذ المرحلة الأولى من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، بقدرة 13 ميجاوات، وفق عقد خدمات الهندسة والتوريد والبناء. وقد نجحت الشركة في توفير الألواح الكهروضوئية المزودة بأغشية رقيقة. وتتمتع المحطة، التي تحتضن 152,880 ألف لوح شمسي من طراز ( FS Series 3 Black) من فيرست سولار، بقدرة إنتاجية تقارب 24 مليون كيلووات ساعة من الكهرباء سنوياً. وستسهم الطاقة الكهربائية المتولدة عن المحطة في تخفيض نحو 15 ألف طن متري من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً، أي ما يعادل إزالة 2000 سيارة تقريباً من الطرقات كل عام.

البيان